لم تكن مشكلة الإسكان عندنا بحاجة لخبراء من فرنسا وأيرلندا والبرازيل وتونس لتشخيصها والبحث عن حلول لها، فمشكلتنا عارفينها وعارفين أسبابها وعارفين حلولها، ولا تحتاج لغير قرار شجاع وتضحية شجاعة لتحرير الأراضي من أسر الاحتكار، وخصوصا أراضي المنح الكبيرة لتتحرر المشكلة!
بعبارة أدق، مشكلتنا منا وفينا وحلها منا وفينا، لكن لا أحد مستعد للذهاب بعيدا إلى الحل المنطقي الوحيد لها، رغم أن غضب بضعة أفراد لأجل إرضاء بضعة ملايين يعتبر ــ برأيي ــ حل عادل؛ قياسا بظلم حرمان الغالبية من فرص امتلاك الأراضي والمساكن!
افرضوا زكاة الأراضي البيضاء، وأزيلوا الشبوك التي تحاصر أراضي المنح الممتدة في صحرائنا الشاسعة، وستجدون أن مشكلة غلاء التراب الفاحشة تنحل لوحدها ومن نفسها، وستجدون أن كل فرد في المجتمع سيمتلك فرصته لتحقيق حلمه بالمسكن الذي يؤويه والسقف الذي يظلله!
حرروا التراب من أسر الأسوار الشائكة، فمن غير المقبول أن تبلغ مساحة السكن في مملكة مترامية الأطراف 2% فقط من مساحتها، بينما أصبحت قيمة الأرض أكثر تكلفة من قيمة بنائها!
لقد حان الوقت لتستعيد الدولة منح أراضيها الشاسعة لكسر الاحتكار وتحرير الأسعار وتنفيذ مشاريع الإسكان، فالمصلحة العامة يجب أن تغلب المصلحة الخاصة، والأفراد يضحون للوطن وليس العكس!.