اليمين الغموس هو اليمين الكاذبة التي يقتطع بها الإنسان حق أخيه بغير حق، هذه اليمين الغموس الكاذبة، وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)، وفي اللفظ الآخر: (لقي الله وهو عليه غضبان) فالذي يحلف كاذباً أنه اشترى كذا أو أنه أعطي كذا، أو ما أشبه ذلك وهو كاذب فهذه هي اليمين الفاجرة الغموس، يأخذ بها مال أخيه بغير حق، أو يحلف على أنه ما فعل كذا من العدوان على أخيه أو أنه ما سبه أو ما أشبه ذلك وهو كاذب، هذه اليمين الغموس الذي يقتطع بها حق أخيه بغير حق، فكل كاذبة فهي يمين غموس، لكنها تختلف في الكبر والعظم على حسب ما يترتب عليها من الظلم والشر. وليس فيها كفارة فيها العقوبة العظيمة والوعيد الشديد، فلو قال: والله ما سافرت ويكذب تكون يمين غموس كاذبة، يأثم بها، ولكنها ليست مثل من قال: والله ما أخذت منه ولا شيء وقد أخذ منه شيئاً، لأن هذا أخذ مال أخيه بغير حق، كأن ادَّعى عليه الإنسان يقول أنه اقترض مني ألف ريال، فيحلف ويقول: ما اقترضت منه، والمقرض ما عنده بينة والمقترض كاذب يقول: والله ما اقترضت منه، هذه يمين غموس؛ لأنه أخذ بها مال أخيه بغير حق، أو أعاره عارية مثل سلاح أو عباءة أو إناء، ثم يجحد ويحلف أنه ما استعار هذه يمين غموس؛ لأنه أخذ مال أخيه بغير حق، بهذه اليمين، أو باع على أخيه شيئاً ثم جحد البيع وليس عنده بينة، ليس عند المشتري بينة، فيحلف أني ما بعتك! فهذه يمين غموس عظيمة خطيرة؛ لأنه أخذ مال أخيه بغير حق، جحد حق أخيه بغير حق، وهكذا ما أشبه ذلك، واليمين الغموس -كما تقدم- هي الكاذبة لكنها تختلف وتتفاوت تفاوتاً عظيماً على حسب ما يترتب عليها من الشر.