بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد.. نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.. تعليق الناس بذوات الأشخاص ليس منهج رباني، ولا سنة نبوية، ولا هدي إيماني، فالأشخاص يمرضون ويموتون، ويهرمون ويتغيرون، ويُفْتَنُونَ وَيُبَدِّلُون، ويَثْبُتون ويُحْسِنُون، فالغيب مجهول، والخاتمة لا تُعلم، يقول الله تعالى:{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[لقمان:34]. وهذا مصداق لما قاله الإمام عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) رواه ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (2/97)، والبغوي في شرح السنة (1/214)، والهروي في ذم الكلام (ص:188) عن قتادة عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ولم يسمع منه فهو منقطع، وأخرجه بنحوه أبو نعيم في حلية الأولياء(1/305) عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، فهذا ابن مسعود - رضي الله عنه - يُقَعِّدُ لهذه القاعدة المهمة في التعامل مع الأشخاص. وقال أيضاً ألا لا يقلدن رجل رجلاً دينه فإن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كان مُقَلِّدًا لا محالة فَلْيُقَلِّد الميت، ويترك الحي فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى(10/116)، وأبو نعيم في الحلية(1/136). فإذا كان الأمر كذلك فتعليق الناس بالذوات الشخصية، أو بالمناهج الأرضية الوضعية طريقة غير سوية، وسنة غير مرضية، والحق الذي لا مرية فيه هو تعليق الناس بربهم العليم بحالهم، والخبير بمآلهم، ويكون ذلك عن طريق تعليقهم بالمنهج القرآني، وبالمنهج النبوي، لأنهما منهجان لا يتبدلان ولا يتغيران، فهما باقيان إلى قيام الساعة، وفيهما ما يصلح حال العباد والبلاد، قال الله تعالى:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} [الفرقان:58].