وحذر الرجل من الدخول في علاقات دون أي ضابط أو قانون أو مراقبة، حيث يساهم في زرع قنابل وألغام في حياته الزوجية، حتى لا يهدم بيته كما يجب على الزوجة أن تنتبه للخطر الذي قد يدخل منزلها من الإنترنت، وأن تفتح قنوات التواصل المستمرة مع زوجها، وتحاول أن تقترب منه حتى لا يقع بنفسه في براثن الخطيئة.
جذور اجتماعية
وحول التحليل النفسي لشخصية الفتاة التي تسعى لجذب الرجال، أوضحت استشارية علم النفس الإكلينيكي دكتورة مها حريري أنها شخصية تعاني من فراغ وتفتقد للقيم الأخلاقية، أو تحاول إثبات أنوثتها، لافتة إلى أنها شخصية سيكوباتية "مضادة لقيم المجتمع"، وتحاول هدم بيوت الآخرين، أو شخصية جامحة تريد تجريب كل شيء، ويمكن أن ترتكب أي سلوك يرفضه المجتمع.
فيما وصفت مها شخصية الرجل الذي يستجيب لإغراء الفتاة بأنه يفتقد للقيم الأخلاقية، يحاول إثبات ذاته بتعدد العلاقات النسائية حتى يشعر بالرضا الداخلي، لافتة إلى أنه شخصية "سيكوباتية"، ويعاني من اضطراب نفسي، واعتبرت تواصله مع الفتيات خيانة للزوجة، وإشباعاً للغرائز فقط، رافضة أن يصبح الاضطراب النفسي مبرراً للخيانة، وقالت: إن أي شخص عندما يسلك سلوكاً خاطئاً يصف نفسه بالمريض نفسياً، ورأت أن هذه المشكلة جذورها اجتماعية، وليست نفسية في المقام الأول.
وبسؤالها عن تأثير هذه العلاقات على الفتاة والرجل على المدى البعيد أجابت بأن الفتاة التي ترتبط بعلاقات خيالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتأثر علاقتها الجنسية بعد الزواج، لافتة إلى أن الرجل الذي يكوّن علاقات عبر هذا العالم الوهمي يشعر بعدم الرضا مع زوجته لاعتماده على الخيال في إشباع رغباته، ويصاب باضطراب نفسي في علاقته الحميمة معها، وحذرت الاستشارية من "إدمان العلاقات غير المباشرة"، قائلة: إن تكوين علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى انسحاب الفرد من المجتمع، وانعزاله عنه، مشددة على الفتاة والرجل بمراجعة الاستشاري النفسي؛ لتشخيص المشكلة ومعرفة العلاج.
تواصل سري
ورأى الكاتب محمد العصيمي أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في اتساع دائرة الاتصال بين الرجل والمرأة، واصفاً إياه بالتواصل السري، وقال: للأسف الشديد يحدث دائماً تواصل مرفوض بين الرجل والمرأة، وممارسة للغرائز الجنسية عبر فضاء الإنترنت، ولفت إلى خطورة هذه العلاقات على تدمير الحياة الزوجية، وزعزعة الأمان في البيوت.
وأرجع العصيمي هذه العلاقات للكبت والضغط الاجتماعي الذي يتعرض له الرجل السعودي؛ مما يجعله ينزلق سريعاً لأي فتاة تغازله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محذراً في الوقت ذاته الفتاة من السقوط إلى هاوية هذه العلاقات، وقال: إن الفتاة تتعرض أيضاً لضغط اجتماعي، يجعلها فريسة لعلاقات غير مأمونة العواقب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فضائح ومهازل
من جهته، اعتبر أمين مساعد الندوة العالمية للشباب الدكتور محمد بادحدح أنه لا لوم على الوسائل العصرية، فقد تستعمل للخير أو للشر، مفيداً بأن هناك فئة تنشد الصواب من خلال الـ"فيسبوك" وفئات عدة تبحث عن الخطأ، وقال: من الخطأ أن تنفتح الفتاة بشكل كبير على الـ"فيسبوك" مع أشخاص لا تعرفهم، حتى لو كانت تنشد الصواب كما ذكرنا.
وأوضح لمن يبحث عن المتعة المؤقتة في وسائل التواصل أن هذا حرام شرعاً لا جدال فيه، والمتضرر الرئيسي هو البنت نفسها، داعياً إلى ضرورة التفكير الجيد قبل البدء والدخول في أمور ربما تهدف في البداية إلى التهريج، وتختتم بفضائح ومهازل نحن في غنى عنها.
وأشار إلى ضرورة أن توجه أنشطة الفتيات للتنمية والعمل، حتى تستطيع أن ترتقي بمستوى إدراكها، محذراً من خطورة ارتباط الفتاة بالكمبيوتر والـ"فيسبوك" تحديداً، وقال: أصبح الجلوس في المنزل في حضن الـ"فيسبوك" أخطر بكثير من الذهاب لخارج المنزل، مطالباً الأسرة بضرورة التقرب للفتيات ومعرفة احتياجاتهن ومحاولة مشاركتهن في العمل الخيري الذي يسهم في تنمية العقول.