لا شك في أن الحكومة السعودية لو قامت بخفض سعر صرف الريال من خلال بعض الإجراءات التي تقوم بها مؤسسة النقد،, سيكون تأثير ذلك كبيرا على الاقتصاد، وله سلبيات كثيرة – ومؤلمة - على المدى القصير، ولكن في المقابل له تأثيرات إيجابية على المدى الطويل، أول تأثير سلبي لخفض سعر الصرف هو التضخم، كل أسعار السلع المستوردة سترتفع بنسبة 50% ,كما أن تكلفة رواتب العمالة الوافدة سترتفع بنفس النسبة.
وأما بخصوص إيجابيات خفض سعر صرف الريال، فتتمثل في تحفيز النمو في القطاع الصناعي، لأن ارتفاع تكلفة السلع المستوردة يفتح الباب أمام الكثير من الصناعات المحلية التي كانت غير مجدية بالسابق بسبب انخفاض تكلفة السلع المستوردة، ويمثل النمو في القطاع الصناعي أهمية قصوى لتصحيح الوضع الاقتصادي وخلق الوظائف، فالنمو الصناعي وتحسين الميزان التجاري (غير النفطي) هو السبيل الوحيد للخروج من الاعتماد الحصري على النفط.
ثاني إيجابيات خفض سعر الصرف هو ارتفاع تكلفة العمالة الوافدة – التي قد يراها البعض كسلبية – حيث إن هذا الارتفاع سيقلص الفجوة بين رواتب المواطنين والوافدين، وبالتالي تقل جاذبية استقدام العمالة الوافدة ويزداد الاعتماد على المواطن في القطاع الخاص.
و أخيرا فإن خفض سعر الصرف سيرفع إيرادات الدولة – بالريال السعودي – فإذا كانت الإيرادات 1000 مليار ريال سعودي، فإن هذه الإيرادات سترتفع لحوالي 2000 مليار ريال سعودي، مما سيوفر للدولة المزيد من الأموال التي يمكن توجيهها في قطاعات أكثر إنتاجية أو في تحسين البنية التحتية والتعليم.
وفي وقت سابق كان قد قال محافظ مؤسسة النقد السعودي (المركزي السعودي) فهد المبارك إن ارتباط الدولار الأمريكي بالريال السعودي له تأثير ايجابي على الاقتصاد الوطني السعودي ولا يمكن في الوقت الراهن فك هذا الارتباط.
وتربط السعودية -أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم- عملتها الريال بالدولار عملة الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، كما تعد السعودية الحليف السياسي الأبرز للولايات المتحدة في المنطقة العربية.
كما ذكر محافظ مؤسسة النقد السعودي فهد البراك إنه يحترم الرأي الذي ينادي بفك ارتباط الدولار بالريال لكنه لا يؤيده لأن الدولار عملة قوية، مضيفاً إنه في حال حدوث تطورات مستقبلية جديدة، فمن الممكن إعادة النظر في هذا الأمر.
هذا وفي منتصف العام الماضي، اعتبر وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي محمد الجاسر أن ارتباط الريال السعودي بالدولار "مصلحة" وليس "سياسياً"، وذلك لأن الاقتصاد السعودي يعتمد على البترول، قائلاً إن "البترول مسعر بالدولار لنا ولغيرنا، حتى الأوربيون يسعرون بترولهم بالدولار، وبالتالي إذا كان أكثر دخل المملكة ووارداتها بالدولار، فإن هناك في الاقتصاد ما يسمى بالتحوط، فلو لم يكن لديك هذا التحوط فستضطر إلى دفع الملايين للدول الأجنبية من أجل هذا التحوط، وقد أعطانا الله هذا التحوط جاهزاً".