عبدالله البرقاوي- محمد الزامل- سبق- الخرمة: شهدت القصة الإنسانية التي نقلتها إذاعة جدة، عبر برنامجها "لست وحدك"، وتحدثت فيها فتاة، قالت إن اسمها "مها العتيبي"، عن معاناتها، تعاطفاً وتفاعلاً كبيراً بين أفراد المجتمع. وكشف العشراتُ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن عزمهم على مساعدة الفتاة، بتوفير سكن ومبالغ مالية ووظيفة لشقيقها.
وعلمت "سبق" أن الشاعر المعروف نايف بن عرويل العتيبي تابع موضوع الفتاة إلى أن تَوَاصل مساء أمس الأحد مع عائلتها، وسمع قصتها، وطلب الأوراق الثبوتية التي سيتسلمها صباح غد؛ للبدء في إيصال التبرعات للفتاة وأسرتها.
وأكدت المصادر أن الشاعر ابن عرويل تَوَاصل وتأكد من تبرعات عدد من مشايخ وأعيان وأبناء قبيلة عتيبة للفتاة؛ حيث تأكد تبرع الشيخ مطلق المواط بمنزل مؤثث، فيما تبرع الشيخ نشمي البعيّر بمبلغ 100 ألف ريال، بخلاف تبرعات أخرى ما بين مبالغ مالية وسيارة ووظائف.
وأشارت المصادر إلى أن الشاعر ابن عرويل ينتظر فقط الأوراق الثبوتية للحالة؛ للبدء في إيصال التبرعات للفتاة خلال الـ24 ساعة المقبلة، فيما تم التأكد من أن الفتاة ليست من سكان محافظة الخرمة.
من جهته أكد مقدِّم ومُعِدُّ البرنامج الإعلامي "سعود الجهني" صحة القصة، مع احتفاظ البرنامج بجميع ما يثبت حقيقة ما تحدثت به الفتاة.
وقال "الجهني" لـ"سبق": "الاتصال ورد للبرنامج قبل نحو ثلاثة أسابيع، وكان هناك تبرعٌ بسيطٌ، وصلها بعد الحلقة بأيام، لكن الحالة شهدت تفاعلاً كبيراً خلال اليومين الماضيين؛ حيث وردت اتصالات الكثيرين من أهل الخير، الذين وعدوا بالتبرع للفتاة، وتوفير سكن لها ولأسرتها، وتم إيصال من تم التأكد من نيته بالتبرع للفتاة".
وأضاف: "إذا تسلمت الفتاة التبرعات، وتحسنت حالتها، فستتم استضافة الفتاة، عبر مداخلة جديدة، في حلقة مقبلة؛ لتكشف ما وصلها من مساعدات، وتقدم الشكر، كما حدث مع حالة (أم ناصر)، التي استعرضها البرنامج في حلقة ماضية؛ لسكنها في الصحراء، وبعد تكفُّل فاعل خير بتوفير السكن والمستلزمات اللازمة لها ظهرت في حلقة أمس، وقدَّمت الشكر لمَن ساعدها".
وشدَّد "الجهني" على أن البرنامج معروف، والإذاعة رسمية، ومن يرغب في مساعدة الحالات التي تعرض عبر البرنامج فعليه التواصل عبر أرقام البرنامج "الجوال 0562396000- الفاكس 022521078- الرقم المجاني: 8002442828".
وكانت "مها" قد أثارت مشاعر وتعاطف الكثيرين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تحدّثت عن معاناتها وظروفها المعيشية الصعبة بنبرات حزينة، خلال اتصالها ببرنامج "لست وحدك" في إذاعة جدة.
وتناقل الكثيرون التسجيل، وأظهروا تعاطفهم مع حالتها الإنسانية الصعبة، وأُنشئ لها "هاشتاق" باسم "مها العتيبي كلنا إخوانك" سعياً في إيصال صوتها إلى فاعلي الخير، وتضامناً مع حالتها.
وقالت الفتاة في الاتصال إنها فقدت والدها قبل أربع سنوات؛ ليقوم جدها بتربيتها، لكنه توفي أيضاً.
وأضافت بأن والدتها مصابة بانفصام في الشخصية، وتعبت من الأدوية النفسية، وأنها تسألكم الدعاء لوالدتها، التي عندما تأتيها الحالة لشهور لا تستطيع النوم والأكل.
وتابعت بأنها هي نفسها تعبت من الاكتئاب، وأخذت جلسات كهربائية وهي صغيرة في السن، ولكنها كبرت الآن (24 عاماً)، وعالجت نفسها بالقرآن.
وواصلت "مها" حديثها للبرنامج، وصوتها تخنقه العبرة: "لم يتبقَّ لنا إلا هذه الجدّة، التي نشاركها مصروفها من الضمان الاجتماعي، التي لو حصل لها شيء سيطردوننا من المنزل. ملابسنا نضعها في كرتون؛ لأننا لا نملك دولاب ملابس".
وذكرت أنها تركت الدراسة من المرحلة الابتدائية، ورفيقاتها الآن يدرسن بالجامعة، كما عملت في مستوصف أهلي؛ لتساعد أخاها في دراسته، لكنه ترك الدراسة بالصف السادس الابتدائي.
وطالبت في حديثها بـ"أب"، و"أخ"، و"أم"؛ يحتوونها، وهي في ضيم وضيق نفسي شديد؛ لا يملكون شيئاً، لا تستطيع الأكل، وتناشد أن يتم احتواؤها؛ ليكونوا لها السند والأمان.
وأطلقت نداء استغاثة: "أنقذونا، تعبتُ.. لم أعد أحتمل".
وقالت إنها تخشى لو حدث لجدتها مكروه أن يضيعوا، وتتمنى أن يعود بها الزمن؛ لتدرس، ويكون لها مستقبل.
ويُبثّ برنامج "لست وحدك" على إذاعة جدة كل يوم سبت، الساعة العاشرة وخمس دقائق مساءً، ويستضيف الدكتور عبدالله الجفن.
ويستقبل البرنامج اتصالات المستمعين، ويستمع لمعاناتهم.