مارس.. هل يفعلها مرة ثانية؟
أ.د.ياسين الجفري
العام الماضي وفي آذار (مارس) انطلقت السوق السعودية في النمو والصعود بفضل استمرار ارتفاع السيولة وتجاوزها مستوى العشرة مليارات، وليصل إلى أعلى نقاط له خلال العام واستطاعت السوق الاستمرار لفترة بسيطة في نيسان (أبريل) لتحقق الشركات العاملة في السوق نتائج قياسية، مقارنة بالماضي. والسؤال الذي يواجهنا الآن هو هل تفعلها السوق السعودية مرة أخرى فتتدفق السيولة بمستويات كبيرة ويصعد معها المؤشر لمستويات جيدة أم أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه، كما حدث في باقي العام. يعتبر السبت أول يوم في التداول والموافق الثاني من شهر آذار (مارس) نقطة الاحتكام من زاويتين التحسن والزاوية الثانية السيولة وحجمها. ولا شك أن نتائج اليوم وتحقيقها لأي نوع من التغيرات سيكون نوعا من الإشارة من طرف السوق حول اتجاهات الحركة والتوقعات أو التسريبات حول الأداء.
الأسواق العالمية كان أداؤها مختلطا ومتفاوتا بين السلب والإيجاب مع احتفاظ النفط، حسب سوق نايمكس بمستواه فوق 91 دولارا هابطا من مستويات إيجابية. ومع توفر أخبار عالمية مختلطة إيجابية وسلبية، سواء في أوروبا وآسيا والصين يمكن أن نفسر أسباب التحركات، التي لن تلبث مع بداية الأسبوع أن تتحرك بصورة إيجابية. لا شك أن اختلاف الأوضاع والنتائج داخل الولايات المتحدة والأسواق الأوروبية ناجم من نتائج إيجابية وتوقعات حول نتائج يمكن أن تكون سلبية. الوضع الذي يجعل استمرار الضغط السلبي في السوق السعودية أمرا غير وارد.
السبت حققت السوق السعودية نتائج قوية وإيجابية، ولكن السيولة لم تعد لمستوياتها القوية، التي ربما نشهدها في الأيام المقبلة حتى يمكن للسوق أن تشهد زخما ملائما لدفعها في الاتجاه الصحيح. فالسيولة ودخولها لا شك ستكون عاملا إيجابيا ولن يحفظها سوى توافر بيانات أو قراءات وتوقعات حول اتجاهات السوق للاستفادة من الفرص المتاحة. لا شك أن المتداولين سيراقبون السوق في الأيام المقبلة حتى يتم بناء الاستراتيجيات من خلالها، وبالتالي تجد السيولة مجالا للاستفادة من الفرص المتاحة، التي لم يتم الاستفادة منها بسبب الأوضاع العالمية والتذبذبات على المستوى الجزئي.