الرياض :
على مدى ساعتين وفي حوار إتسم بالشفافية والصراحة والجرأة ، استضاف الإعلامي أحمد الحامد عبر برنامجه الأسبوعي "ليلة خميس" بإذاعة Mbc Fm مساء الأربعاء الماضي طارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن.
الحوارالذي اتسم بنوبات ذكاء وذكريات، لم يخفِ فيه أصغر رئيس تحرير عربي، أن الحظ أتاه وهو مستعد، مسترجعاً حديث الذكريات في عالم الصحافة مرورا بصحيفة المدينة المنورة السعودية، والتي أكد أنها صحيفة "عزيزة عليه ، إبان عمله مراسلاً لها من واشنطن بيد أنه أكد أن عينه دائما كانت على الشرق الأوسط والتي حلم أن في يوم من الأيام رئيسا لتحريرها، مبينا أن بداياته في صحيفة العرب الدولية كانت بالقطعة، وقال "بدأت مع الشرق الأوسط كمراسل بالقطعة وكنت اخذ اجري بالقطعة أيام الأستاذ عبد الرحمن الراشد" مضيفا "هناك دائما مقوله تعجبني وأؤمن بها أن الحظ هو أن يأتيك في الوقت المناسب وأنت مستعد".
وتطرق ضيف البرنامج إلى أن أحد اسباب نجاحه في مهمته كرئيس لتحرير الشرق الأوسط، هو وجود ناشر واع ومثقف ومتفهم لا يتدخل في صغائر الأمور منحه الثقة الكاملة، مبينا في هذا الصدد بأن الأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس الإدارة، كان أحد العوامل التي ساعدت على ذلك.
ونفى طارق الحميد أن يكون قد أتى بفريق خاص للعمل في الشرق الأوسط عند تسلمه رئاستها، وقال لما جئت إلى الشرق الأوسط لم آت ومعي قائمة أو لستة وقلت فيها هؤلاء الأشخاص لا أريدهم أعطيت الفرصة للجميع هناك من استقال من نفسه وهناك من قال لا استطيع الاستمرار معك في هذه الخطة.
كما نفى ايضا أن يكون كاتبا تصادميا، مؤكدا أن مقاله لا يزيد عن 400 كلمة يحرص فيه على عدم الحشو، وانما يدخل في الفكرة مباشرة، مقرا إلى أنه يحترم خصومه بيد "لابد أن تسمى الأشياء بأسمائها" وتناول الحوار جملة موضوعات أخرى ومنها توقف مقالات الكاتب الإسلامي فهمي هويدي، مشيرا إلى أن علاقة هويدي إنتهت في الشرق الأوسط قبل الأهرام المصرية، وقال "كان هناك إعادة تقييم للصحيفة واستقطاب كتّاب جدد".
وشهد اللقاء الحواري مداخلة من الإعلامي السعودي قينان الغامدي، والذي أثنى على تجربة الشرق الأوسط خلال رئاسة الحميد لها، وقال بأن الصحيفة كسرت قاعدة مهمة جدا بين الصحف السعودية، وأن طارق الحميد وضع على مقود هذه الصحفية ونجح، وهذا يثبت أن الشباب السعودي متى ما أتيحت له الفرصة يثبت نجاحه، وفي ما يلي نص الحوار:
أكاديمي الإعلام فيلسوف الصحافة كلماته ليست من حروف اللغة بل من رصاص البيان ساحر في التأثير مليئة بالواقع تملى الدنيا وتشغل الناس سياسي بثوب صحفي وصحافي مشغول بالقضية وقضيته هي رسالة دوله واعتدال منهج وخير شعبا هو منه
تنفس حلمة وعايش حياته هو طارق بن عبد العزيز الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط
دخل عالم الصحافة بدرع وسيف درعه صدقه عطائة وسيفه قلم صمصام لا يتوانى عن إظهار الحقيقة المجردة تنقل في سنوات قليله
بداية من مراسل في صحيفة المدينة ثم مدير لمكتب الشرق الأوسط بجدة ثم مدير لمكتب الصحيفة في السعودية فمساعدا لرئيس التحرير حتى اعتلى سدة جريدة العرب الدوليه ليصل إلي كل النقاط الجغرافية يصدر إنتاجه في لندن وينقله لفضاء الي العالم ليطبع ويوزع فيثير ويشغل
تشرق شمس الحقيقة من لندن ولا تغرب الا وقد عرفت الناس من طارقها كيفية الشروق غدا
كاتب السياسة يكتب ليشغل عقولا عربيه عزيزة وقعت في مصيدة الإغواء فيلسوف الصحافة وسياسي الصحفيين طارق الحميد
أستاذ طارق نرحب بك معنا..
ـ شكرا لمنحي هذه الفرصه في برنامج مهم أعتقد وجودي معك إضافة عزيزة بنسبه لي وان كنت احتج نوعا ما على المقدمة التي فيها مبالغة كبيرة ولا اعتقد إني استحق كثير مما قيل فيها
يعني نقول انك تستحق جزء منها وأنت رجل تمثل جيل من الصحفيين خصوصا انك من الشباب الذين قدموا إعلام متميز في سن صغيرة وممن حصلوا على الفرصة واثبتوا جدارتهم.
ـ نعم دائما أقول الحمد الله التوفيق من الله الأمر الآخر أنا لا انظر للمسألة انه بنجاح لطارق الحميد اعتقد انه نجاح لجيل من الشباب في العالم العربي لازم أكون منصف في شريحة كبيره من الشباب والشابات في السعودية تحديدا إذا منحت لهم الفرصة التي منحت لطارق الحميد سيبرزون ويكونون في مكانهم المستحق ولكن الأمل أن تمنح هذه الفرصة.
وقف معي من وقف لان النجاح لا يمكن يأتي من فرد واحد قد تقول أنها مرحله لإعطاء الفرصة لشباب بالذات في السعودية، لان اليوم النسبة الأكبر من سكان السعودية هم من الشباب وهذا يعني دائما انه هناك أمل في الغد
طارق الحميد أصغر رئيس تحرير سعودي عمرا ولكنك ترأس صحيفة من أشهر الصحف العربية بدأت في الشرق الأوسط محررا ثم مدير لمكتب الصحيفة في جدة ثم مدير مكتب السعودية ثم مساعدا لرئيس التحرير ثم رئيس تحرير كل هذه الخطوات تمت خلال سنتين تقريبا هل أنت كنت مهيئا نفسك انك تكون رئيس تحرير لجريدة الشرق الأوسط من اليوم الأول؟
ـ بالنسبة للواقع أنا بدأت مع الشرق الأوسط كمراسل بالقطعة كنت اخذ اجري بالقطعة أيام الأستاذ عبد الرحمن الراشد الأمر الأخر هناك دائما مقوله تعجبني وأؤمن بها أن الحظ هو أن يأتيك في الوقت المناسب وأنت مستعد. الاستعداد يختلف من شخص لآخر الإنسان قد يرى نفسه مستعد وهناك من يظلم نفسه ويقول أنا غير مستعد أنا أعتقد أن الظرف ساعدني.
نقطة التحول في صحيفة الشرق الأوسط جاءت مع أحدث كبيره جاءت مع التغيير في مجلس إدارة المجموعة السعودية ككل مع دخول رئيس مجلس إدارة جديد وهو الأمير فيصل بن سلمان، وكانت هناك أحداث سياسيه صاخبة في العالم منها أحداث سبتمبر الإرهابية كان هناك تحول في العالم ككل، كان بحث عن وجيه شابه صادفها خروج الأستاذ عبد الرحمن الراشد أو كان يتهيئ للخروج من الصحيفة، كلها كانت فرص ولكن الإنسان المهيأ لها، أنا بدأت العمل الصحفي تقريبا مثل ما ذكرتم مع صحيفة المدينة وهي صحيفة عزيزة بالنسبة لي بالتجربة كمراسل في واشنطن وكانت عيني دائما على الشرق الأوسط ولا أخفيك سرا ولا أكذب عليك كنت أحلم أن أكون صحفي كنت احلم أكون في يوم من الأيام رئيس تحرير لـ الشرق الأوسط بسبب بسيط جدا الشرق الأوسط منحت الفرصة لمن هم قبلي في سن صغيره قد يكونوا بدءوا قبلي في العمل الصحفي، اعتقد أنها عوامل متكاملة هيأت الظروف هذه.
وجود أسماء كبيرة سبقت في رئاسة التحرير مثل عبد الرحمن الراشد وعثمان العمير إضافه إلي جهاد الخازن في السابق هل هذه الأسماء كانت حمل ثقيل عليك خصوصا أن الصحيفة صحيفة شهيرة ومعروفة؟
ـ لدي وجهة نظر هنا وسأكون صريح فيها صحيفة الشرق الأوسط كتأسيس لها عمر قديم ومحدد، ولكن بالنسبة لي فقد بدأت في عهد عثمان العمير، هو حقا من أطلق الصحيفة وأسسها، الصحيفة اكتسبت الهوية كرئيس تحرير سعودي خاض فيها مجالات حيوية وآفاق أخرى المرحلة اللي بعدها جاءت مرحله عبد الرحمن الراشد أنا دائما أقول عثمان العمير أسس صحيفة الشرق الأوسط وعبد الرحمن الراشد أطلقها. بالنسبة لي هذه الأسماء ينظر لها أنها أسماء قدمت نموذج جيد كنت اطمح أن أقدم مثله أو أفضل منه.
بالنسبة لي في البداية نعم هناك قلق ولكن ليس خوف كان هناك قلق ماذا تستطيع أن تضيف لكن الميزة التي كنت انظر فيها إني كنت انظر لهم أنهم أساتذة وحققوا في الصحيفة ما يستحقوا عليه الثناء والشكر.
فلذلك كنت انظر إلي المرحلة التي أضيف فيها ما لدي لم أكن انظر كخوف وكنت انظر لهم أنهم نموذج جيد لرؤساء تحرير سعوديين استطاعوا وضع الشرق الأوسط في وضعها الطبيعي.
اعتبارك أن الشرق الأوسط انطلقت مع عثمان العمير ومن ثم عبد الرحمن الراشد ولم تذكر أسماء مثل جهاد الخازن وعرفان نظام الدين؟
ـ ليس المقصود الانتقاص منهم أو الإساءة لهم بالذات الأستاذ عرفان نظام الدين أستاذ صديق وعزيز جدا جدا، لكن الفكرة انه عندما تنظر لصحيفة ويكون رئيس تحريها صحفي سعودي أو لا، بالطبع هناك نوع من الارتباط هذا كان شعوري وأنا كشاب سعودي.
الشيء الآخر التنوع اللي اكسبه عثمان العمير كان تنوعا صحفيا وملموس أصبحت اقرب إلي قضايا المنطقة التي تهمنا نحن في منطقة الخليج والعالم العربي أصبحت أكثر وضوحا فيها نوعيه الكتاب اللي كانوا موجودين نوعية التغطية اللي كانت موجودة لا تنسى في فترة عثمان العمير لم يكن هناك انترنت أو فضائيات، صحيفة الشرق الأوسط بالتنوع الموجود فيها وقتها كانت نموذج مميز، وهو شي يضاف للأستاذ عثمان العمير، وبالنسبة للأستاذ عبد الرحمن الراشد اعتقد أطلقها بمفهوم آخر أصبحت الصحيفة تدعم مواقف، أصبح لها بعد آخر أقصد اقترابها للغرب أكثر.
بحيث تسلط الضوء على ما يدور في الصحافة الغربية والعالم العربي، أصبح هناك حوارات مع الغرب أصبح القارئ في الشرق يستطيع أن يقرأ ماذا يقال وماذا يحدث في الغرب عن العالم العربي بالذات أن معظم قضايا السياسة على العالم العربي ذات صله بالغرب، فلذلك لكل شخص منهم مرحله وحجم الأزمات التي مرت في وقتهم هي التي فرضت على الصحافة أن تكون بهذا الشكل والحجم.
يعني أيام عثمان العمير كان هناك أزمات سياسيه كبيره والأمر نفسه مع الأستاذ عبد الرحمن الراشد والأمر نفسه ينطبق الآن اللي مر علينا في الخمس سنوات الماضية من أحداث شي لا يصدق، هذه رؤيتي وتوجهي، إذا تكلمنا عن رئيس تحرير ممتاز وصحفي قيادي أرى أن عثمان العمير وعبد الرحمن الراشد كانوا إضافة قوية لـصحيفة الشرق الأوسط، والشرق الأوسط برزت معهم ولهم شي مشرف للصحفي والإعلامي السعودي.
هل أنت من الإعلاميين اللي يقولون أن الصحافة الخليجية خرجت من عباءة الصحافة اللبنانية والمصرية؟
ـ يعني خليني أكون بعيدا جدا عن الغرور، وبعيدا قليلا عن التواضع، اعتقد هذا زماننا إعلاميا.
الصحافة أم الإعلام ككل؟
ـ خليني أتكلم عن مجالي اعتقد كصحافه نحن الأقوى نحن الأكثر تأثيرا نحن الأكثر حضورا نحن الأكثر تطورا كصحافه سعودية، اعلم أن هذا قد يكون مستفزا للآخرين، لكن هذه الحقيقة واحد من تصريحات رئيس الوزراء المصري نشر في صحيفة الأهرام قال لهم " لماذا لا تكونون مثل صحيفة الشرق الأوسط اعتقد هذا هو زماننا، اليوم على مستوى الفضائيات قناة العربية وقنوات أم بي سي مالئة الدنيا شاغله الناس.
هل ترى أن الأسباب مهنيه أم أسباب أخرى
ـ إن كنت تقصد الناحية المادية، فالسعودية ليست الأغنى، هناك كثير من الدول تمول ماديا، أما على مستوى شركات أو أفراد أو على مستوى حكومات، لكن اعتقد كان هناك ارتقاء حقيقي في العمل الصحفي في العشرة أو الخمسة عشرة سنه الماضية، يمكن ما يكون الارتقاء بالشكل المطلوب لم ينال الجميع لكن كان في نماذج معينه وشرائح معينه تم الارتقاء فيها وأصبحت في مفاهيم اكبر وأعمق وأكثر لأهمية الإعلام وفهمه أنت تعلم أن الإعلام أصبح صناعة قد يتساءل المستمعين في السعودية والدول التي يصلها البث وما دخلنا نحن في الصحافة، الصحافة الآن أصبحت صناعه لما تكون صحيفة أسهمها مطروحة في السوق يعني أن الناس تملكها والناس يهمها أن تسمع، اعتقد العالم العربي خرج من مرحله صحافة الفهلوة والإثارة، الآن أصبحت الصحافة علم أكثر، الصحفي لابد أن يكون متعلم مطلع الوضع مختلف.
عادة رئيس التحرير الجديد يأتي بفريق عمل جديد معه من الأشياء التي طرحت عن طارق الحميد انه عندما قدم لرئاسة التحرير في الشرق الأوسط أخرج صحفيين يمكن يكون لهم سنوات؟
ـ بالنسبة للعمل الصحفي اقرب وصف له هو رئيس التحرير مثل المدرب الجديد في فرق كرة القدم، إذا جاء مدرب قد تكون خطته التي يستخدمها أو فرقته تتطلب عناصر تكون أكثر تجهيزا هناك عناصر تستطيع أن تتفاعل وتتواصل، هناك عناصر تقول لا استطيع استمر معك وهي تتخذ القرار.
لما جئت إلى الشرق الأوسط لم آت ومعي قائمة أو لستة وقلت فيها هؤلاء الأشخاص لا أريدهم أعطيت الفرصة للجميع هناك من استقال من نفسه وهناك من قال لا استطيع الاستمرار معك في هذه الخطة.
كان عندنا خطة تطوير هي كاملة تحديدا كانت في إطلاق الملاحق في الصحيفة وكانت تتطلب رؤية وجهد ليس إنتقاصا من الآخرين هناك من أمضى فترة طويلة ولم يكن له محفز للعمل هناك من كان يعتقد أنني أمضيت فترة طويلة وقمت بعمل وتريدني أن أبدأ من جديد، هناك فئة كانت تقول انظروا من يعلمنا الصحافة ومن سيحاضر علينا في الصحافة، من يتحدث لدينا هناك عدد من العوامل لم أجحد أشخاصا بعينهم أو أضع قائمة بأشخاص إثما وعدوانا وقلت هؤلاء الناس أن يتم بفصلهم، في حالات كانت لها أسبابها وناس ذهبت لمناصب اكبر وفي ناس لم تستمر وهذا حال الدنيا الصحافة ليست وظيفه حكوميه، الوظيفة الحكومية عند الناس من أهم أسباب ارتباط الناس بها يرون فيها أمانا يقال استطيع العمل 20 إلي 30 سنه وبعدين أتقاعد وارتاح، الصحافة مؤسسة وقطاع خاص فيها ربح وخسارة إذا استطعت أن تتأقلم وتفرض نفسك على الصحيفة لا يستطيع رئيس التحرير أو غيره ان يستغني عنك لان الجميع في حاجة للشخص المميز، وعلى العكس حدثت حركات تنقل بين الصحف السعودية وجميع الصحف على مستوى العالم.
اقرب مثال في الظرف الاقتصادي الذي مر على العالم في صحف فصلت ما يقارب من 900 إلي 1000 شخص لأنه لا يوجد لديها الإمكانية لدفع الرواتب تعاملنا في الشرق الأوسط على أنها مؤسسه تجاريه صحفيه تقوم على أسس عصريه لا بد أن تنطلق ولابد أن تجدد دمائها.
ـ أكون صريح معك، أنا اعتقد أن أعدائي هم أعداء النجاح والشباب، الآن نجاح طارق الحميد في هذه الصحيفة انه من الواجب أن يستمر ونأتي بشباب لأنه إن نجحت فترة طارق الحميد فسينجح من يأتي بعده، نجاح طارق الحميد كشاب ليس طارق الحميد كشخص دفع بالصحف في مناطق أخرى من العالم العربي الآن للدفع بالشباب، اعتقد القضية عدم استطاعة أن يتولى شاب صغير مثل هذا المنصب، أرى انه آن الأوان أن يكون للشباب دور لأنه الحركة التطورية والسريعة في المجتمعات تستوجب ذلك ولكون نسبة الشباب في العالم العربي اكبر.
قلت اعدائي هم أعداء الشباب طالبت بإعطاء الشباب الفرصة هل هذه المطالبة دعوة لتغير رؤساء التحري القدماء الذين يشغلون المناصب من 20 عاما؟
ـ لا لا لا أنا لا أحب الجمع هناك الكثير من رؤساء التحرير اللي لهم 30 و20 سنه كونوا مدارس صحفيه وحققوا مؤسسات ماليه تدر أرباحا حقيقية وأنا دائما أقول لزملائي رؤساء التحرير أعان الله من يأتي بعدهم لأنهم كيف يستطيعون إكمال المشوار لديهم مؤسسات صحفيه أنجزت وحققت نجاحات.
قد يكون في المجال الصحفي زملاء على خلاف شخصي معك فيشهرون فيك لان الصحفي لديه أدوات الكتابة على الانترنت فيضلل الآخرين، لكن اعتقد شخص رئيس تحرير منذ 30 أو 20 عام ومؤسسته الصحفية تحقق أرباحا بالملايين والصحيفة قائمة ومستمرة وتقوم بعملها اعتقد هذا نجاح، اللي اقصده يكون في توسع في جميع الشرائح وتعطى الفرصة في المناصب المختلفة من المحرر الصحفي إلي رئاسة التحرير كل مؤسسه مختلفة، الشرق الأوسط والمجموعة السعودية مختلفة رؤساء التحرير لا يستمرون طويلا جدا وهذا نظام ممتاز ومميز جدا، أنا اقصد انه في الصحف الأخرى في رؤساء تحرير ومدراء تحرير ونواب رؤساء تحرير أسماء برزت من الإعلاميين السعوديين يستحقون كل الاحترام، والقضية ليست في الصحافة فقط لو نظرت إلي الصحف العربية والسعودية تحديدا هناك مطالبات بإعطاء الشباب فرص في الوظائف الحكومية والشركات الخاصة اذا لماذا لا نطبقها في الصحافة لماذا نطالب المجتمع ولا نطالب الآخرين ماذا نفعل بجيل من المتخرجين والكفاءات الموجودة، دائما اضرب مثل بقطاع البنوك في السعودية اليوم معظم القطاعات تستعين بالبنوك في اخذ كفأت لتحويلهم إلي إداريين ادخل إلي أي بنك في السعودية تجد أمامك مجموعة من الشباب والشابات هذه سنه الحياة.
والدعم اللي أنا وجدته أنا عندما تعينت رئيس تحرير ذهبت لسلام على خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف إضافة إلي الأمير سلمان وجدت منهم دعم ويكفي هذه الثقة اللي منحت لي عند السلام وأنا شاب صغير الكل كان يسأل عن منحي تلك المسؤولية العظيمة.
*يقال إن طارق الحميد بدأ مقالات بالهجوم على الخصوم السياسيين للسعوديه هل كانت هذا سبيلا للوصول لرئاسة التحرير؟
ـ لا غير صحيح أنا عندي قناعه إحنا في معركة أفكار في العالم العربي وإلا فسر لي هذا الكم الكبير من الفضائيات التي تجاوزت 500 والكم الكبير من الصحف والمواقع الانترنتيه الجميع يتحارب على الفكرة معظم الإعلام، نحن في معركة أفكار، القضية ليست قضيه عداء مع السعودية القضية إذا كانت هذه الأفكار هي وجهة نظري الشخصية وفيها أو هل هي مضره باستقرار أمننا لا تنسى الفترة اللي بدأت فيها فتره عصيبة فترة الإرهاب اللي ضرب العالم وضرب السعودية، الأوضاع الإقليمية، لا تنسى انه خلال خمس سنوات وقعت 4 حروب، القضية ليست قضية طارق تسلق منصبه بالدفاع عن السعودية الدفاع عن السعودية شرف وأنا مواطن سعودي في النهاية، ولكن هذه ليست القصة نحن في معركة بكل الاتجاهات.
لكن في هذا الوقت هي معركة شرسة جدا كثير من الزملاء والإخوان يدافعون عن المملكة من مواقع مختلفة لا يعني هذا أنهم جميعا يريدون أن يكونوا رؤساء تحرير لم أتسلق رئاسة التحرير بهذه الطريقة، أخذت رئاسة التحرير بتعب وجهد ومساعدة الآخرين، لا يوجد رئيس تحرير ناجح إطلاقا في العالم كله في الصحافة العربية أو الأجنبية دون أن يكون خلفه ناشر واعي مثقف لا يتدخل في صغائر الأمور يمنحك الثقة كاملة أنا اعتقد إني محظوظ وأتمنى الحظ للآخرين، ولكن اتركوه لي الآن عشان انجح اكثر.. أنا محظوظ بوجود رئيس مجلس الإدارة وهذا ليس تملق للأمير فيصل بن سلمان على الإطلاق العاملين في الوسط الإعلامي يعرفون طبيعة هذا الرجل، فما لم يمنحك الناشر الثقة والأمان في التعامل معك ويحدد لك نقاط المحاسبات ونقاط سياسة الجريدة، كما قلت نحن نعمل كعالم كرة القدم أنت مدرب تملك كل القرارات الفورية والانيه لكن السياسات العريضة توضع من قبل المجموعة.
حتى في الغرب اذكر تصريح شهير لأحد الكتاب الأمريكان وهو جيم هوجلند كان يقول سر نجاح أشهر رئيس تحرير أمريكي وهو بن برادلي رئيس تحرير جريدة الواشنطن بوست اللي في فترته سقط الرئيس نكسون يقول سر نجاحه الناشر الذي كان يقف خلفه، أنا اعتقد أي رئيس تحرير في جريدة أو مدير محطة تلفزيونيه أو أي وسيله إعلاميه لن ينجح ما لم يقف معه ناشر جيد يقف خلفه ولا يختلق المشاكل.
بعض التجارب السابقة تقول رئيس التحرير في منصبه حين يخطئ لا يغفر له هذا الخطأ حتى لو قدم الكثير لصحيفته؟
ـ شوف كرئاسة التحرير لابد في كل دول العالم أنها المهنة الأكثر مخاطرة مثلا أنا في لندن إذا وقعت قضيه على أي مقال لكاتب أو أي خبر ترفع القضية على اثنين الصحيفة ورئيس التحرير بحكم القانون البريطاني، في العالم العربي في شرائح كبيره منه لا توجد تلك القوانين توجد طريقه واحدة خذوه فغلوه، فهي الوظيفة الأكثر مخاطرة في كل مكان في العالم لان عملك مختلف عن الآخرين في الوظائف والشركات لا تخرج أخطائهم للرأي العام ولا تؤثر على الرأي العام بشكل كبير ممكن المؤسسات تتدارك أخطائها لكن الصحافة ثاني يوم تخرج للملأ.
بعض الكتاب يعيب على طارق الحميد بأنه كاتب انفعالي وتصادمي ومباشر؟
ـ المسألة مسألة مصطلحات، من يقول أنك كاتب انفعالي فإن ذلك يعني أنك واضح، ومن يقول أنك كاتبا صدامي فهذا يعني أنك مباشر، مقالي 400 كلمة ولا يحتمل مقدمة ونهاية وحشو، وإنما لابد أن تدخل في الموضوع مباشرة، هناك فرق بين الرأي والتعليق، نحن في زمن الوضوح والمباشرة، و في النهاية تهم المصداقية.
هل اللغة قاسية؟
ـ اللغة مباشرة وليست قاسية، حتى خصومي أحترمهم ولكن لابد أن تسمى الأشياء بأسمائها في كثير من الأحيان وخاصة في القضايا المفصلية مثل الحروب والقتل وعدم الاستقرار فإنه لا يحتمل المجاملة، ولم يضر عالمنا العربي إلا الكلام المنمق الذي في نهاية المطاف لا يؤدي إلى نتيجة.
البعض يرى بأن الوصول إلى الشخص يكون عن طريق التخاطب معه بلغة أقل حدّة؟
ـ لا توجد حدة وإنما وضوح في طرح الفكرة، هناك من يملك المعلومة وينتظر منك طرحها بأسلوب يثير التفكير، هذه أهمية الرأي، هناك شخص غير مستعد لاستماعك، هناك طرح محايد، كثير من المؤسسات الإعلامية تضخ الكثير من الدعاية والأفكار المضللة وغير الصحيحة، أنت مطالب بأن تفرز تلك الأفكار وترد على تلك النقاط، نحن في معركة أفكار، لا سيما وأننا لا نختلف على نص شعري أو مسرحي، وإنما تلك قضايا مصيرية قد تحدد مصيرنا، عندما تكون هناك جهة إعلامية تود إقناعك بأن الميلشيات أهم من الحكومات، فهذه قضية جوهرية، فأنت لا تملك أن تكون في كتابتك مراعيا لهذا أو ذاك، وإنما لا بد أن تكون واضح، وأنا أعتقد بأن الوضوح والمباشرة مثيرة، هل طارق الحميد في المقابل يشتم أو ينحدر باللغة التي يكتبها، الوضوح في الرؤية يفسره البعض بأنه انفعال.
هل تكتب آراءك الشخصية قبل أن تأخذ الرأي الرسمي للملكة؟
ـ هناك مقال كتبته بعد القمة العربية في الدوحة.
ـ "قمة التوبة"..
نعم.. انتقدت القرار الذي صدر عن قادة وزعماء الدول العربية بالتضامن مع نظام البشير وكان من ضمنها السعودية، بل كان هناك اشارة للموضوع في مجلس الوزراء السعودي، أنا لا أختلف لأكون موجود وظاهر وبطل، هذه مضيعة وقت، وأنا في النهاية مؤتمن على صحيفة لابد أن أكون رجل عاقل، وعلى مستوى الرأي الشخصي أنا من دولة عاقلة، فالسعودية لم تتآمر أو تدبر اغتيال أو ما شابه ذلك منذ بدايتها، أنا محسوب على دولة عاقلة، وهذه تعطي مساحة حرية لكل صحفي سعودي، قد تختلف مع بعض السياسات السعودية، هذه في مجالات أخرى لماذ لم يتحركوا هنا، لماذا لايكونو اسرع هناك وهكذا.
بعض الصحفيين ذكروا أن طارق الحميد أوقف كتاباته عن قطر بعد ما تمت المصالحة؟
ـ قطر لم تعد الدولة التي كانت قبل أن أتوقف عن الكتابة عنها والدليل أنك استشهدت بمقال قمة التوبة كانت في الدوحة، ليس لدي خصومة أو عداء مع شعب ودولة وحكومة قطر، هناك تقدير واحترام ولكن كان هناك اختلاف على قضية كانت أساسية، وهذه وجهة نظري، كنت أعتقد أن هناك قضايا جوهرية خطرة أساسية يجب أن لا تترك بهذا الشكل فكان لي موقف منها، لكن اليوم هل قطر هي السابقة، المهم الاستقرار وليس انتصار طرف على طرف.
الشرق الأوسط عموما ومقالاتك تبتعد عن التيار الديني في السعودية، هل تخشى من التصادم؟
ـ الشرق الأوسط في زمن طارق الحميد أطلقت صفحة دينية اسمها "آفاق إسلامية" فيها من كتاب التيار الإسلامي بالسعودية، الدولة السعودية دولة إسلامية من وإلى، فمن يختلف معك في قضايا في نهاية المطاف هو شخص مسلم متدين، والسعودية مهبط الوحي، لكن إذا كان هناك قضية جوهرية مثل بداية عمليات الإرهاب وكانت تمس أمن و مستقبل البلد وهناك استشعار بالخطورة، الكثير من الكتاب كانوا يقولون كلمتهم، أنا لا أمثل حزب، أنا رئيس تحرير صحيفة يقرأها الجميع يجب أن تكون فيها جميع كل الآراء.
أنت أنشأت صفحة واحدة دينية في ظل وجود ملاحق أخرى منوعة، لماذا لا تكون تلك الصفحة ملحق أيضا؟
ـ "آفاق إسلامية" صفحة جديدة في الشرق الأوسط وبدأت فيها بأفكار واستقطاب كتّاب، وهي قابلة للتطوير، اما الملاحق فهي امر مختلف القصد منها جلب معلن وقارء وكما قلت لك فان ملحق افاق قابل للتطوير اذا دعت الحاجة.
بماذا يفسر الهروب الجماعي للصحفيين من الشرق الأوسط إلى الصحف المحلية؟
ـ هو ليس هروب جماعي، إذا خرج صحفي من الصحيفة ليتقلد مناصب عليا في صحف محلية فإن هذا ليس هروبا.
هل تملي على الكتّاب ما يكتبون أو تعطيهم التوجه؟
ـ على الإطلاق لا أفعلها، بعض الكتّاب تجمعني بهم صداقة شخصية جدا، نتناقش في قضايا مختلفة، هناك قاعدة في مجالنا تنص على أنك إذا كنت تتحدث مع كاتب فاقتصر في حديثك لأنك قد توحي إليه بفكرة يسرقها منك، الكتّاب الموجودين في الصحيفة كبار وكان بعض منهم رؤساء تحرير سابقين ووزراء سابقين ومسئولين كبار، ولا يجوز التعامل معهم بهذه الطريقة.. أنا أحدد ما لا ينشر بحسب المسؤولية القانونية التي تقع على عاتق الصحيفة والمسؤولية السياسية التي تراعي بعض المجتمعات، إذا كان المقال يطعن في شخص بغير وجه حق وبدون أي إثبات لابد من إيقافه، أو قد يعرض الصحيفة إلى خطر قانوني من واجبي أن أوقفه.
ما سبب إيقاف الكاتب فهمي هويدي عن الكتابة في صفية الشرق الأوسط والذي جاء تزامنا مع إيقافه عن الكتابة في صحيفة الأهرام المصرية؟
فهمي، انتهت علاقته في الشرق الأوسط قبل الأهرام، فهمي هويدي كان هناك إعادة تقييم للصحيفة واستقطاب كتّاب جدد، لأنه في النهاية علاقة الكتّاب بالصحيفة ليست علاقة أزلية، عندما تم استكتاب كتّاب إسلاميين آخرين في الصحيفة هناك تقييم للكتاب وعلى ضوئها تم الاستغناء عنه، أيضا كان هناك سبب جوهري، وهذه مشكلة الصحافة العربية، أنت تجد سين من الناس يكتب في الشرق الأوسط وبنفس الوقت يكتب في أكثر من صحيفة أخرى.
بعد أن تم إنهاء الاتفاق معه ذكر أن صحيفة الشرق الأوسط لا تخدم المصلحة العربية والقومية؟
ـ هذا الحديث تحدث به بعد إيقافه، ما يدل على انتهاء الحجة، هناك كتّاب آخرين خرجوا من الشرق الأوسط وآخرين أتوا وآخرين تحولوا إلى أسبوعيين أو شهريين.
لماذا خفف التيار الديني من انتقاداته للشرق الأوسط بعد أن كان يرى عليها ملاحظات وبعض الكلمات المتداولة والمسميات مثل مسمى "خضراء الدمن" في التسعينات، هل بسبب عدم إتاحتك لمجال انتقاد بعض نقاط أسلوب وطرح ذلك التيار؟
ـ حدثت تحولات كثيرة خلال السنوات الماضية في المنطقة، بعض رموز التيار الديني غيروا مواقفهم وطوروا أفكارهم بحكم سنة الحياة، البعض الآخر أعاد النظر نتيجة الصراعات والخلافات بالمنطقة، هناك اختلافات في وجهات النظر، لا يمكن أن نقول تيار إسلامي فقط، هناك تيارات مختلفة، الأزمات السياسية التي مرت بالمنطقة قامت بعملية فرز نتيجة التصدع الذي بدأ من أحداث سبتمبر في أميركا ومن ثم انتقال الإرهاب إلى السعودية، هناك من راجع مواقفه، وهناك تيارات انشقت عن بعضها البعض، فلم يعودوا على خط و هوى واحد، حينما أطلق اللقب على الشرق الأوسط كان وقتها صراعات حقيقية ما بعد الثورة الإيرانية وحروب الخليج واحتلال الكويت، أدت إلى اهتزازات ليست على الفكر فحسب، وإنما وصلت إلى التيارات والدول.
مقالات الدكتور أحمد الربعي، وموقع الصحيفة الالكتروني لا يحتوي على جميع الأخبار الرياضية الموجودة في المطبوعة؟
ـ الأخبار الرياضية كان الهدف منها أنه حين وضعها على الموقع، تفاجأ قبل أن تصل الصحيفة تصل للسوق أن الأخبار جميعها تتداول على المواقع الرياضية، هناك عدد كبير من الطلاب السعوديين في الخارج مهتمين، ولكن الآن نعمل على تطوير الموقع وتوسيعه، حجم الصحيفة والصور يؤثر على الموقع، وبالنسبة لمقترح وضع مقالات الدكتور أحمد الربعي في مجلد خاص سيتم النظر فيه.
موقع الشرق الأوسط ليس بحجم الصحيفة، هل كرئيس تحرير لديك ضعف معين للتقنية لذلك ذهبت للورق أكثر؟
ـ الإشكالية كانت عن أخبار الرياضية، الإشكالية الثانية لا يستطيع أن ينسخ مواضيع الشرق فإما أن تقوم بطباعة الخبر أو أخذ رابطه، قضية أن الموقع مميز أو لا، المواقع تتطلب التطوير باستمرار، يحتاج إلى إمكانيات ونظرة، نحن في النهاية صحيفة ورقية نركز على هذا الأمر، لا نريد أن يكون موقعنا مشابه للصحيفة الورقية، مرحلة تطوير الموقع هي الآن في طورها النهائي وموقع الصحيفة يعتبر مميزا عن مواقع الصحف العربية الأخرى.
ـ لا توجد توأمة، ولكن العقلية واحدة وتربطنا بهم صداقة قوية.
تحدثنا عن التيار الديني وعدم فتح مواضيع ذلك التيار بالصحيفة بصورة كافية، ليس فقط للنقد ولكن للإيجاب، هيئة الأمر بالمعروف لها دور كبير في المجتمع، لماذا لا تولون لها أهمية وتبتعدون عنها؟
ـ منذ أن أصبحت رئيس تحرير كان هناك توجه وقرار من خلال التشاور، أن يتم التعامل مع الهيئة بالشكل التالي، الهيئة جهاز من الأجهزة الموجودة في السعودية له أخطاء، ولكن هل تؤثر على أمن وسلامة البلد، هل الأخطاء الفردية التي تحدث في مدينة هي بحجمها في المدينة الأخرى وهل هي في النهاية جهاز أخذ من التأثير على الوضع في البلد، القناعة أن تنشر أخبارها ولكن يكون فيها الطرفين المتضرر والهيئة، معظم الأخبار تم نشرها في إطارها الصحيح، متوسط 2008 أعنف حوار مع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إبراهيم الغيث كان بالشرق الأوسط ونقلت له كل التهم، نأينا نفسنا عن أن تصور حملة أو معركة بيننا وبينهم، طبيعة الصحيفة سياسية ودولية تعنى بالقضايا الكبرى والمؤثرة، والهيئة ليست دخيلة على المجتمع، هناك تجاوزات ولكن لا أدافع عنها أو أن أقف ضدها، المفترض حيادية الخبر ونمنح الطرفين حقهما. في العالم العربي قضايا شائكة مثل جرائم الشرف في الاردن وصلت الى البرلمان لم نخوض فيها، فهي شأن داخلي ولاتؤثر على علاقة الدول العربية ببعض، وهذا يعني اننا لسنا في حاجة لاخذ موقف او التركيز عليها، كذلك الاعلان عن هيئة في اليمن اعتبرناها شأن داخلي ولم نتدخل بها. كا ان هناك كتّاب في الصحيفة تناولوا الهيئة بالسلبي والإيجابي في إطارها.
لماذا لا يكتب عن إيجابيتها؟
ـ الصحيفة ليست تبييض ولا تسويق، وإنما تتعامل مع معطيات الخبر، قضية الهيئة في السعودية تحولت إلى مضرب تنس، قررنا أن ننأى بنفسنا عن هذا التوجه، فهناك قضايا عربية كثيرة لا ندخل فيها إلا إذا كانت جوهرية ومحورية، الهيئة جزء أصيل من المجتمع، وتجاوزها الفردي تتعامل معه مثل أي جهة أخرى، لا اريد ان اكون مثل غيري وادعي انني تحاربت مع الهيئة او كنت سبب تغييرها.
يقول عثمان العمير ان زمن الصحافة الورقية انتهى؟
ـ عثمان العمير خير من يطرح تصريحات فن البقاء في دائرة الأضواء، قبل أربعة أسابيع كنا في حفل عشاء، وبعد انتهاء العشاء دعانا لمنزله، ونحن في طريقنا كنت أتحدث معه عن تغطية معينة لصحيفة بريطانية، فالتفت إليّ أنا أبشر بموتكم فكيف اقراأ الصحف الورقية، وأول ما فتح باب المنزل، أول ما وجدت أمامي صحيفة الشرق الأوسط، عموما اعتقد من المبكر الحديث عن انتهاء زمن الصحافة حيث لم تأتي وسيلة لتقتل وسيلة اعلامية قبلها، كل واحدة لها دورها، وفي ظل الأزمة المالية العالمية لم يصمد إلا المؤسسات الضخمة، وأشهر جوائز الصحافة في أميركا لم يفز فيها ولا موقع انترنت بل فازت فيها الصحافة التقليدية.
هل أنتم مهادنين لبعض التيارات؟ باعتبار أن صحيفة الشرق الأوسط تكتب في كل شيء إلا في التيار الديني؟ (قينان الغامدي)
ـ من وجهة نظري ليس مهمة الشرق الأوسط أو غيرها أن تواجه تيار بمعنى المواجهة، المهمة التي تقوم بها الشرق الأوسط وطارق شخصيا هي مهمة صحية وهي نقل المعلومات ووجهة النظر كما هي، ليس من مصلحة أي صحيفة أن تختار تيارا معينا وتواجهه.
ـ الشرق الأوسط كسرت قاعدة مهمة جدا بين الصحف السعودية بأن طارق وضع على مقود هذه الصحفية ونجح وهذا يثبت أن الشباب السعودي متى ما أتيحت له الفرصة يثبت نجاحه.
الشرق الأوسط هي الآن تمثل الرأي والمنبر الحر الحقيقي، ولا أستطيع أن أخفي إعجابي بما يطرح في الشرق سواء على مستوى الخبر أو التعليق أو الكتاب، فهي تفتح آفاق في ذهنية القارئ والمتلقي قد لا تخطر على باله في ظل هذا اللغط والشعاراتية المطروحة بالشارع العربي خاصة فيما يتعلق بالقضايا الكبرى التي تعيشها المنطقة في ظل تسويق واستغلال الشعار الديني والعاطفة الدينية لتسويق مشاريع سياسية تضر أول ما تضر الدين وتضر المواطنين والشعوب، نريد أن نخرج من هذه الشرنقة إلى عالم أكثر تقدما وسلاما وحرية وتنموية، الأمة العربية ترسب في أغلال التخلف على كل مستوياته لهذا السبب الذي يتكرر من وقت لآخر منذ شعارات رمي إسرائيل في البحر إلى شعارات إيران التي ترفعها وتخدع بها كثير من الناس في الشارع العربي المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، هناك أبرياء يخدعون بها وهناك أناس أصحاب مصلحة يستغلونها من أجل تسويق مشروع معين قد لا يكون المشروع الإيراني ذاته الذي يتناغم مع مشاريع قائمة أصلا نعاني من ويلاتها سواء الإخوان المسلمين القديم المتجدد أو مشروع القاعدة الجديد بحكم بدايته منذ سنوات ونبت منفصل عن الأخوان المسلمين في العقدين الآخرين، الشرق الأوسط تؤدي دور بارز في هذا الجانب.
أقرأ بعض الآراء التي تسوق لهذا المشروع الذي انتقده، ولكن مهم أن تعرف الناس من المخدوع ومن صاحب المصلحة في الترويج، لكن الغالبية في الشرق الأوسط الترويج لمشروع العقلانية في المنطقة العربية، وهذا دور الإعلام العربي أن يقضي على الشعاراتية ويجعل الناس يفكرون ويتأملون ويختارون ما يصلح لحياتهم، لأن كل تلك الشعارات التي ترددت لم تؤدي إلا لمزيد من التقهقر.
تعليق طارق على مداخلة قينان
هذه شهادة اعتز بها من استاذ اضاف للصحافة كرئيس تحرير، وكاتب عامود مميز ومهم.
ـ الصحيفة ليست حزب، مهمتي أن أتطرق للنقاط التي تشكل خطورة والتي دائما أصورها مهمة الشرق الأوسط أن تنظر للصورة الكبيرة، وليس انتقاص من الآخرين، لو كانت الشرق تصدر في منطقة معينة سيتم النظر لتلك المنطقة فقط، ولكن بما أنها صحيفة دولية لابد أن أنظر للصورة الكبيرة.
تجد بعض الاتهامات، ما يكتب عني في الإعلام الإيراني أوصف بالوهابي، وفي إعلام حزب الله أوصف بالإسرائيلي، وفي اعلام الأخوان المسلمين أوصف بالأميركي الليبرالي.
هناك من قال أن طارق وعبدالرحمن الراشد استلمتم جوائز من إسرائيل كونكم أصدقاء لكم؟
ـ هذا جزء من الإرهاب الفكري، إذا اختلفت معهم بالرأي تتعرض للمحاربة والمهاجمة في ظل نقصهم للحجة وافتقادهم للمنطق، والجهات هذه معروفة ومحسوبة على إيران، لأن هناك مواقع تابعة لحزب الله تصدر من لبنان قالت أننا تلقينا جائزة أصدقاء إسرائيل ثم أولوها إلى الكتّاب المتعاطفين مع إسرائيل، هي جزء من الحملة التي لا تنتهي، مسلسل مستمر ولكن في النهاية تعوّل على وعي الناس والمصداقية.
هناك حديث قديم عادة ما الكل يتبنى بأنه أكثر توزيعا، صحيفة الجزيرة وثقت أنها وزعت 130 ألف نسخة ببيان موثق وصحيفة الحياة حققت انتشارا كبيرا، ما هو وضع الشرق الأوسط؟
ـ صحيفة الحياة ناجحة، ونحن جميعنا في ميدان واحد ومنافسة، ولكن أنا لا أميل للدخول في متاهات من الأكثر، الشرق الأوسط تتبع لمجموعة مملوكة لمستثمرين موجودة في سوق الأسهم، وأعلنت عن أرباحها، أما بالنسبة لأرقام التوزيع، هناك اتفاقية جنتل مان لعدم ذكر الحقائق في العالم العربي فيما يختص بالتوزيع، وكلا يدعي ما يدعي، الصحف المؤثرة والقوية والناجحة تكون واضحة وترى معالمها وتأثيرها في المجتمع من خلال القصص التي تقدم فيها، وفي نهاية المطاف المعلن والقارئ يعرف أكثر الصحف تأثيرا، القضية ليست في التوزيع وإنما بالمحتوى، وأنا لا أعرف بأن هناك صحيفة قامت بإعلان توزيعها بهذا الشكل، فالقارئ إذا وجد مادته التي يحتاجها سيأخذ الصحيفة ويقرأها، وهذا هو المهم.
عفوا الحياة لم تعلن انها الاعلى توزيعا..
ـ وهذا اعتقادي فهذا الامر لايشبه الحياة، والزميل جميل الذيابي يقوم بعمل جيد ومميز في السعودية.
ختاما لابد ان اقول قبل اربع سنوات ونصف خفنا عليك من المسؤولية واليوم نهنئك بنجاحك الذي هو نجاح لكل الصحافيين الشباب في عالمنا العربي.
ـ شكرا لك استاذ احمد ومشاركتي معك مناسبة عزيزة على القلب.
المواضيع المتشابهه 
نص لقاء الحميد مع الـ mbc fm رئيس تحرير الشرق الأوسط : الهيئة جهاز نظامي وهذه قصتي 
العرض الشجري
