كشفت التحقيقات بشرطة العاصمة المقدسة أن أسدا اختفى فجر أمس بحي العوالي، سرق من مكتب صاحبه، الواقع في شارع إبراهيم الجفالي بالحي، ولم يهرب من موقع وجوده بالمكتب.
وتشير المعلومات إلى أن أحمد المنيعي، وهو صاحب الأسد، اشتراه منذ قبل نحو شهر بـ«45» ألف ريال، وجهز له مكانا في المكتب الخاص بحي العوالي، بالإضافة إلى مكان آخر لحيوان «الفهد»، في انتظار تجهيز موقع للاثنين بمزرعته الواقعة في وادي نعمان أسفل عقبة الهدا المودية إلى محافظة الطائف. وأكد المنيعي أنه يحتفظ بتسجيل فيديو لأربعة لصوص أثناء سرقة الأسد من موقعه، بالإضافة إلى وجود ثلاثة أشخاص شاهدوا الجناة يسرقون الأسد. وأوضح المنيعي أن الكاميرات التقطت رقم سيارتهم أمام مبنى المجمع التجاري الذي يقع داخله المكتب، مشيرا إلى أنه زود الجهات الأمنية بكل المعلومات التي تدين هؤلاء اللصوص. وطمأن المنيعي أهالي مكة المكرمة بشكل عام وساكني العوالي بشكل خاص، بأن الأسد أليف وأجريت له عملية تقليم لمخالبه بالليزر، وبرد لأنيابه، مؤكدا أنه لا يعض ولا يخربش وعمره أربعة أشهر فقط.
وأصدرت الشرطة تحذيرا يقضي بوجوب التحوط والحذر من هروب شبل في الشهر الرابع من عمره، فر من صاحبه هاربا، فجر أمس. وحذر المقدم عبد المحسن الميمان، المتحدث الرسمي لشرطة العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، المواطنين من خطورة التعامل مع حيوانات مفترسة، مهيبا بهم ضرورة أخذ الحيطة والحذر والإبلاغ الفوري حال رؤية مثل هذه الحيوانات.
وذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن أحمد المنيعي، وهو فتى لم يتجاوز 20 عاما، من سكان منطقة العوالي، تقدم بشكوى رسمية إلى شرطة العزيزية في ساعات الفجر الأولى، أمس، بخصوص ضياع شبل اشتراه حديثا، مطالبا بضرورة البحث عنه، إلا أن شرطة العزيزية رفضت البلاغ، الأمر الذي حدا بالمواطن للاتجاه نحو الإدارة العامة لشرطة العاصمة المقدسة لإصدار بلاغ رسمي.
وأفادت المصادر بأن قرار الرفض من شرطة العزيزية جاء بناء على «تضارب وجهات النظر حيال الشكوى المقدمة، حيث جنح المتقدم للشكوى إلى إصدار عدة شكاوى مختلفة بعضها بسرقة الشبل وأخرى بهروبه إلى جهة غير معلومة».
من جانبه، حذر عبد الله الشهري، أستاذ علم الحيوان، من خطورة ترك حيوانات مفترسة في الأماكن العامة، مبينا أن الفترات الأخيرة ومن باب «اتباع الموضة» دفعت كثيرا من الأسر السعودية نحو تربية حيوانات من فصائل مفترسة داخل المنازل وهي أمور لا تحمد عقباها تماما بحكم عدم أهلية تلك الحيوانات للعيش في المنزل كحال الحيوانات الأليفة.
وأفاد الشهري بأن أطباء الأطفال على دراية بالمخاطر المرتبطة بالحيوانات الأليفة، لكن خمسة في المائة منهم فقط يقولون إنهم يبلغون أولياء الأمور والأطفال بشكل منتظم بشأن هذه المخاطر، مؤكدا أنه سلوك ينبغي تغييره. وأفاد بأن معظم الحيوانات الأليفة الغريبة تشكل خطرا على صحة الأطفال الصغار وينبغي تثبيط الهمة بشأن حيازتها وامتلاكها في المنازل التي تضم أطفالا صغارا، مستدلا بوجود بكتيريا «السالمونيلا» في غالبية الزواحف، وهو لا يعدو أكثر من مثال بسيط لما قد يصيب الأطفال نتيجة وجود الكائن المصاب.
وقال الشهري إن تقارير دولية أصرت على حاجة أولياء الأمور إلى توعية بشأن المخاطر المتزايدة الناجمة عن مخالطة الحيوانات الأليفة الغريبة والحيوانات في الأماكن العامة على الرضع والأطفال دون الخامسة والأشخاص الذين يعانون متاعب في أنظمة المناعة.