سمعنا منذ نعومة اناملنا .. أن الحكمة ضالة المؤمن .. أنّا وجدها فهو أحق بها ..
تلك هي الحكمة .. ربما في ذلك الوقت .. يندر أن تجد الحكيم الذي يُشهد له ويُستشهد به
وإن وٌجد شط مزاره ..ولاسبيل إلا بشد الرحال له .. لتُثنى الركب أمامه .. متلقيآ الحكم منه ..يصورون لنا حكماء الصين بالرجل كبير السن متواضع الملبس .. عادي المهنة .. يرمي الكلمة وعلى
متلقيها تحليلها بالتجربة واستخراج نتائجها بعد عدة تجارب من محاولة وخطأ ..
لتثبت في عقله ولاتغادره عند أي موقف ..
في هذا الوقت وقت التواصل.. تمر علينا مئات الحكم .. وألاف القصص .. وكثير من السير ..عربية اجنبية شرقية وغربية .. نعجب بها .. نحرص على نقلها ونشرها ..
لكن الشيء الغريب .. أن لاتطبيق لما نعجب به .. نتناسى عند أول تجربة .. ماذا
نقلت للآخرين ..فعند مواجهة مواقف الحياة المختلفة .. تظهر طباعنا الاصيلة
مانحن عليه حقيقة .. وليس مانريد أن نصل بأنفسنا له .. الغضب الحلم حرية
الرأي .. رؤية الموقف من أكثر من زاوية .. التروي الهدوء التضحية الارتقاء
عن انتصار الرأي .. تمني للأخرين مانحبه لأنفسنا .. كل هذا غائب .. انا متمردة
على كل تتمناه في الاخر .. وترفضه هوىً وتعسفآ ..
في الجهة الاخرى من العقول .. هناك منها ..لاتكلف نفسها أن تحلل وتفكك لتصل لنتيجة مستنتجة مما تقرأه أو تسمعه ومثال هذا رسائل الوتساب ..
الذي نراه فقط انسخ والصق وارسل .. تأتيني رسائل أدنى حد من العقل لايقبلها ومع
ذلك يتم النشر على اوسع نطاق .. هل هو للأطلاع فقط .. !
أي رسالة مؤثرة احشوها بما تريد من الكذب .. وستنتشر كالنار في الهشيم
ولاأحد يناقش .. وإذا ناقشت .. غضب المرسل .. بقوله .. هي جتني كذا!!
هل من الضروري أن تبلغ الكذبة الافاق .. ليأثم كل ناقل ..!
يأتيك رابط توظيف القصد منه زيادة عدد الزائرين لموقع ما لايبت صلة
للموضوع .. ومع ذلك يستمر الارسال بغية الأجر !
يبدو أن لاتوجد عقول أصلآ .. وتسطيع أن تنشر ماتشاء في أقصر
وقت .. وسيصدقك الاغلبية .. !