لم يكذّب رئيس قطاع الآثار المصرية. بوزارة الآثار محمد البيلي، الخبر لكنه تحفّظ عن موقف الوزارة منه، ولا الطريقة التي ستتعامل بها معه، كاشفا أن هذه الدولة هي دولة قطر، وأن هذا العرض قدم من الأمير الشيخ حمد بن خليفة الثاني، وأن هذا العرض بالطبع تدعمه جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، وأن الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار يروج دائما لفكرة عمل معارض للآثار في دول الخليج، وأن الدولة الوحيدة التي تجرؤ على هذا الطلب هي قطر لعلاقتها بتنظيم الإخوان المسلمين.
من جهته أكد مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية ومستشار المجلس الأعلى للآثار السابق، أن المقترح المقدم من قطر، هو إقامة معرض لمدة ثلاث سنوات بشكل مبدئي في قطر، يضم الآثار المصرية كافة المنقولة من كل الحضارات، بداية من حضارة ما قبل التاريخ مرورا بالفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، وأخيرا التاريخ الحديث، بحيث تكون كل الآثار المصرية المنقولة مثل القطع الأثرية المعروضة في المتاحف وكل ما يمكن نقله، تكون معروضة في قطر، كاشفا أن هناك مشروعا آخر مقدما من قطر، قررت الوزارة التكتم عليه، وهو تأجير الآثار المصرية الثابتة التي لا يمكن نقلها من مصر، مثل المعابد والمقابر الفرعونية والمساجد الإسلامية والكنائس الأثرية وغير ذلك، ويكون لقطر وحدها حق استغلال والانتفاع بهذه الأماكن، وهنا تضع قطر يدها على كل الآثار المصرية بحضارتها وتراثها.
وأكد الكسباني رفضه التام لهذا المشروع، حتى لو كان مجرد إقامة معرض خارجي للآثار المصرية في قطر، موضحا أن مصر يجب أن تنتقي الدول التي تعرض آثارها بها، ويجب أن تكون هذه الدول ذات حضارة، وتعرف جيدا قيمة الحضارات المختلفة والتراث الإنساني، موضحا أن قطر دولة لا تمتلك حضارة، ولا تراثا وتريد تفريغ مصر من حضارتها، وإقامة حضارة لنفسها من التراث المصري، وهو ما يجب أن نتصدى له جميعا.