طُويت الأميال وانفض السامر بمعرفة بطل الدوري (المحسود) ووصيفه (المجلود) والذي يعتبره الأوروبيون أول الخاسرين وأسوأهم، ليوافقونا ذات المنطق الذي يتساوى فيه صاحب المركز الثاني والعاشر، وبالتالي فعلى جمهوره وإعلامه التعايش مع صمت مُطبق بانكشاف الحقيقة المرة التي تنتهي معها (الثرثرة).
فعلها الاتحاد أخيرا وفاز بأول دوري حقيقي في تاريخه، وهي رسالة لكل الطامحين أن لا حياة مع اليأس ولا يأس بعد الثمانين، وبالتالي الرد على من قتله غروره فـ (تحديته) حينما قال إن البندق (العوجا) ليس فيها طلقة لتنفجر فيه ذات مساء بدأ مغبرا لينقشع على وقوع حالم وحلم لآخر أصبح واقعا.
أما وقد اتكأ (العميد) على كرسي المشيخة ليختم على طلبات عشاقه، فما لنا إلا القول لمن يرغب في العمودية أن الغيث ينزل باستسقاء البشر، وأما البطولات فتسيل وديانها بشراء من هم (شروى) بو شروان.
ولببغاوات الاستديوهات سؤال مفاده: هل نقول الآن لمن يفقد التتويج في المتر الأخير إن له نفسا قصيرا لم يسعفه أن يصعد للمنصة؟ أما أنا فأقول (لا)، وهل يجب علينا الاحتياط بجلب أسطوانة أوكسجين لعمل تنفس اصطناعي لمن انقطع شهيقه وزفيره بذهاب الدوري ليس لقِصر نفسه بل لضيق تنفسه؟
إنها سياسة قنواتنا ولن تستغربوا إذا ما اكتشفتم فيهم غدا مهارة الخياطين الذين يفصلون أعذارا على مقاس فرقهم ونجومهم لترقيع ثوب التميز الممزق.
وبما أننا عشنا حُمى النهاية قد يسأل أحدهم: ما الذي قاد الاتحاد والهلال لموسمين من التنافس المنفرد على الدوري؟ ليكون الجواب مثيرا كإثارة الدوري المزعومة وحاضرا في سببين.
أولهما محترفون تجاوزوا بهم خيبة النجوم المحليين.. وآخر يفهمه أهل (البلوت) يكمن في (مشاريع) قادتهما لإلحاق الخسائر بالخصوم ارتقت أحيانا لدرجة (الرص) وتوجيه أوراق اللعب الرابحة ليكون (البوش) نصيب المساكين.
جواب شاف لبُعد الآخرين لا يملكون معه وجماهيرهم حيلة إلا الدعاء بقوانين صارمة تتساوى فيها الرؤوس بقلب بطولة الدوري (لحُكم) يسري على الجميع فيذهب ضحيته (المتلبدون) ليندموا على أيام سيطر فيها (الصن) ونزل (الدبل) مفتوحا كالسياط على طموحات (الغافلين).
وهنا يأتي دور اتحاد اللعبة بالتدخل لصنع مناخ يرتفع معه عدد المتنافسين (لأربعة) بمنح (إجازة) للحكم المحلي حتى يتماثل للشفاء ولمدة عام (استثنائي) يُقحم فيه اليوناني ومن على شاكلته بدوام كامل.. عندها فقط ستدور ورقة البطولات ويُتناوب (توزيع) الفرح فتحضر المتعة وينكشف (الحريف) الذي يضحك أخيرا و(الغشيم) الذي يجد في الـ (كاشو) والتخريب مخرجا.