حق المسلم
الشيخ : اسماعيل العمري يعتبر كل منا لبنة في بناء الأمة، ونحن جميعاً أخوة وأحبة يداً واحدة لا نفترق في سراء أو ضراء يجمعنا رباط يقوم على حقوق ومواثيق أوجبها الله جل في علاه، بلغها وعلمها وحمل صفاتها سيد خلق الله صلى الله عليه وسلم، وعلى كل منا أن يؤديها ويلتزم بها ويحرص عليها لتتأكد المواثيق التي اوجبها الله علينا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة وتشميت العاطس). واحاديث الحقوق كثيرة سنأتي عليها تباعاً بحول الله وقوته، وسنلقي نظرة في يومنا هذا على حق من هذه الحقوق.
وهو السلام ورد السلام، نرى للأسف جهلاً يُحيط بهذا الحق.
نرى من يُلقيه ويرد به في وقت لا يدرك فيه إبعاده ولا يعرف معناه ولا يقوم بحقه وآخر يعتبره كلمة عابرة ليس لها تشريع فإذا سمع (السلام) قال (هلا) أو (مرحبا)، وبين هذا الجهل أو التجاهل ضاعت تحية الإسلام وهي السنة المؤكدة التي حث عليها سيد خلق الله صلى الله عليه وسلم ووصف من لا يرد السلام بأنجل النجلاء.
السلام ورد السلام من الشعائر العظيمة في الإسلام وله مزايا عظيمة.
ركبت مرة في سيارة أجرة من ولاية نيويورك في أمريكا إلى ولاية أخرى مجاورة ولحمت على المقعد الامامي كتيبات كثيرة مما أثار مخاوفي وجعلني أتعامل مع السائق بحذر فهو كما يُقال (مبشر) أو (منصِّر) سألني من أين أنت قلت آسيوي وهي حقيقة لم أكذب وساعدني على هذا مظهري ثم سـألني ما دينك ولم استعمل التورية فهذا دين ومعتقد قلت الإسلام، وما إن سمعها حتى التفت مبتسماً، وقال: أنا أصلاً من روسيا هاجرت إلى أمريكا (ولا أعلم إن كان مسلماً أم لا). المهم قال: عندكم في الإسلام كنز عظيم تجهلون معناه ومنفعته ولا يفمهمه أحد منكم أنه (السلام عليكم).
هذه الكلمة تعني إني وهبتك السلام والسلامة والأخوة والحب والمودة والحماية والمعاونة، ولكنكم للأسف تقولونها دون إحساس بها. وترون بها دون أدنى تفكير لتنفيذ معناه.. السلام عليكم كلمة السعادة ومفتحها تعلمت من هذا السائق المنصِّر عن السلام ما لم أتعلمه في بلادي وصرت أحرص على التحية بها وردها بأجمل صورة وهذا أمر الله جل في علاه.
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) وهي سبيل من السبل التي تؤدي إلى السعادة الأبدية في الدارين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).
ويقول صلى الله عليه وسلم:
(ثلاث يصفين لك ود أخيك، تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه).
فكيف يصلح أن تأخذ السلام من المسلم وتمنحه السلام ثم تغتابه أو تنال منه فأنت بهذا تنقض العهد الذي عاهدته والسلام الذي أخذته وأعطيته وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدر بالسلام من يلقاه وقد سئل صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير، فقال: (تُطعم الطعام وتقُرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
ديننا أيها الأحبة دين سلامة وسلام وما نراه يحدث من تربص وتصدي وتعدي وخلاف واختلاف لا يوافق السلام والسلامة التي نعرفها في ديننا.