كان أحد ملوك الزمان في أعلى سطح
منزله الذي يعلو جميع المنازل وكان يتأمل مملكته 0 وقد لمح أمرآه
في أعلى منزل من منازل مملكته فسأل عن صاحب هذا المنزل الذي عليه المرآ فقالوا له أن هذا منزل
غلامك( فيروز )يامولاي 0 فهز الملك رأسه وقد أعجب بتلك المرآه وأضمر في نفسة سوء
وعند نزوله طلب على الفور حضور ( فيروز ) وقال له يافيروز سوف أكلفك بأمر أخصك فيه عمن في
مملكتي لانك محل ثقة عندي 0 فقال السمع والطاعه 0 فناوله الملك رقعه (مطويه)مكتوب فيها نوع من العشبه
ليست موجوده الا في بلاد (العجم)مسيرة ثلاثة أيام وقال له أياك أن تعود دون العشبه الموجوده في المطويه 0
فقال السمع والطاعه 0 وذهب لبيته ونام وفي الصباح أنطلق الى مهمته 0
وبعد مغادرته لبيته - ذهب الملك فوراً لمنزله وطرق الباب فقالت المرآه من بالباب قال أنا (رب زوجك)
فعرفته أنه الملك فقالت في نفسها (أعوذ بالله من هذه الزياره ) وفتحت الباب ودخل وأخذ ينظر أليها نظرات اعجاب 0 فعرفت مقصده فقالت له
( يامولاي هل تقبل على نفسك أن تأكل في اناء ولغ الكلب فيه )قال لا
قالت (فهل سمعت بالمثل القائل اذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه )قال نعم فعرف انها انسانه شريفه ولن يستطيع الوصول لها وصرف نظر عنها وأخذ يعتذر ومن شدة خجله خرج من المنزل ونسي (حذائه)هذا ماكان من أمرهما 000
أما فيروز فبعد أن أخذ مسافه نصف يوم تفقد نفسه فوجد أنه نسي المطويه التي أعطاها له الملك فرجع وأخذهاولم تخبره زوجته عن قدوم الملك لها وعندما أراد الخروج (لمح حذاء الملك وهو يعرفها جيداً)فخرج دون أن يقول لزوجته شيء 0 وتم في طريقه وأنهى المهمه
وعاد 0وعندما رآه الملك رحب به وقربه منه وأجزل له العطاء
(لانه أحس أنه تعدى على شيء يخصه)
فعاد فيروز الى المنزل وقال لزوجته أن الملك أجزل لي العطاء وسوف نأخذ هدايا لك ولأهلك ونذهب لزيارتهم وفعلاً أعطاها هدايا بجميع ماأعطاه الملك وذهبا لاهلها وتركها هناك 0
ولم يعد لها وبعد فتره من الزمن أتي له شقيقها وقال متى ستأتي لاخذ زوجتك 00 قال لن أستعيدها 00
فقال لماذا 0 قال لن لأخبرك 0 وحاول فيه عدة أيام ليثنيه عن رأيه دون نتيجه 0 فقال سوف أشكوك 0 قال لك ذلك 0
فذهب شقيقها
للقاضي وكان جالساً في مجلس الملك ولديهم جميع الاعيان وقال ياقاضينا أتيتك شاكياً قال من خصمك قال الذي يقف خلف الملك وأشار الي (فيروز) فقال القاضي احضر يافيروز بجانب خصمك 0
فقال شقيق الزوجه أنني قد أعرت فيروز (بستاناً جميلاً جدرانه حصينه وبئره معين وأشجاره جميله وثمارها يانعه فقام بهدم جدرانه وقطف ثماره وردم بئره وهجره ولم يعد اليه وأطالب أما يرجع لبستانه أو يعيده لي كما كان )
فسأل القاضي فيروز قائلاً هل هذا الكلام صحيح (قال نعم ولاكنني أتيت في يوم من الايام ووجدت أثار الاسد في البستان فخشيت أن يفترسني فقررت أن أستغني عن بستاني وأنفذ بجلدي)
وكان الملك جالساً وقد عرف قصد فيروز 00 فقام الملك واقفاً ( وقال يافيروز عد الى بستانك فوالله أن الاسد لم ينال منه شيئاً وأنني لم أرى في حياتي أجمل منه ولا أحصن من جدرانه على ثماره )فقنع وقرر استعادة بستانه (زوجته )
وأنتهت القضيه ( دون أن يعرف بالقضيه الاساسيه سوى ثلاثه الملك وفيروز وشقيق الزوجه ) وحتى
القاضي لايعرف القصه الاساسيه 0
قصه من كتاب مسامرة الاصحاب في مؤانسة الاحباب
منقول للذمه