كشف القائد الميداني في تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية سابقاً، المطلوب رقم 73 في قائمة ال 85، السعودي محمد العوفي والذي سلّم نفسه أخيراً، أن استخبارات دولتين تقود وتوجه تنظيم «القاعدة» في اليمن تحت مسمى «المجاهدين»، وانها تقدم الدعم المالي له. وأشار إلى أن مخطط «القاعدة» الجديد في اليمن، يتركز على ضرب مصالح نفطية وأميركية ومنشآت أمنية، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى اليمن. وأوضح العوفي الذي يكنى ب (أبو الحارث) في اعترافاته في «برنامج التضليل» على التلفزيون السعودي ليل أمس، أن هاتين الدولتين ينصب دعمهما الكبير على اليمن، ويأتي التمويل بواسطة أعضاء في جهازي الاستخبارات لهاتين الدولتين، وكذلك عن طريق أشخاص مجاهدين تبنتهم احدى هاتين الدولتين، بهدف إفساد المملكة العربية السعودية وتشكيل أحزاب مختلفة بداخلها، وقال: «إن هناك أشخاصاً لا نعرفهم يبيتون الأحقاد لهذه الدولة (السعودية) والمسؤولين فيها»، وأضاف: «وهم (الأشخاص) يعملون على اعطاء العامة صورة مشوشة عن السعودية». (راجع ص10)
وأوضح العوفي الذي سلّم نفسه في شباط (فبراير) الماضي، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في السعودية، أن الحوثيين عرضوا عليه مبالغ مالية تقدر بالملايين، وقال: «إن الحوثيين ذكروا أنهم سيوفرونها (الأموال) عن طريق احدى هاتين الدولتين، في حال وافقت على العمل معهم، حتى تبين لدي أن تحركات التنظيم تأتي من إدارة عليا، بينما الصورة الظاهرة أمام الملأ أنهم مجاهدون». وأضاف: «كيف يتدخل الحوثيون في هذه الأمور؟ أحسست أن هناك إدارة وهمية غير إدارتنا (تنظيم القاعدة)، وبعد ذلك مكثت مع نفسي في الجبال كي أراجع أوراقي، واتضحت أن هناك أموراً كثيرة، حتى تبين الأمر من أشخاص من أهل البلد بأن هناك تدخلات سياسية للعمل من أفراد «القاعدة» في اليمن».
وأشار القائد الميداني في التنظيم (سابقاًً) إلى أن المخطط الجديد ل «القاعدة» يتركز حول ضرب المصالح النفطية والأميركية ومنشآت أمنية في قطاعي الطوارئ والقوات الخاصة أو المباحث العامة في السعودية، مشدداً على أن هذا المخطط لا يريد انتشار عناصر التنظيم في مناطق المملكة، وإنما العمل على تنفيذ العمليات داخل المملكة والعودة مرة أخرى إلى اليمن.
وعن عودته إلى التنظيم بعد أن استعادته المملكة من معتقل غوانتانامو، قال أبو الحارث العوفي: «كنت أخطط للذهاب إلى العراق أو العودة من جديد إلى أفغانستان، ولم يرد في ذهني الانتماء إلى جماعات مسلحة في اليمن، وخرجت مع نائب أمير تنظيم القاعدة سعيد الشهري إلى اليمن».
وأضاف: «لم تكن هناك قوة للتنظيم في اليمن قبل انضمامنا لهم، لكن اجتمعنا معهم وطرحنا فكرة إنشاء مجلس للشورى ووزعنا المهام من خلال تسمية أمير للتنظيم ونائبه ومسؤول عسكري وقائد ميداني ومسؤول إعلامي، وجميعها حُددت، وان مبايعة أمير التنظيم في الجزيرة العربية أبو بصير ناصر الوحيشي جاءت بعد تزكية من نائب تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بعد أن اختلف عليه عناصر التنظيم في اليمن». ولفت القائد الميداني في التنظيم إلى أنه تولى القيادة العسكرية (مع اليمني أبو هريرة قاسم الريمي)، بحيث يكون شخص من اليمن وآخر من بلاد الحرمين، وأن تكون هناك شخصية مختلفة عن الآخر في لبس العمامة للقيادة، لتكون رسالة للأمة الإسلامية». وذكر العوفي، أنه «تمت موافقة ناصر الوحيشي على ظهوره في الشريط المصور (عرض على شبكة الانترنت)، وغادرت مكاني في جنوب اليمن إلى المنطقة التي يقيمون فيها، وطلبوا مني أن أقرأ الورقة المكتوبة لي على شاشة الكومبيوتر، الا أن هناك كلمات ومصطلحات كانت غير واضحة بالنسبة لي في الكلمة، ولما طلبت استبدالها رفضوا ذلك بسبب أن هناك مدلولات سياسية لابد من الخروج بها».
وعن عودته إلى السعودية ومبادرته بتسليم نفسه، قال العوفي: «طلبت من المجموعة التي أترأسها وعددهم 250 العودة إلى موقعهم، وأبلغتهم بذهابي إلى الجبال للترصد، كي أبتعد عن الأنظار، ومشيت مسيرة ثلاثة أيام إلى أحد المواقع، واتصلت من هناك بشقيقي ماجد الذي وصل إلى اليمن بعد أن أبلغته بتسليم نفسي، وشاهدوا بعض الأسلحة التي ارتديها من حزام ناسف وقنابل وسلاح، وغادرت اليمن عن طريق الحدود مع السعودية بعد التنسيق مع الأجهزة الأمنية في البلدين