لي ثلاثة مقالات كتبتها بخصوص فاجعة رهام الحكمي هذه الفاجعة الكبيرة التي لم يكن يدر بخلدي أن تجري في بلد إلا في بلد تسوده الفوضى والعشوائية بكل ما يحتمله الكلام من معان ٍ .. المقال الأول يمس وبقوة الخطوط الحمراء التي لازالت مفروضة على الناس ويتجاوز بمراحل سقف الحرية لهذا المنتدى فلهذا لن أنشره هنا ولأنه وببساطة شديدة سيحذف كما حذف موضوعي عن مؤهلات معالي محافظ الطائف فهد بن معمر التي خولت له التجديد في منصبه مدة أربع سنوات قادمة !! المقال الثاني - وسيأخذ طريقه للنشر في حينه بإذن الله - عن جيزان الواقع والتطلعات جازان المدينة والناس والحياة جيزان الطيبة والأصالة جيزان كما رأيتها وأحببتها وأحببت أهلها لطيبتهم وأصالتهم ووطنيتهم المفرطة ولم تكن مكافأة ذلك عند من يعنيه الأمر إلا بما رأيناه مع رهام !!
والمقال الثالث - وهو هذا- سأوجه فيه رسالة لوالدي رهام وأعمامها وذووها أن يكونوا في منتهى الصلابة والشدة في المطالبة بحق رهام ومحاكمة كل المتسببين في كارثة رهام لا لطلب الحق الشخصي فقط وهنا تنتهي قضية رهام لتبدأ قضية الملايين غيرها ممن يمكن أن يتعرضوا لما تعرضت له أو أسوء منه طالما سارت الأمور كما يخطط له تيار الفساد إن محاكمة كل من وما أوجد البيئة والأرضية كي يحصل لرهام ما حصل مطلب شعبي عام وقضية رأي عام لا تقبل أنصاف الحلول فإن سكتّم يا أبا رهام ويا أعمامها ويا ذووها أو خضعتم للترغيب أو الترهيب عبر حلول الترضية المعروفة والمعتادة فلا تتصوروا أنكم أجرمتم فقط بحق رهام شفاها الله وعافاها وانتقم من كل من له أي درجة من المسؤولية فيما حصل لها بل أن الجريمة الكبرى أنكم ساهمتم وبقوة في إرسال رسالة لمافيا الفساد أن بسترخوا ويتمادوا فيما هم فيه وهو ما نتج عنه تلك البيئة الفاسدة التي أنتجت كارثة رهام وما سبقها وما سيتلوها يا أبا رهام يا أعمامها اتقوا الله في ابنتكم رهام واتقوا الله في ملايين الناس ممن لا حول لهم ولا قوة وصارت كارثة رهام رمزا كبيرا أحيا في نفوسهم الأمل باحتثاث هذه الأرضية الفاسدة ومن يقف خلفها وها أنتم لمستم ورأيتم بأم أعينكم كيف حاول الفاسدون أن يحتووا كارثة رهام في الساعات الأولى ويكتموا خبرها حتى تضيع ويصيع حقها وتضيع الفرصة على كشفهم وفضحهم ولولا الله تعالى بما يسره من وسائل الإعلام الجديدة ووسائل التواصل لما توانوا عن كتم موضوع رهام بل وتزييفه والتلاعب به فالحمد الله الذي فضحهم وعرّاهم من أكبرهم إلى أصغرهم وليكن سقف مطالبتكم في المحاكمة غير محدود وياليتكم تستخدموا كليشة ( كائنا من كان) استخداما حقيقيا في مطالبتكم بالقصاص العادل تلك الكليشة التي ضحك على الناس بها عند إنشاء هيئة مكافحة الفساد استخداما حقيقيا لا استخداما مزورا وخادعا طالبوا بالتحقيق ومحاكمة ومعاقبة كل من له أدنى مسؤولية بما حصل لرهام وبما سيتكرر مع غيرها إن سكتم بدءا من أصغر موظف في بنك الدم في مستشفى الملك فهد بجيزان إلى أكبر رأس في الوزراة وليس هذا فقط والمانع أن تحاكموا أمير المنطقة ؟! أوليس هو المسؤول الأول عما يجري في منطقته أين ذهبت أجهزته الرقابية الخاصة به والمنفصلة عن أجهزة رقابة الوزارة طالما أن الوزراة ورقابتها طلعت "أي كلام"؟! أم أن الناس لا قيمة لهم ووصلوا إلى حد مريع من الرخص والمهانة إلى الحد الذي صارت فيه كارثة رهام أمرا واقعا وهي التي يفترض فيها أن تكون صعبة التخيل فضلا عن الحدوث فالله الله في حق رهام والله الله في كل الملايين من البشر الذين ثبت أن صحتهم وسلامتهم لدى من يفترض فيه أن يهتم بها ويحوطها بالرعاية والعناية أرخص من ماء البحر على أحد شواطئ جيزان الجميلة وإلا فقولوا لي بربكم ألم يكن حري بوزير الصحة لو كانه لديه ذرة من الإنسانية والشعور بالمسؤولية باعتبار فداحة الكارثة وما تلحقه من فضيحة مدوية به وبمن يعملون تحت أمرته فيتوجه فور علمه بالكارثه إلى جيزان على الأقل ليعبر عن احترامه وتقديره لمشاعر أهل المنطقة فضلا عما في زيارته من دلالات ومظامين إنسانية عديدة أم أن رهام وأهلها بل وأهل جيزان لا ترقى قيمتهم إلى المستوى الذي يجعل " معاليه" يتنزل ويتكرم ويتواضع بالذهاب فور علمه بالكارثة إلى جيزان ؟! أم أنه ولحجم الفضيحة وضخامتها خشي مما لا يحمد عقباه بما قد يلحقه من أذىً هناك لو ذهب إلى هناك أم أن حجم ما حدث لا يرقى لرخص إنسانية رهام لديه ليبرر فطع زيارته للقويعية وهي التي صادفت وقوع الكارثة أم أن جميع ما تقدم كله صحيح ومعبر عن الواقع ؟! الله أعلم على كل حال إن فلت وزير الصحة ومن معه من الحساب في الدنيا وهو أمر متوقع وبقوة في ظل المعطيات فالوعد يوم الحساب يوم القيامة وهو بلا شك سيكون أدهى وأنكى عليهم
صور لوزير الصحة وهو في القويعية ويظهر مسرورا مرتاحا وكأن شيئا هذا في الحين الذي كانت هناك كارثة في بقعة أخرى من الوطن يتحمل مسؤوليتها أمام الله
وختاما يا أبا رهام ويا أعمامها وذووها أود أن أذكرك في مقام دفاعكم عن حق ابنتكم وحق غيرها من المواطنين في حياة كريمة واحترام لإنسايتهم بقضية مشابهة لقضية رهام إلى حد ما بقضية رهام في الثمانينات الميلادية ولكن في بلاد يوجد فيها للإنسان قيمة حقيقية مع أنهم كفار !!
حيث حوكم بعدها رئيس وزراء فرنسا الاسبق لوران فابيوس والذى رأس بعدها الجمعية الوطنية(البرلمان)الفرنسى ووزيرة الشؤون الاجتماعية جورجينا دى فوا ووزير الدولة للصحة ايدموند هيرفى فى الثمانينات بتهمة السماح بدخول دم ملوث يحمل فيروس الايدز الى البلاد مما ادى لموت عدد من المرضى بعد نقل الدم اليهم واستمعت المحكمة لمدة يومين الى اقوال عدد من اسر الضحايا الذين طالبوا فى جلسة الامس بتوقيع العقوبات على المسؤولين الثلاثة لعدم قيامهم بواجبات وظائفهم على الوجه الاكمل كما ينص الدستور مما ادى لتعريض حياة المواطنين الى الخطر. وهددت تلك القضية التى تعود وقائعها الى عام 85 ميلادية حين اعطى رئيس الوزراء فابيوس وقتئذ تعليماته لوزير الدولة للصحة ووزيرة الشؤون الاجتماعية باستيراد كميات من الدم لحاجة المستشفيات الفرنسية لها وتبين بعد ذلك انها تحمل فيروس الايدز بعد وفاة عدد من المرضى. وأنكر المتهمون الثلاثة الذين ينتمون الى الحزب الاشتراكى الفرنسى التهم المنسوبة اليهم خاصة وان اجراءات الكشف عن هذا الفيروس لم تكن متقدمة خلال تلك الفترة كما هو الوضع حاليا.
ومع أن محاكمتهم التي انتهت في عام 99 م قد ختمت بتبرئة فابيوس وأحد المتهمين الآخرين معه إلا أن المحاكمة وإن لم تكن نتائجها مرضية لذوي الضحايا قد أثبتت ولو بشكل رمزي ومعنوي أن للإنسان لديهم قيمة وشأن يحترم !! :hawamer6312