من طرائف الذاكره ... ارتباط الغذاء عندي (( بأكل التراب )) ... وأنه مصدر القوة والعافية !!!
قد يبدو ذلك مثير للدهشة والضحك ايضا , ولكنها الحقيقة المكنونه في دهاليز الذاكرة وحكايتها الغريبة وكنا ونحن صغار في منزلنا القديم نفترش الأرض عندما نأكل وبالتالي لا تكون هناك مساقة تذكر نفصل ما بين طبق الطعام والأرض.
وكان أحد الأقارب يجلس معنا ... وكانت يده كثيرا ما تخطىء طبق الأرز ليضعها أولا في التراب ليأخذ منه إلى طبق الأرز ثم إلى فمه.
هكذا في كل مرة يأكل معنا فيها , بل قل في كل وجبة وعلى مدى سنوات .
هذا الطفل الأن أصبح من الرجال الأقوياء, أصحاب البنية القوية والعضلات المفتولة, والصحه التي لا يعرف المرض إليها طريقا. وإذا ضل المرض طريقة إليه تجرع اذيال الهزيمه من جراء عافيتة.
بسم الله ماشاء الله , اللهم لا حسد , ولكنها الحقيقه . ويبدو لي أن السبب الوحيد الذي وراءها هو (( أكل التراب )) ملخلوط بالأرز وليس الأرز المخلوط بالتراب , فقد كان يأخذ من تراب الأرض ويضع في الطبق مايزيد على مايوجد في الطبق من أرز!! ... بينما نحن الذين كنا حريصين على أن لا تخطىء أصابعنا الصغيرة طريقها لطبق الأرز حتى لا تمس التراب الذي يجلس عليه الطبق فكلنا أصحاب أجساد نحيلة وضعيفة , وأمراض البرد والزكام وا مشابهها تمتعت هي بأجسادنا طوال السنوات الماضية وماالت أكثر مما تمتعنا نحن بعافيتها وصحتها !!!!
وكان التراب قديما , وخصوصا في القرى , ذا حضور نافذ وقوي في حياتنا اليومية . فكنا ونخن صغار نلعب في الشوارع .... وليس في الشوارع سوى التراب لنلعب به . فقد كانت الشوارع زمان عبارة عن تراب في تراب على تراب.وكنا نتنفس من غبار والتراب أكثر مما كنا نتنفس من الأكسجين . ورغم ذلك لم يعرف الكثير منا معنى (( الكحه )) أو التهاب (( الحلق )) واحمرار العيون.. كما يحدث اليوم مع أطفال شوارع (( الأسفلت )) والبيوت الأسمنتية والغرف المفروشة بالموكيت بينما زمان لم يكن سوى (( التراب )) البيوت من (( الطين )) وهي عبارة من ماء وتراب وليس أكثر . وبالتالي أرضيتها وسقفها . وأيضا الأواني التي كان يوضع فيها الطعام كانت من (( الفخار )) وهي تصنع من ماء وتراب ولكن من نوعية أخرى , حيث إن للتراب أنواعا !... ورغم ذلك لم نتلق تحذيرات من الإصابة بالحساسية في الصدر أو (( حكة )) في الجلد مثلما يحدث الأن من الموكيت . ولم نقتل رعبا من مخطر الطبخ في الأواني المطلاة بالتيفال مثلما هو جار الأن ... فكان التراب بكل أشكاله وتكويناته واستعملاته اليومية هو الصحة والعافية... والدليل صاحبنا هذا الذي أكل وهو صغير مقدار جسمه الضخم ألأن من التراب والأرز !!!!
وهنا أدعو المتخصصين والباحثين العلميين والمهتمين وغير المهتمين بتقصي حقائق التراب ومكوناته وخصائصه . واستخدام جميع الوسائل والأساليب العلمية لمعرفة فوائد خلط التراب بالأرز
والكشف عن هذا التفاعل الكيميائي الفريد عندما يختلط للحماية من الأمراض فتكون النتيجة بنية جسدية كاملة متكاملة وعافية متعافية مثل صاحبنا هذا الذي كنا نخشى الأقتراب منه لقوته, والإجابة عن أسئل كثيرة حول مدى تفاعل التراب مع أغذية أخرى غير الأرز ....
ربما نكتشف وجبات غذائية لا مضار منها ومن الكوليسرول وغيره مادامت ممزوجة (( بالتراب )) الذي نعود إلية !!!!!!
وقد يأتي اليوم الذي نذهب فيه إلى الطبيب فيقول بكل وقار وهيبة علاجك الوحيد من المرض كل (( تـــــــراب ))