عاشت المواطنة، إيمان مسعود الشحي، (29 عاماً)، من سكان إمارة رأس الخيمة، وبناتها الثلاث وشقيقتها وخادمتها، 25 دقيقة من الرعب، يوم السبت الماضي، وفق تعبيرها، عندما واجهت مع أطفالها (نورا - 10 سنوات)، و(نادية - ثماني سنوات)، و(هند - ثلاث سنوات ونصف) الموت، إثر تعطل مثبت سرعة سيارتها من نوع مازدا دفع رباعي CX9 على سرعة 138 كيلومتراً في الساعة، واضطرت إلى الاصطدام بمركبتين لتخفيف سرعة السيارة وإنقاذ أطفالها وشقيقتها.
وأشارت الشحي إلى أن تأخر وصول دوريات الشرطة لإخلاء الطريق أمامها أدى إلى زيادة ارتباكها واتخاذها قرار الاصطدام بالمركبتين.
من جهته، أكد مدير إدارة المرور والدوريات في شرطة رأس الخيمة، العقيد عبدالله علي منخس، لـ«الإمارات اليوم» أن الادارة فور تلقيها بلاغاً بالواقعة توجهت دوريات المرور وسيارات الإسعاف والإنقاذ إلى المركبة لإفساح الطريق أمامها، لمنع اصطدامها بمركبات أخرى، والبحث عن وسيلة مناسبة لإيقاف المركبة، قبل وصولها إلى قلب المدينة.
وأوضح أن الشرطة عملت من أجل المحافظة على حياة الموجودين في المركبة وحماية مستخدمي الطريق، إلا أن سرعة المركبة ووجود بعض المركبات على الطريق، أديا إلى اصطدامها بمركبتين قبل وصولها إلى دوار الساعة، وتوقف السيارة دون وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح، فيما تضررت المركبات الثلاث بأضرار بسيطة ومتوسطة.
وتفصيلاً، قالت الشحي، لـ«الإمارات اليوم» إنها قادت مركبتها على طريق الشيخ محمد بن زايد قادمة من دبي، متجهة إلى رأس الخيمة، وعند مخرج 110 في أم القيوين، اكتشفت تعطل مثبت السرعة عند سرعة 138 كيلومتراً في الساعة.
وتابعت أنها اتصلت بغرفة العمليات بشرطة أم القيوين، وأبلغها أحد أفراد الشرطة بأنها أصبحت داخل إمارة رأس الخيمة، وسيتم التواصل مع شرطة رأس الخيمة، وبعد لحظات اتصلت بها شرطة رأس الخيمة لمعرفة مكانها بالضبط، وسرعة المركبة.
وتابعت أن الشرطي أبلغها بأنه سيتم إرسال دوريات المرور من أجل إخلاء الطريق من المركبات، ومرافقة السيارة لحين إيجاد وسيلة لإيقاف المركبة، وعند بلوغها جامعة الاتحاد شاهدت دوريات الشرطة تسير بالاتجاه المقابل، وطلب منها الشرطي الدخول إلى الطريق الرملي ومحاولة إيقاف المركبة كما حصل مع أحد المواطنين العام الماضي، لتفادي دخول مدينة رأس الخيمة المزدحمة مرورياً.
واستكملت الشحي، «أبلغت الشرطي أنني تجاوزت جامعة الاتحاد وسأدخل دوار مدينة رأس الخيمة، وعندها بدأت أفقد السيطرة على أعصابي لوجود سيارات على المسرب نفسه، وبدأت بتشغيل إشارات التنبيه، وإطلاق (الزامور)، للفت انتباه السائقين بضرورة إفساح الطريق والابتعاد عن مركبتي».
وأضافت «لم أشاهد أي دوريات شرطة تفتح الطريق أمام المركبة، ما جعلني في غاية الخوف، بسبب وجود عدد من المركبات تسير على جسر الظيت»، مشيرة إلى أن أطفالها والخادمة بدأوا يصرخون، فيما كانت شقيقتها التي تجلس إلى جانبها تهدئهم وتنصحهم بربط أحزمة الأمان لحماية أنفسهم.
وذكرت الشحي: «عند وصولي إلى جسر الاتحاد شاهدت دورية مرور تسير على يمين الطريق لفتح الطريق أمامي، وعند مشاهدتي ازدحام دوار الساعة نطقت الشهادتين، وبدأت في البكاء خوفاً على أطفالي، وقررت لحظتها الاصطدام بمركبة على الدوار من أجل تخفيف سرعة سيارتي وإيقافها.
وأوضحت «لحظة الاصطدام أصبت بحالة من الخوف الشديد، وبدأ أطفالي والخادمة وشقيقتي في الصراخ بصوت مرتفع، وعند توقف المركبة شاهدت رجال الشرطة والإسعاف والانقاذ يفتحون الأبواب، ويخرجوننا سالمين».
وأضافت «لم يسفر الحادث عن أي إصابات بين أطفالي، إلا أنني أصبت بإصابات متوسطة في الرأس واليد اليمنى»، مشيرة إلى أن الكيس الأمامي للهواء لم يفتح في التصادم، ما يثبت وجود خلل فني.
وذكرت الشحي أنها تعرضت للمشكلة نفسها العام الماضي، وتعطل مثبت السرعة، وساعدها شقيقها عبر الهاتف على إيقاف المركبة، من خلال وضع ناقل السرعة على وضعية ( N )، متــابعة «أرسلت المركبة لوكالة في رأس الخيمة وتم فحصها، ولم يكتشفوا أي مشكلات فنية في مثبت السرعة، وأبلغوني بأن المركبة لا تعاني أي مشكلات في القيادة وأنها آمنة». وقالت إن اتخاذها قرار الاصطدام بالمركبتين كان صعباً، لكنه كان ضرورياً لتخفيف سرعة المركبة قبل الوصول إلى الازدحام، خصوصاً في ظل عدم وجود مساندة من دوريات الشرطة لإخلاء الطريق من المركبات، أو إرسال دورية لتصطدم بمركبتي من الأمام لتخفيف سرعتها وإيقافها. من جهته، قال مدير إدارة المرور والدوريات في شرطة رأس الخيمة، العقيد عبدالله علي منخس، إن الادارة تعاملت مع الحادث بجدية منذ تلقي البلاغ حتى توقف المركبة، مؤكداً أن لكل حادث سيناريو خاصاً به، ويتم التعامل معه وفق المعطيات الموجودة والظروف المحيطة به.
وأوضح أن النتيجة الأهم لدى الادارة المحافظة على العنصر البشري وعدم تعريضه للإصابة أو الخطر، وهذا ما تم تحقيقه من خلال المحافظة على سلامة قائدة المركبة ومرافقيها، وكذلك سائقو المركبات الأخرى.
وأضاف منخس، أن شرطة رأس الخيمة لديها العديد من العناصر المدربة والمؤهلة للتعامل مع مختلف الحوادث والظروف الطارئة في أي وقت، وتمتلك سرعة استجابة عالية لتحقيق عنصر الاستجابة السريعة والفعالة لكل حالات الطوارئ المحتملة، فضلاً عن قدرة غرفة العمليات على تلقي مختلف البلاغات على مدار الساعة، وسرعة توجيه الدوريات لموقع الحدث والتعامل معه.
وأشار إلى أن الشرطة سبق أن تعاملت مع حادث مشابه عندما تعطل مثبت سرعة إحدى المركبات على طريق محمد بن زايد العام الماضي، وتمكنت دوريات الشرطة والإسعاف من التدخل وإيقاف المركبة في الوقت المناسب دون وقوع أي إصابات أو ضرار. يذكر أن هذا الحادث يعد الثالث من نوعه على طريق محمد بن زايد، إذ سبق أن تعطل مثبت سرعة مركبتين لمواطنين، أحدهما من سكان إمارة رأس الخيمة والآخر من أم القيوين، العام الماضي، وتم السيطرة على المركبتين وإيقافهما، وتعاملت دوريات المرور مع الحادثين دون تسجيل حوادث أو إصابات