شقران الرشيدي- سبق- الرياض: تكشفُ "سبق" بالوثائق الرسمية، والتقارير الطبية المعتمدة الصادرة من الديوان الملكي، ووزارة الصحة، والسفارة السعودية في الصين، فساداً إدارياً كبيراً، ومماطلةً في علاج ابنة مواطنٍ عمرها عند بدء العلاج "5 سنوات" تعاني ضموراً في المخ صدر لها أمرٌ ملكي بتاريخ 24 / 2 / 1429هـ، وتوجيهٌ سامٍ من خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - يقضي بعلاجها على نفقة الدولة، وزراعة الخلايا الجذعية في الصين لتوافر العلاج هناك، ولم تبت فيها الهيئة الطبية العُليا بوزارة الصحة إلا بتاريخ 3 / 4 / 1431هـ ، في حين أُنهيت إجراءات علاج أخت مسئولٍ كبيرٍ تعاني المرض ذاته في غضون 3 أيام فقط من تاريخ 27 إلى30 / 3 / 1431هـ.
وتشير الوثائق الرسمية المكتوب عليها "عاجل وسري" - تحتفظ بها "سبق" - والموقعة من عددٍ من المسئولين، منهم: وزير الصحة، وكِبار الأطباء في الهيئة الطبية العُليا المكوّنة من الخدمات الطبية بوزارة الدفاع، والخدمات الطبية بوزارة الداخلية، والخدمات الطبية بالحرس الوطني، ومستشفى الملك فيصل التخصُّصي، ومستشفى الملك خالد الجامعي، ومستشفى التأهيل بمدينة الملك فهد الطبية، ومستشار وزير الصحة، ومدير عام الإدارة العامة للهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج، ومسئولين آخرين.. بأن المواطن بندر العتيبي صدر له أمرٌ ملكي عام بتاريخ 24 / 2 / 1429هـ بعلاج ابنته المصابة بضمورٍ في المخ في الصين على نفقة الدولة، لكنها لم تعالج إلا لمدة شهرٍ واحدٍ فقط وتمت اعادتها بقرار الهيئة الطبية العُليا المعتمدة بتاريخ 3 / 4 / 1430هـ، من وزير الصحة، رقم "390"، بإيقاف علاجها وإعادتها للمملكة بحجة توافر علاجها في الداخل - أي بعد سنة وشهرين من الأمر الملكي تمّ البتُّ في موضوعها -. وفي المقابل، صدر قرار وزير الصحة رقم "62281" بتاريخ 28 / 3 / 1431هـ، بعلاج أخت مسئولٍ كبيرٍ يعمل في وزارة الصحة، وتعاني المرض ذاته على نفقة الدولة مع مرافقٍ لها في الصين لزراعة الخلايا الجذعية، مدعومٌ بخطاب مدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج التابع للوزارة بتاريخ 30 / 3 / 1430هـ موجّهٌ لسفير المملكة في الصين لاعتماد علاجها - استغرق البت في موضوعها من الوزير 3 أيام فقط - وصدور توجيهٍ آخر بتاريخ 28 / 3 / 1431هـ، من مكتب وزير الصحة وبتوقيعه هو شخصياً على مذكرة داخلية "عاجلة وسرية" موجهة لمدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج لإكمال ما يلزم وعلاج أخت المسئول الكبير بعبارة كتبها بخط يده "الاهتمام العاجل جداً".
ويطلب المواطن العتيبي، عبر "سبق"، من وزارة الصحة تبرير قرار الهيئة الطبية العُليا المعتمد من وزير الصحة بقطع علاج ابنته في الصين وصدور قرارٍ مشابهٍ من الوزير بسرعة إنهاء إجراءات علاج أخت المسئول الكبير في غضون 3 أيام فقط.. مؤكداً أنه اضطر للاستقالة من عمله في السعودية واقتراض نحو 200 ألف ريال لاستكمال علاجها؛ ليُفاجأ بقطع علاجها في الخارج، وبأن العلاج مدته شهرٌ واحدٌ فقط.
ويتساءل العتيبي:" لماذا تعالج أخت مسئول كبير في وزارة الصحة بناءً على خطابٍ رسمي بتوقيعٍ من وزير الصحة على نفقة الدولة، وهي التي تعاني مرض ابنتي نفسه، في حين تُحرَم منه ابنتي بقرارٍ من وزير الصحة أيضاً.. ما المبرر؟ لماذا حتى في العلاج هناك تمييزٌ ومحاباةٌ ووساطاتٌ!".