مقتطف من كتابي انتظار الخطوبة اذاب قلبي
انتظار102
(اعانة الاولاد على البر)
ان الرسول الكريم صلى الله عليه واله امرنا ان نعين ابنائنا على بر الوالدين ثم شرح لنا روحي فداه طريقة اعانتهم على البر وها هي الرواية المباركة عن كتاب :
الكافي ج : 6 ص: 49
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ قَالَ قُلْتُ:
كَيْفَ يُعِينُهُ عَلَى بِرِّهِ؟؟
قَالَ: يَقْبَلُ مَيْسُورَهُ وَ يَتَجَاوَزُ عَنْ مَعْسُورِهِ وَ لَا يُرْهِقُهُ وَ لَا يَخْرَقُ بِهِ فَلَيْسَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَنْ يَصِيرَ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الْكُفْرِ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ فِي عُقُوقٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ . ثُمَّ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : الْجَنَّةُ طَيِّبَةٌ طَيَّبَهَا اللَّهُ وَ طَيَّبَ رِيحَهَا يُوجَدُ رِيحُهَا مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفَيْ عَامٍ وَ لَا يَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا مُرْخِي الْإِزَارِ خُيَلَاءَ.(انتهى)
ان هذه الرواية تبين جمال ديننا وحسن اسلامنا فان النبي الكريم صلى الله عليه واله يشرح لنا عاقبة العقوق لنعرف خطورته واهميته لان الوالدان عادة لا يحبان لابنائهم الهلاك والقائهم في لهيب النار لذلك بيّن الرسول الكريم صلى الله عليه واله لنا اثر العقوق فعلينا ان نعمل بقوله صلى الله عليه واله :
((يقْبَلُ مَيْسُورَهُ وَ يَتَجَاوَزُ عَنْ مَعْسُورِهِ وَ لَا يُرْهِقُهُ وَ لَا يَخْرَقُ بِهِ فَلَيْسَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَنْ يَصِيرَ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الْكُفْرِ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ فِي عُقُوقٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ))
واحسن سبيل لتخليصهم من العقوق ان نهتم بالمقدمات والتي هي ام المهمات ؛ لان الوالد الحكيم والام العطوف لا يكلفان الاولاد فوق طاقتهم وان عمل الاولاد ما هو خلاف مايريدان فانهما يتغافلان عن تصرفهم لان التغافل من النعم الكبيرة في اصلاح المجتمع ككل وفي ترميم الخلل الواقع في كيان العائلة ؛ فانه الدواء الناجح لغفلة الابناء عن طاعة الوالدين كما ورد عن اهل البيت عليهم السلام :
مستدركالوسائل 9 37
104- باب استحباب مداراة الناس .....
عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَجَمَعَ أَوْلَادَهُ مُحَمَّداً عليهالسلام وَ الْحَسَنَ وَ عَبْدَ اللَّهِ وَ عُمَرَ وَ زَيْداً وَ الْحُسَيْنَ وَ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام وَ كَنَّاهُ بِالْبَاقِرِ وَ جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَيْهِ وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ فِي وَصِيَّتِهِ أَنْ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّ الْعَقْلَ رَائِدُ الرُّوحِ وَ الْعِلْمَ رَائِدُ الْعَقْلِ وَ الْعَقْلَ تَرْجُمَانُ الْعِلْمِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ أَبْقَى وَ اللِّسَانَ أَكْثَرُ هَذَراً وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ صَلَاحَ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا فِي
كَلِمَتَيْنِ إِصْلَاحِ شَأْنِ الْمَعَايِشِ مِلْءَ مِكْيَالٍ ثُلُثَاهُ فِطْنَةٌ وَ ثُلُثُهُ تَغَافُلٌ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَتَغَافَلُ إِلَّا عَنْ شَيْءٍ قَدْ عَرَفَهُ وَ فَطَنَ لَهُ الْخَبَرَ.(انتهى)
فان الامام زين العابدين عليه السلام في هذه الرواية المباركة يقول بان ثلث إِصْلَاحِ شَأْنِ الْمَعَايِشِ هو بالتغافل ؛ فمن منا لا يبحث عن السعادة ليل نهار ؟
فمن ارادها فثلثها في التغافل .
غررالحكم 451 الفصل الرابع عشر في الستر و التغافل
من لم يتغافل و لا يغض عن كثير من الأمور تنغصت عيشته.
وفي هذه الرواية يبين لنا امير المؤمنين عليه السلام عاقبة الانسان الذي لا يتغافل بل يريد ان يعاقب الاخرين على كل صغيرة وكبيرة ؛ وهذا الخلق العسير الشاق اقرب سبيل لهدم كيان العائلة حيث ان الخطا والاشتباه هو من خلق البشر وسجيته فحذرنا امير المؤمنين - الاب الرؤف للامة عليه افضل الصلاة والسلام – من عاقبة هذا الخلق حيث قال :
(تنغصت عيشته)
وكذلك فانه عليه السلام بين بان التغافل من شيم الكرام كما في كتاب :
غررالحكم 479 متفرقات اجتماعي .....
الكريم يتغافل و ينخدع
فان التغافل لا يكون الا عن شيئ يعلمه ويراه بعينه وبهذا التغافل عن تصرفاتهم نكبر في اعين اولادنا ونزداد وقارا لانهم سيلمسون علو انفسنا؛ ونسمح لهم باصلاح ما وقعوا فيه .
فبالتغافل وعدم تكليفهم بما يشق عليهم سنعينهم على البر والطاعة ؛ وبالعكس ان حملناهما فوق طاقتهم لقد الجئناهم الى العقوق فتشملنا اللعنة كما تشملهم لاننا سببنا لهم العقوق كما قال رسول الله صلى الله عليه واله:
عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
يَلْزَمُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ لِوَلَدِهِمَا مَا يَلْزَمُ الْوَلَدَ لَهُمَا مِنْ عُقُوقِهِمَا .)