القتيل الايراني في سوريا الذي قالت طهران انه رئيس هيئة الاعمار في لبنان حسام خوش نويس المعروف حركيا باسم حسن شاطري، هو في الحقيقة احد كبار جنرالات فيلق القدس ومن المكلفين بالملف اللبناني ومتورط في اغتيال الحريري. واوكلت اليه مسؤولية التنسيق بين قوات الحرس الموجودين في سوريا من جهة وبين حزب الله وقوات الأسد.وشاطري هو الإسم الحقيقي لحسام خوش نويس، و"خوش نويس" تعني الخطاط الجيد. ويبلغ شاطري من العمر 58 عامًا وهو من من مدينة سمنان الصغيرة الواقعة على الطريق بين العاصمة الإيرانية طهران ومدينة مشهد عاصمة إقليم خراسان وثاني كبرى مدن إيران. وهو متزوج وأب لأربعة أولاد.
وتشير المعلومات إلى أن أرصدة مالية تصل إلى 200 مليون دولار سنويًا كانت تحت تصرف شاطري، ولقد تولى تعويض ترسانة حزب الله من الأسلحة وإعادة بناء منصات إطلاق الصواريخ التي فقدها الحزب في حرب 2006.
وكان شاطري يشرف على توزيع الأموال الإيرانية على عدد من الزعماء السياسيين والنواب والإعلاميين وبعض الشخصيات العامة في لبنان. وحسب مصادر إيرانية فهو كان عضوًا مشاركًا في القيادة المركزية لحزب الله، وكان له دور في رسم سياساته.
وفي وقت يتقبل فيه سفير إيران في بيروت التعازي بشخص زوّر اسمه لغايات ما زالت غير معروفة، نقلت تقارير إخبارية عن الدكتور علي نوري زاده، مدير مركز الدراسات الايرانية – العربية في لندن قوله إنّ الايراني القتيل "هو أحد كبار جنرالات فيلق القدس التابع للحري الثوري الإيراني ومن المكلفين بالملف اللبناني.
وبعد بداية الثورة في سوريا، اوكلت اليه مسؤولية التنسيق بين قوات الحرس الموجودين في سوريا من جهة وبين حزب الله وقوات الأسد من جهة أخرى نظراً لعلاقاته وخبرته الطويلة على الساحة اللبنانية وبالتحديد مع حزب الله.
مورط في اغتيال الحريري
ويضيف زاده: يعتبر شخصية مهمة وبارزة لدى الحرس الثوري حيث بدأ مهامه في لبنان منذ ما يقارب العشر سنوات. وقد ذكر اسم الجنرال شاطري ضمن أسماء مسؤولي الحرس الثوري الإيراني الذين كانوا متواجدين في لبنان في فترة إغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، والذين اعتبروا متورطين بعملية الإغتيال.
ومن المرجح أنّ هذا أحد أسباب تغيير اسمه حين ارسل الى بيروت بمثابة رئيس الهيئة الإيرانية العليا للإعمار. كما أنّه كان واكب العميد إسماعيل قاءاني، نائب القائد العام لفيلق القدس، والذي زار لبنان قبل 24 ساعة من اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن في بيروت. وقد نزل العميد قاءاني خلال هذه الساعات في ضيافة شاطري في بيته الفخم الذي يملكه في جنوب لبنان ليعود الى مغادرة لبنان بعد ساعة من اغتيال اللواء الحسن".
مهام أمنية
واستطرد نوري زاده "لا يمكن اعتبار هذا الشخص مسؤولاً عن إعادة إعمار لبنان لأنه هذه كانت إحدى الذرائع التي تمكنت من خلالها ايران من ادخال العشرات من ضباط فيلق القدس تحت غطاء أنهم مهندسين او بنائين وما شابه، حيث كانت لهم مهام أمنية محددة اضطلعوا بتنفيذها. لذا مقتل هذا الشخص كشف للعالم أن تواجد الإيرانيين على أرض سوريا ولبنان لا يأتي في سبيل دعم شعبي البلدين بل هذا التواجد له غايات وأهداف أمنية وعسكرية. لذا اصدار السفارة الإيرانية بياناً يقول أنّ للمدعو "حسام خوش نويس" قد كشف حقيقة وجود عشرات من رجال المخابرات والحرس الإيرانيين المتخفين كدبلوماسيين والذين يقدمون الى عدة دول باسماء مستعارة. ولو لم يقم الحرس الثوري بتشييعه بهذه الجنازة التي شارك فيها قادة الحرس وممثل الخامنئي لما عرفنا أنّ المدعو "حسام خوش نويس" هو نفسه الجنرال حسن شاطري".
"البسيج السوري"
وبخصوص ما يجري على الساحة السورية، نبّه نوري زاده إلى أنّ "النظام الإيراني ينشأ قوات باسيج شبيهة بتلك الموجودة أصلاً في ايران وأشرس من سرايا الدفاع، و هي مؤلفة من مجرد شبيحة. وقد بدأت هذه القوات تظهر تحت اسم لواء ابو الفضل العباس الذي اوكلت اليه من ناحية الشكل الدفاع عن العتبات المقدسة ومقام السيدة زينب (ع) في إحدى ضواحي دمشق. ويضم اللواء ايرانيين من الحرس الثوري وعناصر من حزب الله وعراقيين موالين لطهران قاتلوا سابقاً مع جماعة عصائب أهل الحق وجيش المهدي حيث تمولهم وتدربهم قوات الحرس الثوري. هؤلاء هم بمثابة سند لنظام الأسد في ظل انفكاك الجيش السوري من حول النظام والتحاقه بصفوف الشعب السوري".
وخطف معارضون مسلحون العام الماضي 48 ايرانيا قالوا انهم من مقاتلي الحرس الثوري الايراني وقالت السلطات الايرانية حينها انهم زوار لمزارات شيعية في سوريا. وافرج المعارضون المسلحون عنهم هذا العام في اتفاق لتبادل السجناء مع السلطات السورية.
وكالات