قتربت السعودية كثيراً من فتح باب الاستثمار المباشر أمام الأجانب، مع تغيير رئيس مجلس هيئة السوق المالية في الأسبوع الماضي، وسط توقعات بأن يصل حجم الاستثمارات الأجنبية المتوقع جذبها إلى نحو 60 مليار ريال.
لندن: يتوقع أن يكون قرار فتح السوق المالية السعودية أمام المستثمرين الأجانب غير المقيمين أحد القرارات التي ستصدرها إدارة هيئة السوق المالية السعودية الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد إنجاز كافة المشروعات والأنظمة واللوائح المتعلقة بذلك من قِبل هيئة السوق، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
وكشفت مصادر قريبة لـ"إيلاف" أن الهيئة أنهت جميع الأنظمة واللوائح المتعلقة بفتح السوق المالية أمام المستثمرين الأجانب، وتنتظر موافقة الجهات العليا ذات العلاقة (كمؤسسة النقد العربي السعودي، والمجلس الاقتصادي الأعلى) على ذلك الإجراء الذي يتوقع أن يجذب إستثمارات تقدر بنحو 60 مليار ريال.
يأتي ذلك في وقت تخطط فيه بنوك عالمية، مثل "مورجان ستانلي" و"كريديت سويس"، بنقل مكاتبها الاقليمية الخاصة بإدارة المحافظ الاستثمارية بالأسهم في المنطقة من دبي إلى الرياض، كما كشف مسؤولون في "VTB Capital"، الذراع الاستثمارية لثاني أكبر بنك روسي، أنه سيفتح مكتباً لإدارة المحافظ الاستثمارية في العاصمة الرياض.
وتعزز هذه التطورات والتصريحات التكهنات التي تشير إلى قرب موعد فتح السوق المالية السعودية أمام المستثمرين الأجانب غير المقيمين، واهتمام المستثمرين الأجانب في السوق السعودية كسوق واعدة.
وكانت السعودية قد قامت في 2008 بفتح السوق جزئياً بالسماح بتداول الأجانب المقيمين منذ عام 2008 لكن تداولاتهم لم تتجاوز 23 مليار ريال خلال الأعوام الأربعة التالية.
وكان رئيس هيئة السوق المالية السابق الدكتور عبدالرحمن التويجري قال في وقت سابق إن فتح سوق الأسهم أمام المستثمرين الأجانب سيكون بشكل مدروس وتدريجي، وبعد التأكد من عدم تأثيره السلبي على التداولات في السوق، مشيراً وقتها إلى أن نسبة المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم السعودية محدودة، وتتم إستثماراتهم بواسطة صناديق الاستثمار في الأسهم وصناديق المؤشرات واتفاقات المبادلة، مقدراً نسبة الأجانب في السوق حالياً بما يتراوح ما بين 3 و 4%.
وفي سياق متصل، توقع جمال الكيشي المدير التنفيذي لـ"دويتشه بنك" في السعودية أن يكون فتح سوق الأسهم السعودية للاستثمار المباشر من قبل الأجانب قريباً، مشيراً في مقابلة مع مجلة "بلومبرغ" أنه مقتنع بأنه سيتم السماح للأجانب بالشراء المباشر، ومتفائل بأن ذلك سيتم قريباً.
وأضاف أن رئيس الهيئة الجديد يعرف السوق جيداً، وأنه على وعي بالأنظمة والقوانين وعلى معرفة جيدة بحرص المستثمرين العالميين على دخول السوق السعودية، لافتاً في السياق ذاته أن الحكومة السعودية تدرك الفوائد من السماح للأجانب، لكنها ترغب في التأكد من أن الأمور ستسير على ما يرام عندما تفتح السوق.
فيما توقع "جون بيربانك" مؤسس صندوق التحوط "باسبورت" الذي يدير أموالاً تصل الى 3.7 مليارات دولار في وقت سابق أن تستقطب السوق السعودية ما يصل الى 30 مليار دولار كاستثمارات مباشرة في حال تم فتح السوق للأجانب، معللاً ذلك بأن السوق السعودية هي الأكثر جاذبية بين جميع الأسواق الناشئة.