دعاء بهاء الدين- سبق- الرياض: شن الدكتور طارق كوشك، الأكاديمي والخبير الاقتصادي، هجوماً لاذعاً على البنوك الإسلامية، واصفاً إياها بأنها تدعي أنها إسلامية، وهي يهودية أكثر من البنوك اليهودية ذاتها!
وقال كوشك: "هذه البنوك التي تدعي أنها إسلامية تقوم بأخذ فائدة على عملائها بأكثر من 70%، وعملها يقوم على الفوائد المركبة، لا الفوائد البسيطة، والإسلام بريء من الفوائد المركبة، التي تأخذها هذه البنوك باسم الإسلام".
وانتقد كوشك دور البنوك السعودية في الخدمات المجتمعية، وأكد أن البنوك لا تقوم بدور يُذكر لخدمة المجتمع، ولفت إلى أنه بسبب ما للبنوك من نفوذ أصبحت فوق المحاسبة والمساءلة.
وذكر كوشك أن البنوك في العام الماضي (2012) تجاوزت 28 ملياراً، موضحاً أن البنوك السعودية هي الوحيدة التي لا يمكن أن تخسر على مستوى العالم، لما تلقاه من دعم من الدولة، وأخذ لفوائد أموال المواطنين، من دون أن تعطيهم منها ريالاً واحداً.
جاء ذلك في حلقة الأمس من برنامج: "حراك" الذي يقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم على قناة: "فور شباب"، وحملت الحلقة عنوان: "أين فوائد أموالنا أيتها البنوك؟"، وكان ضيوفها كلاً من: الدكتور طارق كوشك الخبير الاقتصادي، وإدريس الدريس الكاتب بصحيفة: "الوطن"، وطلعت زكي حافظ الخبير الاقتصادي، وحصة آل الشيخ الكاتبة بصحيفة الرياض، والدكتورة نوف الغامدي المتخصصة في الاقتصاد.
وأكد الدكتور طارق كوشك: أن البنوك لا تقوم بدورها الاجتماعي، ولا تسهم بشيء يذكر عند حدوث الكوارث.
وأوضح د. كوشك أنه ينبغي أن تجبر الدولة البنوك لتشارك في خدمة المجتمع، إذ إن المليارات التي يربحونها ويتفاخرون بها، لم تأتِ إلا من جيب المواطن.
مؤكداً أن للبنوك نفوذاً قوياً، حتى أن أجهزة الرقابة في الدولة والوزارات المعنية لا تستطيع أن تلزمها بشيء يذكر، وتساءل كوشك عن عدم دخول البنك الأهلي - وهو أكبر بنك في البلد - في سوق الأسهم؟! مؤكداً أن ذلك يدلل على نفوذ البنوك وتسلطها على الجميع.
وأشار كوشك في حديثه عن نفوذ البنوك: أنه مؤمن بأن "ساما" نفسها لا تستطيع أن تقول للبنوك شيئاً، مؤكداً أن "نزاهة" لم تقم بشيء يذكر في مراقبة البنوك وكشف الفساد، داعياً رئيس هيئة مكافحة الفساد، محمد الشريف للاستقالة من منصبه، وإعطاء الفرصة للعقول الشابة، فهي التي تستطيع أن تقوم بالمراقبة، لا العقول القديمة التقليدية، على حد وصف د. كوشك.
وفي المقارنة بين البنوك السعودية والبنوك الغربية، ذكر كوشك: أن البنوك في الخارج تسهم في تنمية مجتمعاتها، وتدعم الأنشطة الاجتماعية والتعليمية، وقال: "عندما كنت طالباً في بريطانيا كانت البنوك تتنافس على الطلاب الأجانب، لتقوم بفتح حساب لهم، مع أنهم لم يكونوا يملكون مبالغ طائلة، ومع ذلك كانت البنوك تقوم بخدمتهم، وفتح حساب لهم، مع تقديم فوائد مالية، وهدايا عينية لهم".
وأشار كوشك إلى أن هناك فئة قليلة مستفيدة من البنوك، وهم فئة "الفي آي بي" كما تصنفهم البنوك، وتقوم بتقديم هدايا عينية لهم، وتذاكر سفر مجانية، حتى تصل هداياها لهم إلى سيارات "بي إم دبليو".
وختم الدكتور كوشك حديثه قائلاً: "نريد تنظيماً لهذه الإتاوات التي تأخذها البنوك من المواطنين، وهم مختلفون فيها، فبنك يفرض مبلغاً معيناً، والآخر أكثر منه أو أقل".
وطالب الدكتور كوشك بالسماح للبنوك العالمية بالدخول والمنافسة عندنا.
وفي المقابل، اختلف طلعت زكي حافظ، مع ما طرحه الدكتور كوشك، وأكد حافظ: أن البنوك تقوم بخدمات مجتمعية كبيرة، ومنها إسهاماتها في قضية التوطين، وفي التدريب، والتأهيل.
وقال حافظ - في مداخلته الهاتفية -: "نحن نفتخر بأبنائنا العاملين في البنوك السعودية، ونباهي بهم على مستوى العالم".
وأشار إلى أن جميع البنوك لديها خدمات اجتماعية، وميزانيات خاصة، رصدتها للخدمات الاجتماعية، وبعضها يشرف عليها مجلس إدارة البنك بنفسه.
وأضاف قائلاً: "المفترض أن نفخر ب بنوكنا؛ لأن البنوك هي العمود الفقري لاقتصاد أي بلد".
وذكر الأستاذ حافظ بأن كثيراً من البنوك كان لها إسهام واضح في كارثة جدة، وخصصت أموالاً لمساعدة المحتاجين، وقدمتم لهم مواد غذائية وغيرها.
وفي رده على ما طرحه طلعت حافظ، قال كوشك: التوطين مفروض على البنوك، رغم أنفها بقرارات وزارة العمل، ونفتخر ب بنوكنا، لو كانت البنوك حققت هذه ال من مشاريع من الخارج، ولكنها لم تحققها إلا من جيوب المواطنين.
وأضاف كوشك: "ماذا قدمت البنوك للمجتمع؟ وماذا قدمت في الكوارث التي حدثت؟ ها أكثر من 28 ملياراً، ولا نرى لها أي دور يذكر في المجتمع".