أصبح البحار العُماني محسن البوسعيدي الأربعاء 25-03-2009 أول عربي يبحر حول العالم دون توقف بعد أن أنهى رحلة قطع خلالها 41 ألف كيلومتر خلال 76 يوماً ولم تفلح الرحلة بقوارب شراعية سريعة متعددة البدن التي تعد أكبر تحد في رياضة الشراع سوى 12 مرة من قبل، وسعى البوسعيدي بهذا الإنجاز الى إحياء أمجاد البحارة العمانيين الذين جابوا بحار العالم على مر القرون.
وخاض البوسعيدي الذي لم تكن له خبرة سابقة برياضة الشراع قبل عام 2008 التحدي بصحبة طاقم مخضرم مكوّن من بحارين بريطانيين وربان فرنسي.
ويبلغ طول القارب مسندم 21 متراً وكان من قبل يحمل اسم البحارة البريطانية الن مكارثر صاحبة الرقم القياسي في الإبحار حول العالم، وانطلق مسندم من مسقط يوم الثامن من يناير/كانون الثاني في رحلته التي سافر فيها في المحيط الهندي ومر بجنوب استراليا وجنوب المحيط الهادي ثم إلى جنوب المحيط الأطلسي قبل عودته إلى عُمان.
وواجه طاقم القارب العديد من الصعوبات خلال الرحلة منها الجليد حول القارة القطبية الجنوبية وإصلاح شراع معطوب وعدة عواصف عاتية.
وبحلول ظهيرة الاربعاء بدأ أفراد طاقم مسندم عداً تنازلياً قبل بلوغ النقطة التي انتهت فيها رسمياً رحلتهم حول العالم.
وقال محسن البوسعيدي لدى وصول القارب الى عُمان، حيث كان أقاربه وأصدقاؤه في استقباله "أنا فخور فخور جداً بأن أكون أول عُماني وأول عربي يبحر حول العالم دون توقف وأكون فخوراً أكثر لو أرى العُمانيين يبحرون بعدي، لكن ليس بفترة طويلة فترة قريبة ان شاء الله".
وعبر الفرنسي لويك جالون ربان القارب عن سعادته بالنجاح في خوض التحدي والوصول إلى نهاية الرحلة.
وقال جالون "إتمام رحلة حول العالم دون توقف حول الرؤوس الثلاث الكبيرة (رأس الرجاء الصالح ورأس ليووين جنوب غرب أستراليا ورأس هورن جنوب أمريكاالجنوبية) ما شعورنا بعد مثل هذه الرحلة عبرنا خط النهاية قبل 5 دقائق ومازلنا نعيش هذه القصة سيستغرق الأمر وقتاً لنصدق هذا بالتأكيد".
وعبر البريطاني نك هوتشين عضو طاقم القارب عن شعور مماثل قائلاً "شعور رائع تختلط فيه الاحاسيس راحة كبيرة وحماس يصعب وصف الأمر حقاً، لكنني أشعر بالحماس والسرور البالغ بعد عودتنا".
ولدى رسو القارب مسندم بميناء قابوس في مسقط كان في انتظاره حشد كبير من المشجعين والمهنئين الذين استقبلوا البوسعيدي استقبال الابطال.
وعرف العُمانيون الملاحة منذ أقدم عصور التاريخ وتزامنت جهودهم مع ازدهار النشاط التجاري لحضارات ما بين النهرين ووادي النيل واكتسب العُمانيون شهرة كبحارة مهرة وساهموا بدور رئيسي في فتوحات صدر الإسلام.