طفلٌ أثقلت عليه الظروف،
وتراكمت الهموم وأورثته جسداً نحيف،
وقلبه للفرحة شغوف،
ولكنه أجل فرحته بالعيد،
بعد ان سقط أخاه شهيد،

فلم يلبس في العيد ما هو جديد،
وإنتظر فرحة عند لقاء ابيه،
لمّا يعود مع الحجاج،

يعود بعد زيارة أطهر بقعة، مهوى القلوب والأفئدة،

فإنتظر فرحة في حضن أبيه،
ليشتم فيه رائحة العزة،

علقت على الاجساد من عند بيت الله،
وتذكّر من طاف حول الكعبة،
إنتظر أن تغمره السعادة وهو يستمع من فم
أبيه
عن الشعور
الذي يختلج الصدور لمّا يكون المرء

أمام قبرٍ يرقد فيه أعظم الخلق والمرسلين،
وأمام قبور صحابته الميامين،


انتظر أن تغمره الفرحة وهو يلبس لباسٍ مكيّ،

ويعطر جسمه بعطرٍ مدنيّ فوّاح، أجّل فرحته

حتى يرتشف ماءً زمزماً حمله أباه إليه،

ليستلذ

بطعمه من لم يستطع أن يشرب منه هناك،

هكذا كان حلم صغيرنا الصغير،


حلمٌ كان يملأ قلبه سعادة يؤجلها حتى يسمع الناس ينادوا والده بِ(الحاج)،

ولكن.

يبرق هاتفٌ في أذن طفلنا الصغير،

فكان ثقيلاً على مسمعه، أسال المقل من مدمعه،



فكان صوت ابيه " يا بني، سفينتنا ضاعت،


وفي عرض البحر تاهت،
والألم تملأ قلوب

الصغار منكم ومنّا تملأ الحسرة قلوب الكبار،


وكأن الأحزان هي الأقدار"،

وصغيرنا يخشى على والده من غدر البحار،


وامواج تتقلب بين ليلٍ ونهار،
فيلوم البحر والقبطان،

وصوت ابيه من جديد"

يا بني لا تلم البحر او القبطان،

وحتى أمواج البحر هي من تحرسنا بكل حنان،


حتى انها باتت لسفينتنا رمز الأمان، ولكن.

ولكن ماذا أبتِ؟؟

لماذا تاهت سفينتكم؟؟ ولماذا لا ترسو السفينة؟؟ "

يا ولدي الموانئ هي من تاهت،
والشواطئ

هي من ضاعت،



وإشارة ممنوع الوقوف في كل الزوايا عُلقت،


وحراس لمنعها من الرسو على كل جانب


أصطفت وانتشرت"،



آهٍ يا أبتِ!!

وما بال هؤلاء الحرّاس؟؟


أليسو من البشر ومن الناس؟؟ "

بل يا بني مثلنا

وكانوا معنا على صعيد عرفات،

ذبحوا وطافوا وسعوا ورموا معنا الجمرات،

وتبادلنا معهم في العيد التهاني والتبريكات،

ولكنهم عادوا قبلنا في طائرات،

قلوبهم معنا رغم منعهم لنا،

نرى ذلك في اعينهم وفي العبرات،

ولكن سيوفهم ترفع في الوجوه،

ولا أخفيك أنها رغم خجلها من نفسها
إلا أنها لا زالت سيوفٌ تذبح،
وهي في الإتجاهين تجرح،
فحامل مقبض السيف مجروح،
ومنحر السيف في قلب المذبوح، ولكن.

وما فائدة ولكن يا أبتِ؟؟ لقد اغتيلت فرحتي بسهمٍ رمانى

هذه المرة من ارض الكنانة،

فاغتال معها فرحة اخرى لطفلٍ أخر في ارض الكنانة،

فهذا السهم اخترق قلب صاحب القوس

قبل أن يخترق قلب هدف صاحب القوس
ومن أصاب سهمه،
ولكن سيبقى قلبي معلقاً بحب ارض الكنانة وأهلها،
ومشتاقٌ لسهام الكنانة وأهلها،
وهذه المرة من غير ولكن.

D>F,YyjdJJJgj tvpJJJm NoJJJJJJvnD>F