اعزائي ..
إنّ لله وإنّ اليه راجعون
ببالغ الحزن نعلن هذا الخبر ..
فقدت الامة العربية والاسلامية بوفاة
الشاعر الفلسطيني الكبير
محمود درويش واحدا من أبرز أدبائها ومفكريها والذي وافته المنية مساء اليوم السبت، إثر تدهور حالته الصحية بعد ايام من اجراءه لعملية قلب مفتوح بمستشفى "ميموريال هيرمان" بالولايات المتحدة الامريكية.
وكان
درويش خضع صباح الاربعاء الماضي ( 6 أغسطس) لعملية قلب مفتوح تضمنت اصلاح ما يقارب من 26 سنتيمترا من الشريان الابهر (الاورطي) ، ولم تكن هذه العملية الأولى للشاعر الكبير فسبق وان خضع لعمليتي قلب مفتوح عامي 1984 و1998.
وعرف
درويش في العالم العربي بقصائده الوطنية ومنها (سجل انا عربي) و(وطني ليس حقيبة وانا لست مسافر) و(لا تعتذر عما فعلت) وغيرها. وصدر له مؤخرا كتاب يجمع بين الشعر والنثر عنوانه (اثر الفراشة).
ولد
درويش عام 1941 في قرية البروة قضاء عكا التي دمرت عام 1948 ليهاجر مع عائلته الى لبنان قبل ان تعود العائلة وتعيش في الجليل. وأجبر
درويش على مغادرة البلاد بعد ان اعتقل عدة مرات ثم عاد بعد التوقيع على اتفاقيات السلام المؤقتة.
ويعتبر
درويش واحدا من اهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين امتزج شعرهم بحب الوطن والحبيبة وترجمت اعماله الى ما يقرب من 22 لغة وحصل على العديد من الجوائز العالمية.
[TABLE1="width:95%;"]
ومن أجمل ما كتب : | [/TABLE1]
[TABLE1="width:95%;"]
أحن إلى خبز أمي | [/TABLE1]
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر فِيَّ الطفولة
يوما على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
إذا مت
أخجل من دمع أمي..
[TABLE1="width:95%;"]
بطاقة هوية | [/TABLE1]
سجّل!
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهم.. سيأتي بعد صيف!
فهل تغضب؟
سجّل!
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلّ لهم رغيف الخبز،
والأثواب والدفتر
من الصخر
ولا أتوسّل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب؟
سجل!
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقب
صبورٌ في بلادٍ كلّ ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري...
قبل ميلاد الزمان رست
وقبل تفتّح الحقب
وقبل السّرو والزيتون
.. وقبل ترعرع العشب
أبي.. من أسرة المحراث
لا من سادةٍ نجب
وجدّي كان فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسب!
يعلّمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
وبيتي كوخ ناطورٍ
من الأعواد والقصب
فهل ترضيك منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقب!
سجل!
أنا عربي
ولون الشعر.. فحميٌّ
ولون العين.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوق كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخر
تخمش من يلامسها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاء منسيّه
شوارعها بلا أسماء
وكلّ رجالها في الحقل والمحجر
فهل تغضب؟
سجّل
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضاً كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا.. ولكلّ أحفادي
سوى هذي الصخور..
فهل ستأخذها
حكومتكم.. كما قيلا؟!!
إذن!
سجّل.. برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار.. حذار.. من جوعي
ومن غضبي!!
تحيااااتي .... @@