بسم
الله الرحمن الرحيم
ورحلت أم علي
والدة الجميع
كنت على وشك الإيواء إلى فراشي كعادتي كل ليله رمضانية
من شهر
الله الفضيل كانت ليلة الجمعة / السبت الثاني والعشرون من هذا الشهر 000
كان الهدوء قد أناخ رحاله000
والسكينة ضربت أطنابها 000
والنعاس يداعب الجفون وفجأة000
تعالت رنات الثابت كاسرة هدوء المكان000
حقيقة كانت تجتاحني هواجيس مقلقه كلما طرق سمعي رنات هاتف في ساعات سحر أولي كهذه
وكنت أتمتم عسى خير
كان على الطرف الأخر العزيز عبدالرحمن العماش000
وصدقت هواجسي ورحلت أم علي
وكانت دمعة000 أكبر من كل مشهد000وأصدق من كل تعبير
رحلت بعد سهد وعناء جسدي000وطول معاناه000وكبد وأنات
رحلت النفس المطمئنة إلى عليين إن شاء
الله
حيث راحة أبديه
تحت ظل رحيم كريم
قابلت الأخ/علي قبيل أسابيع وسألت عن حالة الوالدة أجاب
تحت الأجهزة
دعوت لها بحسن الختام000ووارف الجنان000ورقدة سلام
كنت كلما لاحت فرصة في هذه الأزمنة المادية العفنة أنخت ركاب سيارتي
عند بابها
رحمها الله
أطرق الباب000 وبعد الأذان أدلف حيث كانت تجلس على سريرها
متجللة ثوب الصلاة
لاهجة بالدعاء والأذكار
أقترب وأقبل الرأس الغالي000كانت بمثابة أم ثانية لنا جميعاً
كنت كلما مر طيف والدتي بخيالي كانت أم علي بجانبها رحمهما الله
توقفت عند خبر الوفاة
وعادت بي عقارب الزمن نصف قرن تقريبا000
حيث الشوارع المتربة000ولحظات الشقاوة في شارع الخر (الشانزليزية)
خلال حقبة الثمانين الهجرية000
وسراديب ذلك البيت الطيني العتيق
كنا وكانت أم علي وأم
العماش بلغة ذلك الزمان
كانت الصدر الحنون
والحضن الدافئ
الذي طالما كفكف دمعه000وهدد خاطر000وجبر عثره صغير
كانت معنا سحابة كل يوم تقوم بمهام الأم من أهتمام ورعاية
وحتى وصلت إلى درجة الرضاعة
في ظل مشاغل والدتنا
رحمها الله في متجرها الصغير
(متجر هاوردز)
حيث كانت الساعد الأيمن للوالدة في إنجاز عمل أو خدمة زبون
وشكلت الاثنان ثنائي
ذلك الزمان
أم المطلق000وأم العماش
في عالم الأقتصاد000وتنوع التجارة000وسهولة التعامل000
كانت بمثابة نجده عاجله000وخدمات طوارئ 24/24
كلما دعت الحاجة أو طرأ طارئ
تحملتنا بكل شقاوتنا وشقوتنا000
عنفوان تقلبات أمزجتنا000
كانت
رحمها الله جزء من تاريخنا البسيط000
وجزء من كل تفاصيل حياتنا 000
وركن من أركان منزلنا العتيق000
شاركتنا كفكفة دموع وشهقات وأنات ذلك الزمان
سوف تبقى أم علي
قابعة في ذاكرتنا وسويداء قلوبنا
كانت اللمسة العطرية التي جملت وعبقَت أجواء حياتنا
سحابة الصيف التي بللت جفاف عروقنا
الطيف الليلي الذي أوقد شموع أمالنا
القلب الكبير الذي أتسع كل شغبنا ومشاغباتنا
إلى جنان الخلد أم علي000والكل على نفس الدرب فالبشر خلق
والموت حق
ما أجمل لقاء الخالق في شهر فضيل 000وليلة عشر سماوية جليله
وليلة قدر متوقعه وجمعة فضيلة وجسد طاهر عفيف
طبت حيه وميته يا منيرة الابراهيم الدغيم
حفظ
الله الجميع
محمد إبراهيم الغفيلي – أبو نوف - الرس
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك