عبير الرجباني- سبق- الرياض: أكّد الدكتور عبد الله الطويرقي – عضو مجلس الشوى السابق - أنه توجد "مافيا" فساد في المملكة، تعوّق التنمية، وتنهب مقدرات الوطن، قائلاً: "نحن أمام فساد ممنهج وواضح، وتوجد لدينا "مافيا" فساد، تنهب البلد وأمواله ومقدراته بشكل غير طبيعي، وأنا مسؤولٌ عن هذا الكلام".
وحول دور نزاهة في مكافحة الفساد، قال الطويرقي: رئيس نزاهة يقول عن القضايا السابقة إنه ليس لديه أدلة تثبت تورّط أحد، وها هي الآن قضية تبوك أدلتها واضحة، فليخرج لنا المتسبّب فيها.
وإن لم تتحرّك نزاهة الآن فعليها السلام! جاء ذلك في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج حراك الذي يبث عبر قناة فور شباب، وناقش فيه الإعلامي عبد العزيز قاسم كارثة سيول تبوك الأخيرة، وحملت الحلقة عنوان: "السيول تُلحق تبوك بجدة"، بمشاركة الدكتور علي عشقي الباحث في مجال البيئة، والدكتور عبد الله الطويرقي عضو مجلس الشورى السابق، وعدد من المواطنين المتضررين من سيول تبوك، والإعلامية هالة حكيم.
وقال الدكتور عبد الله الطويرقي: "حجم الدمار الذي سبّبته أمطار بمنسوب 20 مل يدل على أن ليس في تبوك بنية تحتية، ولا حتى توجد بنية فوقية، أعني بذلك منشآت الجسور والكباري".. مؤكداً أن التضرر الذي حصل لم يكن في الأحياء العشوائية، أو الأحياء التي تقع في بطون الأودية.
وقال الطويرقي: "البنية التحتية غير مكتملة ومغشوشة، وما نُفذ منها كان سيئاً جداً، وأنا أحمّل الأمانة المسؤولية كاملة، ولا ألوم الدفاع المدني لأنه وجد نفسه أمام كارثة حقيقية".
واستغرب الطويرقي من التعاطي الإعلامي غير الشفاف مع الكارثة، وأضاف قائلاً: "مع الأسف الصحافة والإعلام لم تقم بدورها، وقد غطت على المأساة، وربما يكون سبب ذلك أنهم أتتهم تعليمات ألا يكتبوا عن كارثة تبوك".
مضيفاً: "سترون العجب العجاب من المفسدين، أمانات المدن فيها فساد غير طبيعي، وهناك مجموعة هدفها تدمير المدن، وإذا لم نستطع الوصول إلى الهوامير المسؤولين عن كارثة جدة فهل سنصل إليهم في كارثة تبوك؟!".
وقال الطويرقي: "هناك فساد في جهات متنفذة في الإمارة، وفي الأمانة، وفي وزارة النقل، ونحن قد وثقنا بشركتين أو ثلاث وأعطيناها مشاريع البلد بلا رقابة ومحاسبة، والحل من وجهة نظري أن تُعطى مشاريع المدن لشركات أجنبية، لتعيد تأهيل البنى التحتية، ويجب ألا نثق بشركات الداخل. أناشد خادم الحرمين الشريفين أن يتدخّل مباشرة لحماية المواطنين".
من جهته توقع الخبير البيئي الدكتور علي عشقي حدوث كوارث في السعودية بسبب السيول وغيرها، عازياً سبب ذلك إلى التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وأبدى الدكتور عشقي، تأسفه من عدم وجود بنية تحتية في المملكة العربية السعودية، قائلاً: "أمطار تبوك لم تكن غزيرة، بل كانت 20 مل فقط، ولكن مع الأسف لا توجد بنية تحتية، ولذلك حدث ما حدث. أنا أتحدّى إن كان في تبوك بنية تحتية".
وأوضح الدكتور عشقي أن العلماء قد حذّروا من التغيرات المناخية، مضيفاً: "حذّرنا أكثر من مرة من هذه التغيرات المناخية، وقلنا لا بد من أن يكون عندنا بنية تحتية".
وأكد أن الدولة لم تقصر من حيث تقديم الإمكانات والمال، ولكن الذين يقومون على مشاريع البنى التحتية قد دأبوا على الكذب والتدليس. ولم يتقيدوا بالمواصفات العالمية للبنى التحتية.
وأضاف: "لو ضربت الدولة بيدٍ من حديدٍ على المفسدين لما تكرّرت سيول جدة مرة أخرى، ولما حدث ما حدث بتبوك". مؤكداً عدم ثقته في نزاهة، لأنه لم ير لها أي دور يُذكر.
وتساءل الدكتور عشقي: "لماذا لم يعلنوا حالة الطواري كما يحدث في باقي الدول العالمية عندما تحدث في بلادهم كارثة؟ لماذا لم ينزل الحرس الوطني والجيش الوطني السعودي؟".