تشعر الولايات المتحدة بقلق متزايد بشأن المخاطر التي يتعرض لها المدنيون في أوكرانيا، وفقًا لثلاثة مسؤولين أميركيين كبار بالإضافة إلى برقية لوزارة الخارجية حصلت عليها موقع بوليتيكو.
وبعد أيام قليلة من جلوس المسؤولين الروس والأوكرانيين للتفاوض بشأن الممرات الإنسانية، ظلت معظم طرق الإخلاء مغلقة بسبب تصاعد الهجمات الروسية.
ويقول المسؤولون الأميركيون والمنظمات الإنسانية إن مئات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في البلاد قد لا يتمكنون من الوصول إلى المساعدات الضرورية أو إيجاد ممر آمن في الأسابيع المقبلة، وإن الوضع على الأرض يبدو أنه يزداد سوءًا وفقا للتقرير.
وعلق مايكل كاربنتر سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: "إذا نظرت إلى كيفية تصرف روسيا عسكريًا في غروزني بالشيشان في التسعينيات أو كيف تصرفت في سوريا على مدار السنوات القليلة الماضية، ترى أن الاستخدام العشوائي للمدفعية والقوة الجوية متسق من حيث كيفية تعامل روسيا مع هذه الصراعات".
وتابع: "أستطيع أن أقول على وجه اليقين أن الكثير من المدنيين في أوكرانيا يُقتلون بالصواريخ والمدفعية والطائرات الروسية، ولدينا تقارير موثوقة تفيد أن روسيا تستهدف عمداً أهدافاً مدنية".
وأفاد العاملون في المجال الإنساني إن القوات الروسية تهاجم المنشآت الطبية والمناطق السكنية والبنية التحتية الحيوية مما يجعل من الصعب على مجموعات الإغاثة العمل بحرية داخل البلاد.
وأثار المسؤولون الأميركيون احتمال أن يستمر الصراع في أوكرانيا لسنوات، مع عواقب إنسانية مماثلة لتلك الموجودة في سوريا، إذا واصلت موسكو محاولة إجبار أوكرانيا على الخضوع من خلال تحويل مدنها إلى ركام ومهاجمة شعبها.
وحتى الآن فر أكثر من مليوني أوكراني بالفعل عبر الحدود الغربية للبلاد، وتقدر الأمم المتحدة أن الصراع ربما يخلف 4 ملايين لاجئ و 6 ملايين نازح داخليا.
وأشار دبلوماسي أميركي رفيع بشكل خاص إلى أن روسيا يبدو أنها تستهدف بشكل متزايد "البنية التحتية الحيوية وهي مياه الشرب والكهرباء وأنابيب الغاز"، مما يجعل من الصعب على المدنيين المحاصرين في منطقة القتال البقاء على قيد الحياة.
وحذرالدبلوماسي من أن "إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن محدودة فيما يمكنها فعله للمساعدة في إبقاء ممرات المساعدات مفتوحة".
وفي برقية وزارة الخارجية ، المرسلة من موظفي السفارة الأميركية في كييف في 8 مارس، أعرب المسؤولون الأميريكيون عن قلقهم بشأن الهجمات المتزايدة على المناطق المدنية ، بما في ذلك المستشفيات، وقدرة الأوكرانيين على الوصول إلى الممرات الرئيسية.
وجاء في البرقية: "لا تزال معظم الممرات مغلقة". وحذرت البرقية من انحسار قدرة الأوكرانيين على الفرار من ماريوبول، فيما يحاصر الجنود الروس المدينة الواقعة في جنوب شرق البلاد.
وقالت البرقية: "أطلقت القوات الروسية النار مرة أخرى على الممر المؤدي إلى خارج ماريوبول، واحتجزت ما يصل إلى 300 ألف من الذين تم إجلاؤهم، كرهائن في المدينة".
وبعد ساعات من إرسال البرقية إلى واشنطن، أصابت نيران المدفعية الروسية مستشفى للولادة في المدينة كان من المفترض أن يكون خاضعًا لوقف إطلاق النار، ما أدى إلى إصابة 17 شخصًا وقتل 3 ، بينهم طفل واحد على الأقل ، وفقًا لمسؤولين محليين.
كما واصلت روسيا شن هجماتها على ضواحي كييف بقصد الاستيلاء على العاصمة. ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق بشكل خاص بشأن المدنيين الذين بقوا في المدينة، حيث تستعد القوات الأوكرانية لـ "هجوم متوقع" من قبل الروس، وفقًا لما ورد في البرقية.
وقال كاربنتر: "الوضع في كييف مصدر قلق كبير، وربما يسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين أيضًا".
وأضاف: "الروس بالتأكيد يتقدمون في كييف، وهي مدينة كبيرة يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 3 ملايين شخص وسيدافع معظم سكانها عن وطنهم حتى النهاية. وهذا أمر ملهم، لكنه ينذر أيضًا بنزاع دموي في الأيام والأسابيع المقبلة".