عبدالله القرشي ـ مكة المكرمةرحل جمال تونسي أخيرا من الوحدة بعد أكثر من أربعة مواسم قضاها رئيسا للنادي، تحمل خلالها الكثير من المعاناة وصبر على جملة من المتاعب المالية والصحية من أجل أن يقدم للوحدة شيئا يعيد للنادي أمجادة السابقة. وكانت المؤشرات توحي بعودة قوية للوحدة من جديد وبعد غياب أكثر من 40 سنة إلى منصات التتويج ولكن الآمال تلاشت والطموحات تراجعت جعلت النادي منذ الموسم الماضي يعيش أوضاعا غير مطمئنة.
وشهد البيت الوحداوي في الآونة الأخيرة توترات متلاحقة أثرت على استقرار النادي وأربكت موازين فريق كرة القدم الأول, و تفاقمت الأوضاع عقب انتقال اللاعب عيسى المحياني للهلال وهو مازاد من مساحة التوتر في النادي وأثر بصورة سلبية على الوضع العام, كل ذلك كان سببا كافيا لإعلان جمال تونسي استقالته وتقديمها للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد والذي وافق عليها بعد إصرار التونسي على الرحيل لظروفه الصحية.
التونسي خص «عكاظ» بحوار الوداع والذي كشف من خلاله الكثير والكثير عن كل ما يتعلق بالشأن الوحداوي:قناعة كاملة أخيرا قدمت استقالتك رغم التوقعات باستمرارك حتى نهاية فترة تكليفك بنهاية الموسم الحالي .. ماذا حدث؟
أولا أحمد الله كثيرا على هذه الخطوة التي أقدمت عليها بقناعة كاملة واعتبرها كرما من الله علي واعتبر قبول استقالتي هدية غالية من الأمير سلطان بن فهد, فأنا تعبت كثيرا وضحيت بالغالي والنفيس من أجل عيون الوحدة ولكن للأسف لم أجد التقدير وهذا ما دفعني وبكل قوة لتقديم استقالتي إلى سموه.
ماذا جرى في مقابلتك الأخيرة مع الأمير سلطان بن فهد؟
أطلعته على جميع التفاصيل والمستجدات الأخيرة ثم طلبت منه أن يكرمني بموافقته على استقالتي لظروفي الصحية وأحمد الله على تحقيق طلبي فأنا في قمة سعادتي وسروري كبير فربما يأتي من بعدي رجل قادر على تحقيق طموحات الوحداويين. بعد قبول استقالتك فورا ظهر على محياك سرور كبير وكنت في قمة نشوتك وسعادتك فما سر هذا الفرح؟
الخارج من رئاسة الوحدة (مولود) فمعاناة أربع سنوات ليست بالشيء البسيط لقد تحملت الكثير من الضغوط وقدمت جملة تضحيات على حساب صحتي وأعمالي الخاصة وأسرتي في المقام الأول وقد لا تصدق أن زوجتي أم رامي حفظها الله عندما علمت بنبأ استقالتي زغردت كثيرا فرحا برحيلي من النادي ولهذه جاءت سعادتي مع أسرتي كبيرة لأنهم كانوا أقرب الناس لي وأكثرهم إحساسا بمعاناتي. لماذا لم تستمر حتى نهاية فترة تكليفك؟
للأسف الأجواء غير صحية فهناك من يحيك المؤامرات ويسعى للتخريب, فعندما نتقدم خطوتين نجد أن هناك من يضع العراقيل بهدف إرجاعنا عدة خطوات للخلف والمتضرر هو نادي الوحدة بالطبع, ونحن لم نر منهم خيرا وفي نفس الوقت لم يكفونا شرورهم.
عملت بإخلاص فشلت في تحقيق ما يطمح إليه محبو الوحدة.. لماذا؟
يعلم الله أنني كنت تواقا لرؤية الوحدة في مقدمة الركب وأتشوق كثيرا لعودة أمجاد الوحدة, لذلك عملت بكل إخلاص وبذلت كل ما في وسعي وبكل جدية وكنا على مشارف تحقيق الحلم ولكن التوفيق لم يحالف الفرسان في الموسم ماقبل الماضي, وكان بالإمكان الظهور بشكل أفضل لكننا صدمنا بصدود كبير من كبار الوحداويين وعدم التعاون, واليد الواحدة كما يقال لا تصفق ثم تكررت محاولاتنا لتصحيح الوضع ومعاودة الظهور من جديد, لكننا فوجئنا بمؤامرات ودسائس تحاك في الخفاء وظهرت محاربتهم لنا علنية حتى وصل بهم الحال إلى تجنيد بعض الأقلام لمحاربة الإدارة والسعي الحثيث لاصطياد الأخطاء وتتبع العثرات, وكان هدفهم الوصول إلى كرسي رئاسة النادي بأي وسيلة رغم أنهم وللأسف ليس لديهم انتماء لنادي الوحدة وميولهم الرياضية يعرفها القاصي والداني, ومن المحزن حقا أن البعض خدع منهم وانجرف في تيارهم لتأييدهم ومناصرتهم ضد إدارة جمال تونسي لكن حقيقتهم انكشفت أخيرا في موضوع اللاعب عيسى المحياني, فبعد أن وعدوا بدعم صفقة استمراره جاء انسحابهم المفاجئ ليضع العديد من علامات الاستفهام أمام جماهير الوحدة ويكشف لهم نواياهم ومقاصدهم أمام الملأ. بصراحة هل أنت مقتنع بما قدمته للوحدة خلال المواسم الماضية؟
أعتقد أنني اجتهدت وحاولت والحمدلله وفقت كثيرا في الوصول بفريق الوحدة للتمثيل الخارجي لموسمين متتالين ولأول مرة في تاريخ النادي, ثم في عهدي وصل الفريق للمركز الثالث في الدوري الممتاز ولو حالفه التوفيق لصعدنا للنهائي ولتحقق الحلم المنتظر, ثم يشرفني أنه خلال فترة رئاستي وصل حوالى 12 لاعبا للمنتخب الأول وكثير منهم كانت له مشاركته الفعالة, هذا بخلاف المنتخبات السنية التي مثلها عدد من نجوم الوحدة الصغار, إضافة لصعود فريق الطائرة للدرجة الأولى لأول مرة وحاليا ينافس على الصعود للدوري الممتاز, وتصدر فريق كرة اليد الأول الدوري الممتاز إضافة للألعاب الأخرى, وكان طموحي الكبير أن يحقق فريق كرة القدم الأول البطولات ولكن لم يحالفه التوفيق وإن شاء الله وبالنجوم الحاليين الفريق قادر وبإذن الله على تحقيق طموحات جماهير الوحدة الحبيبة في المستقبل القريب.
أنا بريء أنت المتهم رقم واحد في التفريط بمكتسبات النادي عندما رحل في عهد إدارتك أبرز اللاعبين ناصر الشمراني وأسامة هوساوي ولحق بهما مؤخرا المهاجم عيسى المحياني؟
يعلم الله أنني كنت من أشد الحريصين على استمرار هؤلاء النجوم في صفوف الفريق ولكن للأسف لم أجد من يدعمني في هذه المهمة ولم يقف أحد بجانبي فقد تخلى الوحداويون المؤثرون عن أداء واجبهم نحو ناديهم أضف إلى ذلك أن نظام الاحتراف سهل من مهمة انتقال لاعبينا إلى الأندية الأخرى فأما أن توفر للاعب ما يطلبه أو يرحل. هذا يعني أنك تبرئ ساحتك وتحمل المسؤولية لأعضاء شرف النادي؟
في كل الأندية وخاصة الكبيرة نجد أن أعضاء الشرف هم الذين يتكفلون بالأعباء المالية ويتحملون مسؤولية تطوير فرقهم فيتصدون لمهمة تجديد عقود اللاعبين وشراء عقود آخرين من الأندية الأخرى, ولكن في نادي الوحدة نفتقد لمثل هذا الدعم وقد حاولت معالجة مثل هذه الأزمات فبدأنا بإعارة بعض اللاعبين قبل موسمين رغم المعارضة التي واجهناها من أجل توفير مبالغ لتجديد عقود عدد من نجوم الفريق والمحافظة على استقراره, وسارت الأمور على خير ما يرام حتى جاءت مشكلة تجديد عقد اللاعب ناصر الشمراني فتم إبلاغ الوحداويين بالخبر وحذرنا من مغبة التفريط في مثل هذا النجم وكانت لنا محاولات مستميتة وشكلنا لجانا لجمع التبرعات لتوفير مقدم عقد للاعب, ومع الأسف لم تثمر محاولاتنا بعد أن ترددنا على بيوت الوحداويين الذين كنا نتعشم فيهم خيرا, ولم نحصل إلا على مبلغ ضئيل لم يتجاوز 275 ألف ريال وهو ما أجبرنا على بيع عقده للشباب, لنستفيد من المبلغ في المحافظة على نجوم آخرين بتجديد عقودهم التي كانت على وشك الانتهاء, ثم تكرر السيناريو من جديد ولم ننجح بتجديد عقد المدافع أسامة هوساوي بسبب الأزمة المالية ليذهب للهلال.
قائمة الانتقال ولماذا غادر المحياني الوحدة على الرغم من أن امكانية استمراره في صفوف الفرسان كانت قائمة؟
بدأت شخصيا في إقناع عيسى المحياني بعرض يصل إلى 8 ملايين ريال لمدة 5 سنوات ولكن اللاعب تحجج بطول فترة العقد ثم تقدمنا له بطلب جديد يصل إلى 6 ملايين ريال لمدة 3 سنوات لكنه استمر في رفضه وأكد على رغبته في الانتقال إلى ناد من أندية المقدمة يحقق معه طموحاته التي ينشدها ورغم هذا لم نيأس فقدمنا له عرضا مغريا يصل إلى 5 ملايين ريال لمدة سنتين فقط ولكن اللاعب واصل رفضه البقاء في الوحدة وأصر على الانتقال تحديدا لفريق الهلال رغم أن العرض النصراوي الذي وصلنا بلغ 30 مليون ريال منها 10 ملايين ريال للاعب وكانت قابلة للزيادة لو وافق على عرض النصر ونحن أمام هذه التحديات وخسارة الوحدة لصفقة كبيرة لم يكن أمامنا من خيار سوى وضعه على قائمة الانتقال حسب أنظمة الاحتراف. لكن اللاعب ذهب للهلال بثمن بخس بسبب ضعف العرض الذي قدمته للجنة الاحتراف وتكتمت عليه خوفا من التسريب؟
للأسف ذهب اللاعب بتراب الفلوس والسبب هو عدم وفاء من تكفل بتقديم 50 % من قيمة مقدم العقد كما وعد به مما جعلني مضطرا لدفع المبلغ من جيبي الخاص. هل صحيح أن عضو الشرف خالد المطرفي وعد المحياني بشيك مفتوح في حالة موافقته على التجديد للوحدة؟
المطرفي للأسف لم يلتزم بدفع ما وعد به والذي يعادل نصف الـ 30 % من قيمة عقد تجديد عقد المحياني, لكن قصة الشيك المفتوح هذه جاءت بعد أن تأكد من رغبة المحياني بعدم الاستمرار في الوحدة وهي بمثابة تمثيلية مكشوفة كان المطرفي يهدف من ورائها لكسب مزيد من الأصوات الوحداوية قبل منافسات الانتخابات المقبلة والتي تم تأجيلها إلى العام القادم باذن الله بعد قرار أمير الشباب بتشكيل مجلس إدارة جديد عقب استقالتي الأخيرة.
الإدارة المقبلة ماذا تتوقع للإدارة الجديدة؟
والله أتمنى من كل قلبي أن يأتي من هو أفضل من جمال تونسي. فالإدارة الجديدة تحتاج للدعم والمؤازرة من رجالات مكة المكرمة. وما الذي تخاف منه على إدارة النادي المقبلة؟
الذي أخشاه أن تواجه الإدارة الجديدة ما واجهناه طوال المواسم الماضية فتبقى المشكلة كما هي وتستمر المعاناة إلى مالا نهاية فالمطلوب الوقوف بكل قوة مع الإدارة حتى تتمكن من تحقيق النجاح المنتظر. لماذا اخترت هذا التوقيت للرحيل من الوحدة؟
لأن انتقال النجم المحياني من الوحدة سبب لي إحباطا نفسيا كبيرا ولذلك قررت أن أغادر النادي مكرها, فعندما عجز رجالات الوحدة عن الوفاء بالتزاماتهم تجاه ناديهم وعندما فقدت الأمل نهائيا في إصلاح الحال لم يكن أمامي سوى الرحيل.
نواياهم مكشوفة هل كانت لديك حلول من أجل الإبقاء على المحياني ومنعه من الانتقال للهلال؟
صدقني لو تركوني على حالي لتصرفت بما يحقق مصلحة النادي, لكنهم واجهوني بالرفض واتهامي بالتفرد, حتى ذهب المحياني من أيدينا بكل سهولة ونحن نتفرج. فقد كنت أخطط لإعارة اللاعب أحمد الموسى للشباب بـ 4 ملايين ريال حتى نهاية الموسم بعد أن أعرنا علاء الكويكبي للنصر بـ 3 ملايين ريال, وذلك من أجل الاستفادة من مبلغ الصفقتين للإبقاء على المحياني بعرض كبير بعد وضعه على قائمة الانتقال وبعد أن ضمنا عودة الكويكبي والموسى منذ بداية الموسم الجديد, لكن كل المحاولات لم تفلح في إقناع المعارضين لإعارة الموسى ولم يف من تكفل بالمساهمة في الإبقاء على اللاعب عيسى المحياني فحدث ما حدث. واجهت في الآونة الأخيرة وبالتحديد هذا الموسم موجة من الانتقادات ومطالبات جادة بترك النادي لغيرك؟
للأسف هناك من يسعى للتخريب ويحرك المياه الراكدة ونحن نعرفهم شخصيا ونعرف أهدافهم ونواياهم التي أصبحت فيما بعد مكشوفة للعيان وأعتقد أن سعيهم لن يهدأ وتحركاتهم لن تتوقف ما لم تتحقق أهدافهم الشخصية والله يستر من القادم. يقال أن لك في ذمة النادي مبلغا يصل إلى 10 ملايين ريال فهل هذا صحيح؟
نعم هذا صحيح.
لن أسامحهم ماذا تقول لمن أساء لك؟
في الحقيقة لم أتوقع أن يقابلني بعضهم بمثل هذا الجحود والنكران فمن نال من شخصي بما لا يليق وتجرأ للطعن في الذمم واتهمني بما ليس في فلن أسامحه أبدا وبيني وبينه الله فهو حسيبه. من ترشح لرئاسة النادي بعد رحيلك؟
هذه مسؤولية مجلس الشرف والتنفيذي لاختيار الرجل الكفؤ تنفيذا لتوجيهات أمير الشباب الذي وجه بتشكيل مجلس إدارة جديد لمدة عام وأتمنى التوفيق للجميع. ماهي المواصفات المطلوبة في الرئيس الجديد؟
الأهم أن يكون مقتدرا ماليا خاصة وأن الظروف الوحداوية لن تستطيع أن تحقق النجاح المطلوب للنادي. هل ستقطع صلتك بالوحدة بعد ترجلك عن كرسي رئاسة النادي؟
سأكون مع النادي قلبا وقالبا فهو عشقنا الكبير ولا يمكن التخلي عن وحدتنا في أي وقت.
المواضيع المتشابهه 
جمال تونسي يؤكد أن زوجته «زغردت»بعد الاستقالة :((حوار)) 
العرض الشجري
