الرياض كانت فيما مضى مدينة جميلة وآخر عهدي بذلك الجمال حينما كنت مقيما بها عام 1426 هجرية قبل أن أرحل عنها .. الرياض مع الأسف تعد واحدة من أعلى المدن نموا سكانيا في العالم لكن دون تخطيط مدروس وإنما تسير الأمور كما في غيرها بالفوضى وليس بالبركة ومشي حالك كما يقال وفقا للدراسات فمن المتوقع أن يكون عدد السكان حاليا نحو 6 ملايين نسمة وليس هناك رقم دقيق عن عدد الأجانب من هذه الستة ملايين البعض يقول 3 ملايين مواطن و3 ملايين أجنبي والبعض يزيد ويُنقص وإن كنت شخصيا ووفقا لما اشاهده أن نسبة الأجانب أكثر ربما يكون العدد 4 ملايين أجنبي و2 مليون مواطن والله أعلم صاحب هذا النمو السكاني العديد من الظواهر السلبية والخطيرة لعل من أبرزها التلوث وخصوصا تلوث الهواء يمكن ملاحظة هذا الأمر بوضوح للقادم من خارج الرياض فلقد رأيته بعيني عندما دخلت الرياض وكنت قادما من الأحساء قبل أيام مرورا بطريق خريص المحاذي لطريق الدمام الرياض السريع وهذا الأمر له تبعات خطيرة على صحة الناس عند من يهتم بذلك ممن بأيديهم القرار إن كان هناك فعلا من يهتم بها ممن سيحاسبه الله يوم الحساب !! أيضا من أبرز الظواهر السلبية هي الازدحام الذي لا يطاق وخصوصا في مناطق محددة ومعروفة ولا أدري أين كان التخطيط وقراءة مضامين المستقبل عن إمارة الرياض وأمانتها بل حتى عمن هو أعلى منهما سلطة !! حين لم يكتشفوا وبعد عقود طويلة أن المدينة الأضخم في البلد والتي يفترض فيها أنها عاصمة البلد بحاجة إلى مشاريع نوعية وضخمة تجعل الحياة في البلد لا أقول ممتعة بل على الأقل ممكنة ! أيضا من أبرز الظواهر السلبية والخطيرة وقد أشرت إليه سابقا طغيان عدد الأجانب وزيادتهم وما رافق ذلك من انفلات وجرائم وفوضى خطيرة فالهدف المقدس لدى معظمهم هو المال وجمعه بشتى الطرق والوسائائل وشعارهم الغاية تبرر الوسيلة !! أما مصلحة البلد والمحافظة عليها وعلى أمنها فإلى حيث ألقت !! أنا لا أعمم ففيهم أناس طيبون مجتهدون في كسب رزقهم بالحلال وأفادوا البلد واستفادوا منها مع محبتهم للبلد ومراعاتهم لمكانتها الخاصة لكنهم مع الأسف مغمورين في خضم الأكثرية السيئة سأعطيكم مثالا واحد من زيارتي الأخيرة حتى لا يكون الكلام مرسلا وعلى عواهنه ... صليت مغرب يوم الأربعاء 11/3/1434 هـ في أحد مساجد العليا ( المسجد يقع في الحي الذي خلف عمائر السيركون) وبعد نهاية الصلاة خرج المصلون ليجدوا أمامهم بسطة يباع عليها أنواعا مختلفة من الضائع البائع أجنبي والمشترين أجانب ليس هذا هو المهم والمحزن في الأمر المحزن هو أن البائع هو عامل المسجد نفسه !! :hawamer1312 والأشد إيلاما ووقعا على النفس أن العامل قام بعد أن فرغ من مهمته بإدخال البضائع إلى الغرفة الداخلية في المسجد وبكل جرأة ووقاحة أمامي وأمام من يشاهده دون خوف بل حتى عندما أنكرت عليه رد عليّ بكل جرأة ووقاحة لا تدل إلا على استرخائه وأمنه من المحاسبة وكذلك على الانفلات المريع والمتنامي الذي تعيشه البلد برمتها وليس الرياض فقط ! ( ملحوظة : من كان من أهل الرياض وقلبه على البلد ويريد الإنكار على هذا العامل أو التبيلغ عنه فليراسلني على الخاص مع صرت أشك في أن أحدا تهمه مصلحة البلد !!) :hawamer3212 أيضا من الظواهر السلبية والخطيرة والتي آلمتني كثيرا هي ظاهرة الانفلات وغياب النظام وشيوع الفوضى وتطبع الجميع على ثقافتها مواطنين و وافدين بل حتى إن بعض أهل الخليج الذين يفترض فيهم الانضباط قياسا على مستوى الرفاهية التي هم فيها قياسا بنا وأجواء النظام التي يعيشونها قد تجرؤوا على مالا يفكرون على فعله في بلدانهم وخاصة بلدا منظمة كقطر رأيت قبل أيام عندما كنت أسير بجوار محل بساتين القصيم في حي المروج شمال الرياض ( محل معروف بييع الخضار المجلوبة من القصيم) سيارة قطرية فارهة تقف أمامي عند الإشارة وفجأة رأيت صاحبها ينزل الزجاج قليلا ليقوم وأمام الملأ بإلقاء قمامته في الشارع !! :hawamer1912 فتحركت فورا وحاذيته ونبهته أنني أريد الحديث معه وبالفعل دار بيني وبينه الحوار التالي أنا :السلام عليكم هو: وعليكم السلام أنا :حياك الله هو: الله يحييك أنا : ممكن سؤال لو تكرمت ؟ هو: تفضل قالها وهو مبتسم أنا: هل تستطيع أن تلقي زبالتك وأمام الناس وعند الإشارة عندما تكون في قطر ؟! :hawamer5112 هو: .... صمت... ( لم يستطع أن يجيب ربما أن السؤال كان صاعقا ومفحما ) لم يملك إلا أن يطرق خجلا ويسكت حتى أضاءت الإشارة ومضى في حال سبيله !! أيضا من الظواهر السلبية التي رأيتها ظاهرة شيوع التبرج وانكسار هيبة الأخلاق وفشو الدياثة وتطبع الناس عليها شيئا فشيئا مما لا معنى له إلا أن الميدان صار متاحا لفشو الرذيلة وتقبل الناس لها شيئا مما يشي بضعف تعظيم الله الجبار وقلة الخوف منه ومن عقابه ... لم تكن الرياض بهذا السوء في هذا الجانب تحديدا أما الآن فلا أراها تختلف كثيرا عن جدة بل إن الوضع في جدة أراه أخف وأيسر من جهة أنه قديم ومبني على ثقافة أشبه بالتحررية أما الرياض فوضع التركيبة السكانية ونمط الثقافة السائد مختلف فعندما تنافس الر ياض جدة في هذا الميدان السيء فلا شك أنه هذا أمر سيء ومشعر بخطر داهم !
وفي الختام ....
لا أبلغ ولا أروع ولا أشد تأثيرا من كلام الله عز وجل :
سورة النحل: