بما يشبه الإقرار غير المباشر بتورط "محور المقاومة" في إشارة إلى الفصائل الموالية لإيران في العراق، في استهداف المنطقة الخضراء، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة إلى التصدي لمحاولة استهداف البعثات الدبلوماسية في البلاد.
ففي تغريدة على حسابه على تويتر، ليل الاثنين/الثلاثاء، دعا الزعيم الشيعي حكومة مصطفى الكاظمي إلى عدم الوقوف مكتوفة الأيدي أمام الهجمات الصاروخية التي تستهدف البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وقال: "أرى أن استعمال السلاح والقصف واستهداف المقار الدبلوماسية في العراق يزداد ويتعاظم، فيزداد ويتعاظم الخطر على أرواح المدنيين من الشعب العراقي وتهون هيبة الدولة أكثر وأكثر".
تلميح لتورط الميليشيات الولائية
كما تساءل، ملمحا إلى تورط الميليشيات "الولائية": هل ترويع المدنيين والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر يتلاءم مع المقاومة أم يشوه سمعتها؟
أتى ذلك بعد أن تعرضت المنطقة الخضراء، وسط العاصمة العراقية بغداد مساء أمس الاثنين، لهجوم بصواريخ خلف أضرارا مادية.
وذكرت أجهزة الأمن العراقية في بيان أن صاروخين على الأقل سقطا داخل المنطقة الخضراء حيث تقع مقار السفارات الأجنبية ومنها الأميركية.
فيما قال مصدر أمني داخل المنطقة الخضراء لوكالة فرانس برس، إن نظام الدفاع المضاد للصواريخ في السفارة الأميركية لم يطلق النار لاعتراض الصواريخ لأنها لم تكن موجهة لتسقط داخل المجمع الدبلوماسي.
كما أوضح أن صاروخًا واحدًا على الأقل أصاب مقر جهاز الأمن الوطني العراقي القريب من مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية، ما ألحق الضرر بعدة سيارات متوقفة في المكان.
يذكر أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها على الفور عن الهجوم لكن الجيش قال إنه حدد موقع إطلاق الصواريخ في حي شمال بغداد.
تحذير أميركي لإيران
وبعيد هذا القصف حذّرت الولايات المتحدة إيران من أنها ستحمّلها "المسؤولية" عن أفعال أتباعها في العراق، لكنّها أكدت في الوقت نفسه أنها لن تسعى لتصعيد النزاع. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "سنحمّل إيران المسؤولية عن أفعال أتباعها الذين يهاجمون الأميركيين" في العراق، موضحاً أن القوات الأميركية ستتجنّب المساهمة في "تصعيد يصبّ في مصلحة إيران".
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من استهداف أكثر من 12 صاروخًا مجمعًا عسكريًا في مطار أربيل بشمال العراق تتمركز فيه قوات أجنبية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويساعد العراق في محاربة تنظيم داعش منذ 2014.
كما أطلقت مجموعة أخرى من الصواريخ، السبت، على قاعدة البلد الجوية شمال بغداد حيث يحتفظ العراق بمعظم طائرات إف-16 التي اشتراها من الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.