عن العرباض بن ة رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون! فقلنا يارسول الله كأنها موعظة مودع! فأوصنا قال : (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد! وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا!! فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ! وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل بدعة ضلالة!!) رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم ،
فعلى ضوء هذا الحديث الصحيح أقول وبالله التوفيق : إن من محدثات الأمور التي أحدثها كثير من الفرق بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم! وأن هذا الأمر من البدع التي لا تجوز في دين الله جل وعلا!! فأي خير في شيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولم يفعله خلفاؤه الراشدون من بعده ولم يفعله أحد من الصحابة ولا التابعين؟! وهم أعلم الناس بسنته وأكملهم حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأكملهم متابعة لشرعه!! وقد قال صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وقال صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وغيرها من الأدلة وهي كثيرة!!
ومن أجمل ما يرد به على هؤلاء المحتفلين أن يقال لهم : إنكم وللأسف الشديد إنما تفرحون وتحتفلون بموته صلى الله عليه وسلم لا بولادته!! لأنه صلى الله عليه وسلم مات في الثاني عشر من ربيع الأول!! ولم يلد في هذا التاريخ قطعا!! فنحن نجزم بل ونتحدى بفضل الله من يثبت لنا تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم!! لا من الناحية التاريخية ولا من الناحية الحديثية!! لأنه صلى الله عليه وسلم لايعرف له تاريخ ولادة بالتحديد قطعا وجزما!! ولا شك أن من سوء الأدب وقلة الحياء أن يحتفل الشخص باليوم الذي مات فيه أعز الناس لديه فكيف باليوم الذي مات فيه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم!! وهذه فائدة من أندر الفوائد!! قل من صرح فيها بمثل هذا التصريح!! والحمد لله على توفيقه! والله أسأل أن يهدينا وإياهم للحق والصواب _ آمين.