أكد المتحدث باسم زعيم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي أن معالجة استهداف البعثات الدبلوماسية مسؤولية الجهات التنفيذية، مشيراً إلى أن اختيار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لوزيري الدفاع والداخلية كان مشجعاً، مشيراً إلى أنه ليس صحيحا أن جميع شيعة العراق يتبعون لإيران.
وقال العبيدي في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "موضوع معالجة استهداف البعثات الدبلوماسية على الأرض من شأن الجهات التنفيذية، ويسأل عليها مكتب القائد العام للقوات المسلحة ومن يتعلق به"، لافتاً إلى أن "المهم الالتفات إلى أن العراق اليوم يمرّ بأزمة مالية شديدة جداً، والمفروض تعاون الجهات والدول التي من الممكن أن تقلل من أثر هذه الأزمة، لأن تعاونها سينفع كثيراً".
وأضاف أنه "إذا وجد انطباع عام في الجو الدبلوماسي، وأن العراق غير آمن من ناحية البعثات الدبلوماسية الموجودة في بغداد ومن الممكن أن تستهدف وأن تتعرض للخطر، سيؤثر في مستوى التعاون مع العراق في أزمته، وبالنتيجة هو خسارة للوضع العراقي وخسارة للمواطن"، مشيراً إلى أنه "إذا لم يكن هناك استقرار فهذا معناه أن البلاد ستبقى في مهب الريح".
وشدد العبيدي على أن "رفع شأن العراق يتطلب السعي لإيجاد استقرار عملي ينشط الاستثمار، وينشط العمل وحركة العمل، وكل المعالم والأطر التي تنفع الشعب العراقي في أزماته، وبالتالي تعيد العراق إلى موضعه بالمنطقة".
البيت الشيعي
وفيما يتعلق بمبادرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن لملمة البيت الشيعي ذكر العبيدي أن "أغلب الاتفاقات الشيعية السابقة بين الأحزاب هدفها مؤقت هو الانتخابات ورئاسة الوزراء، وأنه المفروض أنه يُثبت ميثاق وطني وآلية عمل لتنظيم حركة تواجد الكتل الشيعية وألّا يكون مقروناً فقط بالانتخابات أو اختيار رئيس وزراء"، مؤكداً أن "الأطراف الشيعية التي لديها أمان في الحصول على رئاسة الوزراء من خلال هذا التجمع الشيعي أو التكتل الشيعي ليس لديها قدرة انتخابية، وتأتي بعدد محدد من المقاعد، لكنها تريد أن تستفيد من التراكم الشيعي الكلي من أجل الحصول على مقعد رئاسة الوزراء فتلجأ إلى التحالف الشيعي، وأن السيد الصدر يرى هذا الأسلوب مؤذياً وطنياً، ومؤذياً شيعياً".
ولفت إلى أن "مشكلة الشخصيات التي تسلمت رئاسة الوزراء بهذه الطريقة بعد فترة تجد نفسها تتنكر لبعض الأطراف التي ساعدتها في الحصول على هذا المنصب، وتبدأ تفكر عملياً بنفسها وحزبها وبطموحها السياسي، وتغذي هذا الطموح على حساب الجهات الأخرى التي ساعدتها في الحصول على رئاسة الوزراء، وهذه هي آلية فاشلة تشتت ولا تجمع، والمفروض أنه يُثبت ميثاق وطني وآلية عمل ونظام داخلي ينظم حركة تواجد الكتل الشيعية من أجل ألا تصدر أزماتها على الفضاء الوطني وألا يكون الموضوع مقروناً فقط بالانتخابات أو باختيار رئيس وزراء".
وأوضح أن "هناك أزمات اقتصادية وتحديات أخرى، ويحب ألا يكون الموقف مشتتاً، وعلى سبيل المثال التصويت على الموازنة والموقف من جولات التراخيص للنفط والغاز، المفروض وضع منهجية ونظام داخلي لحركة البيت الشيعي، وهو لا يقتصر على الجهات السياسية فقط، وإنما المفروض أن يزج بالجهات الاجتماعية، وإذا أمكن الجهات الدينية".
لملمة البيت الشيعي
ونوه العبيدي بأن "السيد الصدر عندما أقدم في تغريدته على هذا الموضوع كان يعبر عن لملمة البيت الشيعي بغض النظر عن الأسماء، المهم هي الآلية التي تنفع الجو الوطني وتنفع البلد من خلال نظام داخلي واستراتيجية تمر وتطبق على الجميع من دون استثناء أحد"، مؤكداً أن "البعض لا يزال يفكر بوجوده الانتخابي ويرى هل هذا الميثاق الوطني فيه فقرات تنفعه انتخابياً، ولكن المشروع ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه، وأن السيد الصدر لم يطرح مسألة شخصية، وإنما طرح وجهة نظر موجودة في فكر جميع الأخوة الموجودين".
وتابع أن "رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق وعندما زار مكتب السيد الصدر لتقديم التهنئة قال: "أنتم الشيعة احزموا أمركم ورتبوا وضعكم وسنتجاوز جميع المشاكل، وأن الشيعة إذا استقروا فإن ذلك سينفع الأقليات وسيستقر البلد".
وبين العبيدي أن "اختيار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لوزيري الدفاع والداخلية من الوجبة الأولى في الكابينة الحكومية كان مشجعاً لأنهما شخصيتان مهنيتان ومستقلتان، وهذا الأمر شجع تحالف سائرون على التصويت على حكومة الكاظمي"، مشيراً إلى أن "تحالف سائرون كان الجهة أو الكتلة الأكثر تساهلاً في تكليف رئيس وزراء، ولم تضع شروطاً، وهذا ما قاله محمد توفيق علاوي والزرفي في أثناء تكليفهما، وكذلك قالها الكاظمي، وقالها أيضاً نعيم السهيل، لأنه كان من المؤمل أن يكلف وهو المرشح الأكثر حظوظاً من السبعة الذين جلسوا من الشيعة، ونفس الكتلة التي رشحته هي رفضته في آخر ليلة وفي آخر ساعة، وهذه هي المشكلة، وهي الدليل للملمة البيت الشيعي وضرورة هذا المشروع".
الانفتاح السياسي
وأشار العبيدي إلى أن "بعض المؤسسات الإعلامية تلمح إلى أن جميع الشيعة تابعون لإيران، وهذا الأمر غير صحيح، مؤكداً أن "هناك جهات محترمة ومعتقدة بوطنيتها، ولا تقبل أن تكون ذيلاً، لا يميناً ولا يساراً، ولا شرقاً ولا غرباً، والمسألة وكأن هناك خلافاً شخصياً بين السيد مقتدى الصدر والطرف الآخر".
وأوضح أن "الهم الوطني يجعل التيار الصدري يتفق مع الأطراف العراقية أينما كانت وحتى إذا كانت هذه الأطراف أساءت إليه فيما سبق، وأن السيد الصدر لديه تاريخ في مسألة طيّ الصفحات الماضية"، مؤكداً أن "البعض يحاول اختزال الشيعة بالمالكي، وهذا التفكير غير صحيح".