<img src=http://www.spa.gov.sa/galupload/normal/202101/DST_1477903_2224419_35_13_2021010319571372.jpg border=1 align=left width=70% style='cursor:hand;'>العلا 19 جمادى الأولى 1442 هـ الموافق 03 يناير 2021 م واس إعداد : محمد القحطاني حظيت*المَعالم الأثرية والتاريخية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – بوصفها امتدادًا لحضارات إنسانية ضربت جذروها في عمق التاريخ البشري وجزءًا لا يتجزأ من حفظ تاريخ المملكة وتراثها العريق الذي أكدت عليه رؤية المملكة 2030 ولاتزال شواهد آثاره باقية حتى الآن في مواقع مختلفة بالمملكة ومنها "محافظة العلا". واجتمعت في محافظة العلا العديد من الظروف والعوامل التي جعلتها من أهم الأماكن الأثرية في العالم عطفًا على تاريخها العميق وموقعها الجغرافي المتميز على طريق البخور الذي منحها على مر العصور القدرة على احتضان حضارات بشرية قديمة وطبيعة خصبة على ضفاف وادي "العلا" الذي اشتهر بتنوع منتجاته الزراعية وسط نسمات هواء الوادي العليل الذي يبهج النفس التواقة للراحة خاصة في ليل العلا الهادئ الذي كلما زادت عتمته أمست السماء مطرزة بالنجوم المتلألئة. وعملت الهيئة الملكية لمحافظة العلا التي أنشئت بأمر ملكي عام 2017م على تحقيق حلم تطوير العلا دون المساس بمعالمها التاريخية مع التأكيد على تنمية الإنسان، ورأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العھد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي سابق الزمن وأطلق "رؤية العلا" في العاشر من فبراير عام 2019م متضمنة خطتھا الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في العلا بالتعاون مع المجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين. وتعد "العلا" وجهة فريدة من نوعها للمستكشفين من جميع أنحاء العالم وكنزا لدارسي الآثار والجغرافيا والجيولوجيا والمجتمعات البشرية "إذ تمثل تاريخًا حقيقيًا للتبادل الثقافي والتجاري بين الحضارات المختلفة" حسبما قال صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان محافظ الھيئة الملكية لمحافظة العلا في كلمته إبان إطلاق رؤية العلا، وقد بدأ فريق من علماء الآثار في شهر أكتوبر 2020م بعمليات تنقيب واسعة في مملكة "دادان" لاستكشاف المزيد من المعلومات عن هذا التاريخ البشري الكبير. ووضعت الھيئة الملكية لمحافظة العلا مسارات متنوعة لتطوير مراكز الزوار في المواقع الرئيسة الأربعة في العلا : الحجر، وجبل عكمة، ودادان، والبلدة القديمة، من أجل تجهيزها لاستقبال الزوار من أنحاء العالم وذلك ضمن إطار "رؤية العلا" الرامية إلى إحداث تحولات مسؤولة ومؤثرة في المحافظة من خلال العمل المتوازن بين حفظ وصون التراث الطبيعي والثقافي الغني والمشروعات الطموحة للمملكة لتھيئة العلا للترحيب بالزوار من جميع أنحاء العالم. ومحافظة العلا كما تحتضن التاريخ تزدان كذلك بالمناظر الخلابة للطبيعة الصحراوية والجبلية والواحات الخضراء المتنوعة والمنازل القديمة التي سكنها أناس مُلهمون في المواقع الخاصة بالممالك : الدادانية، واللحيانية، والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، وقال البروفيسور عبدالله نصيف أستاذ الآثار في جامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى سابقًا: إن العلا (وادي القرى قديمًا) ذُكرت في قصائد شاعر العصر الأموي جميل بن معمر الذي نشأ في العلا ووصف أهلها وديارها. وأدى الاستقرار البشري إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي في العلا على مر العصور التي مضت، وتم العمل على إنشاء شبكة كبيرة من القنوات المائية تحت الأرض أسهمت في قيام نهضة زراعية واسعة في العلا حولتها إلى أرض خضراء على مساحات شاسعة وفقا لما أوضح البروفيسور عبدلله نصيف، مبينًا أن العلا اشتهرت في قديم الزمان إلى جانب زراعة النخيل بزراعة : التين، والأعناب، والرمان، والحبوب بأنواعها، والحمضيات بأنواعها، وزيت شجر ألبان. وساعدت العوامل الطبيعية المثالية لموقع "الحجر" على جعله موطنًا للاستقرار البشري كما أفاد لـ "واس" أستاذ الجغرافيا في جامعة الملك سعود الدكتور بدر بن عادل الفقير، وقال : إن الحجر توفرت فيه مياه جوفية وسطحية غزيرة وعذبة، وتربة في سهل واسع غذتها شبكة الأودية المنحدرة من حرة عويرض البركانية وهو محاط بمنظومة من الفنون الصخرية الطبيعية والتراث الآثاري والتربة الزراعية الصالحة لأصناف عدة من المنتجات الزراعية. // يتبع //20:00ت م 0125