بعد اتهام طهران جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" باغتيال من تصفه إسرائيل بـ "الأب الروحي" للبرنامج النووي الإيراني، و"العضو البارز في الحرس الثوري" محسن فخري زاده، طرحت صحيفة "واشنطن إكزامينر" سيناريو تنفيذ العملية وتصورا لمستقبل العلاقات بين أميركا وإيران.
ورأت أن عملية الاغتيال هذه ستعيق أي عودة إلى الاتفاق النووي، لافتة إلى أن الميليشيات التابعة لإيران تنظر إلى نشاط الاستخبارات الإسرائيلية باعتباره امتدادا مترابطا مع السياسة الأميركية.
هل سترد إيران.. وكيف؟
كما أضافت الصحيفة الأميركية أن الخلاف الدامي سيستمر بين أميركا وإيران، الذي ارتفعت وتيرته بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة أميركية في حرم مطار بغداد مطلع العام الجاري.
ولم تستبعد انتقام إيران من المصالح الأميركية بشكل ما في السنة الأولى من رئاسة جو بايدن.
أما عن تفاصيل تلك العملية، فرجحت حصول دعم استخباراتي أميركي، معتبرة أن تغريدات ترمب على تويتر ومشاركته للتقارير والتحليلات المتعلقة بالاغتيال، تشير إلى أن الولايات المتحدة قدمت بعض الدعم لتلك العملية، أوعلى أقل تقدير، تم إطلاع ترمب على مسؤولية إسرائيل.
فرضية دعم الاستخبارات الأميركية
إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن الاستخبارات الأميركية لديها تقنية فريدة من نوعها تعمل بالأقمار الاصطناعية وأدوات مراقبة مستمرة أخرى كان من الممكن أن تستخدمها لتنبيه الإسرائيليين بقافلة فخري زاده أثناء تحركها بين نقاط المغادرة ونقاط الوصول المقصودة، معتبرة أن هذا مفيد بشكل خاص للإسرائيليين في موقع الهجوم، الذي كان على بعد حوالي 90 دقيقة خارج طهران.
كما لفتت إلى أن لدى وكالة الأمن القومي أيضا وسيلة فريدة لتعطيل اتصالات قوات الأمن الإيرانية على نطاق واسع.
هذا وأكد التقرير الأميركي تزايد الوجود الاستخباري السري لإسرائيل على الأراضي الإيرانية، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون الموساد الإسرائيلي قد تسلل إلى إيران بوحدة العمليات الخاصة "كيدون"، وربما اعتمد على شبكة من البيوت الآمنة وضباط العمليات والوكلاء الموثوق بهم بالفعل داخل إيران.
ومن المعلوم من هجمات الموساد السابقة التي تحمل بصمات "أطلقوا النار وانطلقوا" أن إسرائيل لديها وجود استخباراتي على الأراضي الإيرانية.
أكبر من عملية سليماني
كما رأت "واشنطن إكزامينر" أن هذه العملية ستثير الانتقام، خاصة أن علي خامنئي والنخبة المتشددة في المستويات العليا من المؤسسة الأمنية سيعتبرون هذا الهجوم بنفس خطورة العملية الأميركية التي قتلت سليماني، إن لم تكن أكبر.
وضمن الخريطة المستقبلية التي رسمها التقرير فإن عملية اغتيال فخري زاده لا تنذر بعمل عسكري أميركي أو إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، لكن إذا تحركت طهران نحو مستويات تخصيب اليورانيوم التي تسمح لها ببناء سلاح نووي، فسوف تقوم إسرائيل بعمل عسكري ضد برنامجها النووي والصواريخ الباليستية.
إلى ذلك، اعتبر التقرير أن نشر مجموعة حاملة طائرات أميركية هجومية هذا الأسبوع في بحر العرب والخليج ليس بمثابة استعداد لهجوم، إنما اضاف أن الولايات المتحدة ستنشر اثنتين على الأقل، وثلاث حاملات على الأرجح تحسباً لأي ضربة إسرائيلية محتملة!