يأتي ذلك فيما نقلت وسائل إعلام إثيوبية عن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي قوله، إن "العملية العسكرية في تيغراي تتقدم بسرعة والأولوية القصوى لحماية المدنيين".
وذكر دبرصيون غبراميكائيل، رئيس إقليم تيغراي، أن قواته قاتلت قوات إريترية "على عدة جبهات" خلال الأيام القليلة الماضية.
غبراميكائيل قال لـ"رويترز" إن قواته تقاتل "16 فرقة" من فرق الجيش الإريتري، بالإضافة إلى قوات إثيوبية. وقال إن قواته تقاتل القوات الإريترية على عدة جبهات.
وقال رئيس إقليم تيغراي لـ"فرانس برس" إن "القوات الإثيوبية تستخدم كذلك مطار أسمرة" في عمليتها العسكرية ضد منطقته، ما يجعل المطار "هدفا مشروعا"، على حد تعبيره، للضربات التي وقعت ليل السبت.
ويمثل التأكيد تصعيدا كبيرا، حيث يمتد القتال الدامي في منطقة تيغراي شمال إثيوبيا عبر الحدود الدولية الآن.
وفي مقابلة أخرى مع وكالة "أسوشيتد برس"، لم يذكر رئيس إقليم تيغراي عدد الصواريخ التي أطلقت على مدينة أسمرة يوم السبت، لكنه قال إنها المدينة الوحيدة في إريتريا التي تم استهدافها. وهدد أكثر، قائلاً: "سنستهدف أي هدف عسكري مشروع وسنطلق النار".
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قد بدأ هجوما عسكريا في منطقة تيغراي الشمالية المضطربة يوم الرابع من نوفمبر. ونفت حكومة إريتريا أي دور لها في الصراع.
وجاء هذا التصعيد في وقت تستمر فيه المطالبات الدولية بوقفه في إثيوبيا، خوفا من احتمال انجرار البلاد إلى نار حرب أهلية لا تحمد عقباها، مع استمرار حدة العمليات العسكرية بين الحكومة الاتحادية وجبهة تحرير شعب تيغراي.
وكانت "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي تحكم إقليم تيغراي الإثيوبي، السبت، قد تبنت عملية إطلاق صواريخ على مطارين قريبين من المنطقة وهددت بمهاجمة إريتريا المجاورة.
ووقعت إريتريا وإثيوبيا اتفاق سلام قبل عامين، إلا أن حكومة الرئيس الإريتري إسياس أفورقي لا تزال معادية لقيادة تيغراي بعد دورها في حرب مدمرة بين عامي 1998 و2000.
ولم يصدر تعليق فوري عن الحكومة الإثيوبية على حديث غبراميكائيل عن الضربات في إريتريا.
وكان عضو في حزب غبراميكائيل، وهو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، قد هدد أمس السبت بمهاجمة أهداف إريترية.
ويتهم أبي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تدير الإقليم الجبلي الذي يقطنه أكثر من 5 ملايين، بالخيانة والإرهاب، ويقول إن حملته العسكرية ستستعيد النظام. وفاز أبي بجائزة نوبل للسلام بفضل اتفاق السلام مع إريتريا عام 2018.
وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة، إن القتال في إثيوبيا دفع أكثر من 14500 شخص للهروب إلى السودان.
وقال زعيم تيغراي إن حكومته، جبهة تحرير تيغراي الشعبية، ليس لديها قناة اتصالات مع إريتريا حتى قبل الصراع. ويواجه الجانبان خلافًا مريرًا بعد حرب حدودية طويلة وقاتلة انتهت بعد تولي أبي أحمد السلطة في 2018.
الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي غاضبة من تهميشها بسبب الإصلاحات السياسية الشاملة التي قام بها أبي أحمد. كما تعترض على تأجيل الانتخابات الوطنية إلى العام المقبل، الأمر الذي يمدد حكم أبي.
وفي سبتمبر، تحدت الجبهة وأجرت انتخابات إقليمية وصفتها الحكومة الفيدرالية بأنها غير قانونية.