وفي هذه المناسبة أكّد معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن معمر، الشراكة القائمة والمستقبلية بين المنظمتين الدوليتين بعد توقيع مذكرة التفاهم بينهما؛ بوصفهما معنيين بتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وبناء الجسور بين القيادات والمؤسسات الدينية والقيمية والإنسانية وصانعي السياسات، مشيرًا إلى مكانة المملكة العربية السعودية، كونها صاحبة المبادرة العالمية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وبوصفها عضوًا مؤسسًا لمركز الحوار العالمي والبلد المضيف لقمة مجموعة العشرين 2020م بالشراكة مع النمسا وإسبانيا والفاتيكان، منوهًا بمذكرة الشراكة، التي تؤكد النتائج الهائلة المنتظرة؛ تأسيسًا على التعاون المسبق أيضًا في مجالات أخرى، منها: مناهضة خطاب الكراهية التي برزت مجدداً في الآونة الأخيرة؛ ومخاطر التقنية والترويج لخطاب الكراهية عبر المنصات الرقمية؛ بما يؤكد ضرورة التركيز وتوجيه النظر إلى كل مروجي الكراهية في أنحاء العالم، مشيرًا بشكل خاص إلى قيادة مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات الجهود العالمية لصياغة خطة عمل الأمم المتحدة لحماية دور العبادة، وهي وثيقة مهمة نشأت عن الحاجة إلى معالجة الأعداد المتزايدة من الهجمات ضد أماكن العبادة والمصلين في جميع أنحاء العالم. معربًا عن فخره بمساندة منظمة تحالف الحضارات في رعاية الجهود صياغة هذه الخطة، والالتزام بها. وشدّد ابن معمر على أن خطاب الكراهية يحمل في طياته تهديدين متصلين: جعل المكونات الدينية المتنوعة كبش فداء وتهميشها وإساءة استخدام الدين لتبرير الأعمال غير المشروعة؛ داعيًا إلى مواجهة كلا التهددين بصرامة، من خلال الشراكة بين القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية الفاعلة لمساندة صانعي السياسيات. وأعرب معاليه عن حرصه الشديد على رؤية ثمرة التعاون والتفاهم بين المنظمتين في التدريب وبناء القدرات من خلال برامج زمالة كايسيد، الذي أشاد بها لرفد المجتمع العالمي بسفراء للحوار العالمي، المؤهلين بالمهارات اللازمة لقيادة مجتمعاتهم وتوعيتهم، داعيًا إلى تكثيف الجهود المبذولة المسؤولة في هذه الأوقات التي تشهد تفشي جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ وخطاب الكراهية والتحريض على العنف، مشددًا أن العالم الآن يشهد تغييرًا ولكنه ليس نحو الأفضل، لافتًا إلى تعرُّض الإطار الدولي لحقوق الإنسان والنظام العالمي متعدد الأطراف ومنظومة القيم المشتركة للتعايش والتسامح والاحترام المتبادل للخطر. وأكد ابن معمر أن أي استجابة ناجحة يجب أن تنبع من جميع قطاعات المجتمع، وفي طليعتها: صناع السياسات والأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية والقيمية والإنسانية الفاعلة، جنبًا إلى جنب مع منظمات المجتمع المدني والإعلام والشباب والنساء، شريطة ألا يتخلف أحد عن الركب، بصرف النظر عن الدين أو المعتقد أو العرق. ومن جانب آخر، قال الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميجيل موراتينوس : "إن الأزمة الإنسانية العالمية قد أدت إلى تفاقم مظاهر الظلم الاجتماعي وعدم المساواة التي ابتليت بها مجتمعاتنا منذ فترة طويلة. ولذلك حان الوقت الآن لعكس المسار وإعادة ضبط بوصلة أعمالنا لكي تأخذ مسارها الصحيح. ولقد حان الوقت لوضع مقاربة مختلفة قائمة على قيم الوحدة والرحمة والتضامن. ومن هنا يتطلع تحالف الأمم المتحدة للحضارات (unaoc) إلى مواصلة تعاونه المثمر مع مركز الحوار العالمي (كايسيد) لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي لا يزال أمرًا ضروريًا للغاية في ظل هذا الواقع الأليم". // انتهى //11:32ت م 0033