لم يبقى لدى فرنسا أي أمل في المساعدة من أي مكان آخر عدا حضرة سلطان العالم؛ حيث أن حضرة سلطان العالم قد قدّم من قبل مساعداته لمرات عديدة. إن فرنسا ستكون ممتنة إلى الأبد لو سوعدت بمقدار من النقود والبضاعة. إن مثل هذه المساعدة تعتبر لا شيء بالنسبة إلى سلطان العالم".
كانت هذه رسالة هنري الثاني ملك فرنسا إلى السلطان سليمان القانوني، أما اليوم فقد اختلف الأمر حين خرج الرئيس الفرنسي هولاند ليقول "لقد حصلنا على دعم الإمارات المادي للعملية العسكرية في مالي".
يبدو أن دولة الإمارات تأبى إلا أن يتردد اسمها وبقوة في العديد من القضايا والأزمات الدولية، خاصة تلك المتعلقة بالدول العربية والإسلامية..
ففي مفاجأة مدوية قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه حصل على دعم مادي من الإمارات في العملية العسكرية التي تشنها فرنسا ضد المسلحين المتشددين فى مالي!!.
وقال هولاند فى مؤتمر صحفي فى دبي أن بلاده حصلت على دعم الإمارات المادي للعملية العسكرية فى مالي، كما أن باريس وأبو ظبي لديهما نفس التوجهات فيما يخص الوضع هناك.
لأول وهلة يتبادر إلى الذهن تساؤلين رئيسيين ... ما الذي يجعل الإمارات تدعم فرنسا في الهجوم على دولة مسلمة .. أما التساؤل الثاني فيتعلق بالداعي وراء تورط الإمارات "ولو مادياً" في هذا العدوان الفرنسي على شمال مالي، وما الذي يقلق الإمارات من الوضع في مالي وهي التي تبعد عنها آلالاف الكيلو مترات؟!!!.
المفاجأة المدوية التي فجرها الرئيس الفرنسي في قلب دبي، ولم يهتز لها حتى الإماراتيون وكأنهم يتفاخرون ويتباهون بذلك، باتت دليل اتهام جديد يضاف إلى سجل بعض الأجنحة الحاكمة في الإمارات بالتورط في مناهضة التيارات الإسلامية والوقوف بقوة أمام أي توجه إسلامي حتى ولو كان هذا لا يمثل أي تهديد مباشر أو غير مباشر على مصالح الأسرة الحاكمة في الإمارات.
وأشارت تقارير إلى أن ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد قد قام بدفع 400 مليون دولار للجيش الفرنسي وذلك في عدوانهم على مسلمي مالي، وهو المبلغ الذي يعد دفعة أولية فقط، من أجل إنجاز هذه المهمة.
ما تردد عن تورط الإمارات في مصر ومن قبلها في إجهاض ثورات الربيع العربي، والآن التأكيد "الرسمي" على الدعم الإماراتي لباريس في عدوانها على مالي... يطرح تساؤلات مثيرة .. الأيام القادمة هي من ستجيب عليها.