أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، مساء الثلاثاء، أن محتجين أضرموا النيران في مطعم داخل مبنى جريدة النهار، وأن القوى الأمنية تعمل على إبعادهم.
وعاد الحراك المدني إلى الشارع اللبناني تحت عنوان "غضب لبنان الكبير"، ونفذ احتجاجا في العاصمة بيروت وتحديدا في ساحة الشهداء.
وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية، كما رفعوا لافتات تعبر عن مطالبهم وعن الحال التي وصلت إليها البلاد على مختلف الصعد الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، في وقت احتفل السياسيون بذكرى تأسيس "دولة لبنان الكبير" بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل بيروت ليل الاثنين.
وطالب الحراك "بحكومة اختصاصيين، لا حكومة حصص وتحاصص". وحاول المتظاهرون فتح إحدى البوابات المؤدية إلى مجلس النواب، فاحتدمت المواجهات بينهم وبين القوى الأمنية التي ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.
وشهد وسط بيروت اشتباكات وعمليات كر وفرّ بين المتظاهرين والقوى الأمنية، فيما اندلع "حريق في مدخل مبنى جريدة نتيجة المواجهات القائمة". وسارعت القوى الأمنية إلى إخماد النيران مستخدمة الخراطيم المخصصة لإبعاد المتظاهرين.
وتعمل 5 فرق من الصليب الأحمر اللبناني على نقل الجرحى وإسعاف المصابين جراء الاشتباكات.
في موازاة تظاهرة "غضب لبنان الكبير" في وسط العاصمة بيروت، قامت مجموعة من الشبان بتكسير والاعتداء على سيارة تابعة للقوى الأمنية كانت تمرّ في المحلة.
وفي نهر الكلب، تجمع عدد من المواطنين في ذكرى مئوية إعلان دولة لبنان الكبير بعنوان "من الولادة إلى السيادة"، طالبوا بمحاسبة الفاسدين.
"أنت من السلطة.. لا نريدك"
فبعد تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون رسمياً، الاثنين، السفير مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة، وصل الأخير إلى المناطق المنكوبة في الجميزة ومار مخايل ببيروت في أول زيارة له بعد تكليفه، من أجل تفقد أضرار الانفجار الذي هز مرفأ العاصمة اللبنانية في الرابع من أغسطس، مودياً بحياة 190 شخصاً ومخلفاً آلاف الجرحى.
إلا أن تلك الزيارة استقبلت برفض قاطع من قبل بعض السكان الذين احتشدوا حول ضيف "السلطة" بحسب وصفهم.
وأظهر مقطع فيديو، لبنانيين ضد رئيس الحكومة الجديد مطالبين بطرده من المكان، وقالوا "أنت من السلطة ولست من الشعب، نحن لا نريدك" مؤكدين نزولهم للشارع للاحتجاج ضد تكليفه.
وكان أديب أكد سابقا في كلمة مقتضبة ألقاها بعيد تكليفه، أنه سيشكل الحكومة في وقت قياسي، متعهداً بأن تضم أصحاب الكفاءات.
إلا أن الحراك اللبناني الذي انطلق منذ أكتوبر الماضي ضد الطبقة السياسية وأعاد الانفجار المأساوي الذي دمر مرفأ المدينة، الزخم إليه، جدد رفضه لمبدأ تقاسم السلطة الذي لا يزال سائدا بين الطبقة السياسية والأحزاب، مطالباً بحكومة مستقلة خارج السياسيين الحاليين الذين يتهمونهم بالفساد والفشل في إدارة شؤون البلاد.