في انتهاك جديد لحرية الصحافة والصحافيين، تواصل السلطات التركية احتجاز مراسل فضائية أجنبية اُعتقل على الحدود التركية ـ اليونانية خلال تغطيته لمحاولات آلاف اللاجئين بينهم أتراك، العبور إلى أوروبا أواخر شباط/فبراير الماضي.
وفي هذا السياق، أكد غورسل دمير المحامي التركي الموكّل بالدفاع عن راوين ستيرك، مراسل فضائية "رووداو" الكردية العراقية على أنه "لا توجد مستندات أو وثائق بحوزة السلطات المحلية تدين موكلي القابع خلف القضبان منذ نحو ستة أشهر".
وأوضح لـ "العربية.نت" أن "ستيرك اعُتقل خلال تصويره تقريرا تلفزيونيا يرصد أوضاع عائلةٍ سورية لاجئة عند نقطةٍ حدودية بين تركيا واليونان"، مشدداً على "أنه لم يرتكب أي فعل جرمي يدعو للعقاب إطلاقاً".
كما أضاف أن "أنقرة تتهمه بالتورط في نشر دعايةٍ إرهابية وستبدأ بمحاكمته بعد أيام وهو يواجه عقوبة السجن لمدّة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات رغم عدم وجود أدلةٍ قضائية يمكن للمحكمة الاستناد إليها واستخدامها ضده". وتابع: "يجب إطلاق سراحه بدلاً من معاقبته واحتجازه في سجنٍ شديد الحراسة".
واحتجزت أنقرة ستيرك يوم 28 فبراير الماضي قرب الحدود التركية ـ اليونانية مع مصوّره الذي أُطلِق سراحه يوم 4 آذار/مارس الماضي.
وطالبت الفضائية التي يعمل مراسلاً لديها بالإفراج عنه على الفور، لكن أنقرة قررت تمديد احتجازه بناءً على أمر قضائي صدر عن إحدى محاكمها يوم السادس من مارس.
مئات الصحافيين خلف القضبان
يشار إلى أن ستيرك هو واحد من مئات الصحافيين القابعين خلف القضبان في تركيا بتهمة نشر دعايةٍ إرهابية، وهي غالباً ما تشير إلى حزب "العمال الكردستاني" أوحركة "الخدمة" التي يقودها فتح الله غولن. وتصنف أنقرة كلا التنظيمين كجماعاتٍ إرهابية.
وقبل يومين دعا الاتحاد الأوروبي، أنقرة، إلى تحسين واقع حقوق الإنسان إثر وفاة المحامية الكردية إبرو تيمتك بعد 238 يوماً من إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام بدأته في السجن لرفضها الحكم الصادر بحقها بالسجن لأكثر من 13 عاماً والتهم الموجهة إليها حول "انتمائها إلى منظمة إرهابية".
واعتبر الاتحاد الأوروبي السبت، أن وفاة المحامية المضربة عن الطعام في تركيا دليل على تردي وضع حقوق الإنسان في البلاد.
كما ذكر في بيان أن تيمتك هي رابع شخص يتوفى في السجون التركية منذ بداية العام الحالي نتيجة الإضراب عن الطعام، مشيراً لوفاة موسيقيين هما هيلين بولاك وإبراهيم كوكجك ورجل ثالث يدعى مصطفى كوتشاك.
إلى ذلك، يواجه في الوقت الحالي المحامي التركي من أصول عربية آيتاج أونسال الموت بمفرده بعد وفاة تيمتك، حيث يرقد في مشفى باسطنبول بعد تدهور صحته على خلفية التحاقه بعد شهر بالإضراب عن الطعام مع زميلته الراحلة. وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية بالإفراج "السريع" عن أونسال المسجون والمضرب عن الطعام منذ أكثر من مئتي يوم.