تستمر تركيا بالتحرك في البحر المتوسط، مستفزة دولاً أوروبية، ودافعة الجيش الليبي وقواته البحرية إلى التأهب.
فغداة تحرك وحدات بحرية تركية للقيام بعمليات تنقيب شرق المتوسط، في خطوة أثارت قلق ورفض أوروبا وصعّدت من حجم الخلافات بشأن ملكية الثروات الطبيعية شرق البحر المتوسط، أكدت القوات البحرية الليبية استعدادها لمواجهة أي سفن تركية تقترب من الساحل الليبي.
وقال رئيس أركان القوات البحرية في الجيش الليبي، اللواء فرج المهدوي، لـ"العربية.نت" إن الجيش أصبح لديه القدرة اليوم على تدمير أيّ سفينة حتى مدى 100 كيلومتر من الساحل الليبي، مضيفاً أن الوحدات البحرية التركية هي المستهدف الأوّل من تركيز هذه الصواريخ المعروفة في العالم بقدرتها على إغراق أيّ سفينة.
تهريب المرتزقة
بالتزامن أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن تركيا فتحت خط تهريب المرتزقة السوريين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي، مساء الأربعاء، إن هذا الخط ينطلق من مناطق طرابلس وصبراتة وزوارة، الخاضعة لميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة.
كما أشار إلى هروب نحو 1000 مرتزق سوري من زوارة وصبراتة باتجاه أوروبا الأسبوع الماضي، عبر زوارق قدمتها إحدى الدول الأوروبية دعما لخفر السواحل الليبية.
تركيا وبوابة النفط الليبي
إلى ذلك، لفت إلى وجود تقارير تحدثت عن هروب 483 سورياً من ليبيا إلى أوروبا، يوم الثلاثاء فقط.
وفي ما يتعلق بمدينتي سرت والجفرة، أكد المسماري تحصين محاورهما بقوة خلال الفترة الماضية وتدعيمها بأسلحة ودروع ورادارات ودفاعات جوية.
كما جدّد التأكيد على أنّ الجيش الليبي يؤمن بالحل السياسي للأزمة من أجل مصلحة الليبيين، لكنّه في نفس الوقت عليه الاستعداد لأي مواجهة عسكرية محتملة في ليبيا.
يأتي هذا على الرغم من الوساطات الدولية الجارية، بغية خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار في ليبيا.
وكانت موسكو وأنقرة أعلنتا أمس التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، إلا أن تركيا تمسكت بانسحاب الجيش الليبي من مدينة سرت والجفرة.
يذكر أن مدينة سرت المطلة على البحر المتوسط تشكل بوابة العبور إلى حقول النفط في الشرق الليبي، كما تضم منطقة الجفرة قاعدة جوية مهمة بالقرب من وسط ليبيا، يرفض الجيش الليبي التخلي عنها في حين تتمسك أنقرة وحكومة الوفاق بشرط السيطرة على المنطقتين قبل الالتزام بوقف النار.