فيما تشهد الأزمة الليبية تصعيداً متزايداً، في ظل الدعم الذي تقدمه تركيا لميليشيات الوفاق، جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، موقف بلاده بخصوص ليبيا "الثابت الداعي إلى ضرورة التعجيل بالحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد لوقف إراقة المزيد من الدماء والإبقاء على الوضع تحت السيطرة، حتى يتمكن الشعب الليبي الشقيق من إعادة بناء دولته في إطار الشرعية الشعبية، وبما يضمن وحدته الترابية، وسيادته الوطنية، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية".
جاء ذلك خلال محادثات أجراها تبون الأحد مع الممثلة بالنيابة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامس، التي قامت بزيارة إلى الجزائر. وتمحورت المحادثات حول التطورات الميدانية المقلقة في ليبيا في ضوء مساعي منظمة الأمم المتحدة لاستئناف عملية السلام انطلاقاً من قرارات ندوة برلين الدولية، وفق بيان الرئاسة الجزائرية.
وفي تصريحات تلفزيونية، قال تبون في إن "بعض الدول أخلت بالتزاماتها نحو ليبيا"، لافتاً إلى أن "هناك محاولة لدفع القبائل الليبية لحمل السلاح".
كما أكد أن "اتصالاتنا يومية مع الأشقاء في ليبيا والدول المجاورة، ونسعى لتغليب الحل السياسي للأزمة".
"صومال جديد"
يذكر أنه في 11 يوليو الحالي، أكد وزير خارجية الجزائر، صبري بوقادوم، استعداد بلاده لاحتضان أي حوار سياسي بشأن ليبيا، قائلاً: "نريد جمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار".
وصرح بوقادوم في مؤتمر صحافي أن "أمن واستقرار ليبيا مهمين للأمن القومي الجزائري، لافتاً: "نحن متخوفون من تحول ليبيا إلى صومال جديد".
إلى ذلك أضاف: "تجمعنا روابط تاريخية مع ليبيا"، مشيراً إلى أن "مبادرة الجزائر للتسوية السياسية في ليبيا قائمة والأيام القادمة ستحمل الجديد".
"ليست لدينا أطماع توسعية"
وفي 12 يونيو الماضي، حذر الرئيس الجزائري من تدهور الوضع في ليبيا، مؤكداً أن الأطراف المتصارعة في سوريا هي نفسها التي تتصارع في ليبيا أيضاً.
كما اعتبر عبد المجيد تبون في حديث لوسائل إعلام محلية أن الوضع الليبي يسير باتجاه سيناريو مماثل لما حدث في سوريا.
وأكد أن "المد والجزر الموجود في ليبيا لا يجذبنا ولا نتدخل فيه.. خطتنا واضحة لا للحسم العسكري ويجب اتباع النقاش والحوار لأن الدم الذي يسيل هو دم ليبي وليس دم الجهات التي تتخذ حرباً بالوكالة".
إلى ذلك، قال إنه "ليست لدينا أطماع توسعية أو اقتصادية في ليبيا، كل ما نريده هو وقف الاقتتال". ولفت إلى إمكانية التعاون مع دول الجوار سواء مصر أو تونس من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية.