"اعتراف ودليل واضح على التعذيب" بتلك العبارة وصفت منظمة "مراسلون بلا حدود" السبت بث "اعترافات تلفزيونية" جديدة لمدير قناة "آمد نيوز" الإخبار?ة، روح الله زم المعتقل في إيران.
وأوضحت أن هذا الاستجواب التلفزيوني هو اعتراف واضح من النظام الإيراني بتعذيب السجناء، والتعذيب أكبر مثال على الجرائم ضد الإنسانية".
كما قالت إن روح الله زم حُرم من الحق في لقاء عائلته واختيار محام له طوال فترة احتجازه في الحبس الانفرادي.
أتى ذلك، بعد أن بث التلفزيون الإيراني الحكومي مساء الجمعة، مقابلة أخرى مع الصحافي المعتقل روح الله زم، الذي اختطفته استخبارات الحرس الثوري أثناء رحلة له من باريس إلى بغداد، في أكتوبر الماضي، وذلك بالرغم من وضع مذيعي ومسؤولي التلفزيون الإيراني على قائمة العقوبات الأميركية والأوروبية لمشاركتهم في الاعترافات القسرية للمعتقلين السياسيين.
مذيع متعاون مع الحرس الثوري
وأدار تلك المقابلة علي رضواني، مقدم التلفزيون الإيراني، الذي اتُهم سابقًا بالتعاون مع جهاز استخبارات الحرس الثوري لتسجيل الاعترافات القسرية للعديد من المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي.
ويستخدم العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مصطلح " المحقق - الصحفي " لوصف الأشخاص الذين يجرون المقابلات في برامج الاعترافات التلفزيونية هذه في إيران.
يذكر أن محكمة إيرانية حكمت الشهر الماضي بالإعدام على روح الله زم، مدير موقع " آمد نيوز" المعارض، بعد إدانته بـ " الفساد في الأرض" وتهم عديدة منها "إثارة الاضطرابات" و"تحريض الناس على الاحتجاجات" و"التعاون مع الأجهزة الأمنية في الدول الأخرى"، و"صلاته بشبكات في الداخل والخارج".
860 حالة "اعتراف قسري"
وكانت "الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان نشرت بالتعاون مع منظمة "العدالة لإيران" تقريرا يوثق ما لا يقل عن 860 حالة "اعتراف قسري" و"محتوى تشهيري" في قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ضد المواطنين والمعتقلين السياسيين وسجناء الرأي.
كما أكد التقرير أن كل تلك الاعترافات التي بثت خلال السنوات العشر الماضية، عبر التلفزيون الإيراني الرسمي، "بشكل منهجي" تهدف إلى "بث الخوف".
إلى ذلك، أوضح أن بثها عرض المعتقلين لأذى كبير، إلى جانب تعرضهم "للتعذيب وسوء المعاملة" لإرغامهم على الاعتراف والإدلاء بتصريحات كاذبة أمام الكاميرات
يذكر أنه بعد الضغوط على إيران والاحتجاج عليها لوقف الاعترافات التلفزيونية، غيرت الإذاعة والتلفزيون من طريقة بث الاعترافات، لتصبح على شكل مقابلات تجريها مع المتهمين خاصة السياسيين المحكومين بالإعدام والذين أرغموا على تلك المقابلات تحت تعذيب أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.