جدد رئيس وزراء تركيا الأسبق ورئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، انتقاده لسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان الداخلية والخارجية، لاسيما التعاطي مع الحريات العامة في البلاد، والسياسة الخارجية لحكومة بلاده. ووصف وزراء حكومة أردوغان بغير الكفوئين، معتبراً أن الرئيس ينتهج أسلوبا متغطرسا في سياسته.
وقال في كلمة له الاثنين "من يستطيع أن يقول إن بلداً ديمقراطياً يـُطارد فيه المحامون على الطرق السريعة ويطردون بعيداً عن مداخل المدن"، في إشارة إلى مسيرات احتجاجية نفذها محامون ورؤساء نقابات وقضاة حاولوا الوصول قبل أسبوعين إلى العاصمة أنقرة وتعرضوا لسوء معاملة من الشرطة التي أوقفتهم عند مداخل أنقرة لمدة 27 ساعة تقريباً.
وكانت احتجاجات المحامين بدأت الأسبوع الماضي، ضد تمرير حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية مشروع القرار إلى البرلمان، تمهيداً لإقراره، رغم رفضه من قبل 80% من نقابات المحامين في البلاد، لأنه يمس هيكل النقابات الأساسي ونظام الانتخابات فيها، والمجالس المركزية للنقابات.
ووافقت لجنة العدل داخل البرلمان التركي اليوم الاثنين على مواد القانون والتعديلات المطروحة عليه، تمهيداً لإقراره من قبل البرلمان وسط تزايد الاحتجاجات من قبل نقابات المحامين التي ترفض المشروع، معتبرة أنه "يفرض وصاية حكومية على النقابات".
"غطرسة أردوغان وإطعام المقربين"
وفيما يخص الجانب الاقتصادي انتقد داود أوغلو في خطابه السياسات الاقتصادية لحكومة أردوغان التي "أوصلت التضخم إلى 13%". وأضاف "لا يمكننا أن نسمح لمجموعة من الناس التافهين بسرقة عرق أمتنا كل شهر حتى يطعموا المال الحرام إلى المقربين من حولهم". وتابع "عندما نقول إن هنالك خللاً في العمل فإننا لا نتحدث عبثاً، الخلل ليس في أبناء البلد، ولا في الموارد، المشكلة بالضبط هي في وزرائك (أردوغان) غير الجديرين، في غطرستك (أردوغان) التي تقلل من شأن الأمة".
كما أشار إلى أنه كان ملازماً لأردوغان ورفيقه الدائم ضمن وعود أطلقها بأن "نكون معاً، معاً في المبادئ والأخلاق والإدارة الصادقة والشفافة، تخلى أردوغان عن المضي مع أولئك الذين قالوا الصدق، الذين التزموا الأخلاق". وأردف "إذا أدار بلاده (أردوغان) بشكل جيد، وأصغى إلى جميع شرائح المجتمع، فسوف ندعم الحكومة، عليه ألا يدعم أقاربه فقط ولكن 83 مليون مواطن تركي".
إغلاق جامعة إسطنبول شهير
في سياق متصل تطرق حليف أردوغان السابق إلى إغلاق جامعة إسطنبول شهير، حيث أصدر مجلس التعليم العالي في تركيا الثلاثاء الفائت قراراً بوقف تصريح التشغيل الخاص بالجامعة التي تأسست عام 2008 من قبل مؤسسة العلوم والفنون التابعة لداود أوغلو، ونقل إدارتها إلى جامعة مرمرة، إثر دعاوى قضائية تواجهها الجامعة على خلفية الأرض التي بنيت عليها، ونـُشر القرار الذي وقعه الرئيس رجب طيب أردوغان في الجريدة الرسمية. وقال في هذا الصدد "في اليوم الذي أغلقت فيه جامعة إسطنبول شهير بتوقيع أردوغان، دون تردد أبديت استيائي للإهانات التي طالت السيدة إسراء (ابنة أردوغان وزوجة وزير المالية بيرات ألبيرق)، التي أعتبرها كابنتي، أليس من المناسب لي ولأصحاب الضمير أن أطرح السؤال؟ هل رأيتم أي رد فعل من أردوغان على وسائل التواصل الاجتماعي بينما كانت تغريدات تسيء لي ولزوجتي وعائلتي".
وكان ألبيرق نشر الأسبوع الماضي تغريدة في حسابه على تويتر أعلن من خلالها عن قدوم طفله الرابع، معرباً عن فرحته بذلك. وقال في تغريدته: "شكرا لله الذي وهبني مولودا جديدا، أهلا وسهلا بك حمزة صالح في أسرتنا وحياتنا، وأشكر زوجتي إسراء التي كانت وسيلة لهذه الفرحة الجديدة".
لكن إهانات طالت ألبيرق وزوجته إسراء دفعت الشرطة لاعتقال 14 شخصاً بتهمة "كتابة تعليقات مهينة"، ولاقت هذه الحادثة إدانات من مسؤولين أتراكاً ومعارضين لأردوغان الذي فاجأ الجميع بعد أيام بإعلانه عزم حكومته فرض وصاية ورقابة على وسائل التواصل الاجتماعي ما أثار ردود فعل مستنكرة لتصريحاته.