بينما تتوالى صواريخ الميليشيات المسلحة الموالية لإيران باستهداف المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بين الحين والآخر، وكان آخرها قبل ساعات من استهداف هجوم صاروخي محيط السفارة الأميركية وسط بغداد فجر الأحد، أفاد مصدر عسكري مسؤول اليوم بأن منظومة الدفاع الصاروخية C-RAM هي التي تصدت للهجوم الصاروخي الذي حاول استهداف السفارة الأميركية في العاصمة العراقية.
وقال المصدر لوكالة "شفق نيوز"، إن منظومة الدفاع الجوي التي تم اختبارها منذ أيام، وصدت الصاروخ فجر الأحد هي C-RAM وليست الباتريوت.
كما حدد مكان شن الهجوم بالقول "إن مكان انطلاق الصاروخ فجر الأحد على المنطقة الخضراء والذي سقط على أحد المنازل السكنية من منطقة علي الصالح ضمن جانب الكرخ من العاصمة".
أقل من دقيقة
وهذه المنظومة، التي نشرت بداية العام في السفارة الأميركية، تقوم بعملية مسح لأي صاروخ أو مقذوف وتفجره في الهواء بإطلاق آلاف الرصاصات في أقل من دقيقة وفق ما أكده مسؤول عراقي لـ"فرانس برس".
من جانبه، قال الخبير الأمني، هشام الهاشمي، إن "سنتوريون C -RAM هي منظومة متكاملة قصيرة المدى، مضادة للقذائف والهاون والكاتيوشا، وغير مكلفة مثل الباتريوت ونسبة قدرتها على تحييد الأهداف 70-80%.
هذا وأفادت خلية الإعلام الأمني العراقية، الأحد، عن إطلاق صاروخ كاتيوشا من منطقة علي الصالح ببغداد باتجاه المنطقة الخضراء.
وقالت إن الصاروخ سقط بجوار أحد المنازل بالقرب من قناة بلادي ما أدى إلى جرح طفل وحدوث أضرار في المنزل.
كما أكدت أن قوات الأمن تمكنت من إحباط هجوم آخر في منطقة أم العظام والسيطرة على صاروخ كاتيوشا وقاعدة الاطلاق، مضيفة "أن هذا الصاروخ كان موجها نحو معسكر التاجي شمالي العاصمة".
هجمات متتالية
هذا، وتتعرض السفارة الأميركية في بغداد لهجمات متتالية من الميليشيا المسلحة الموالية لإيران.
وفي 18 يونيو/حزيران سقطت 4 صواريخ كاتيوشا قرب السفارة الأميركية والتي تقع داخل المنطقة الخضراء المحصنة في قلب بغداد، وفي 13 من الشهر الماضي ضرب هجوم صاروخي قاعدة في شمال بغداد تتمركز فيها قوات أميركية، وفي 8 يونيو/حزيران ضرب صاروخان أراضي مجمّع مطار بغداد، كما سقط صاروخ غير موجّه قرب مقر السفارة الأميركية.
يشار إلى أنه منذ أشهر تتعرض قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً أميركيين لهجمات صاروخية متكررة.
وازدادت وتيرة الهجمات منذ مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية أميركية ببغداد مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.
كما تزامنت الضربات الأخيرة مع استئناف الحوار الأميركي العراقي الذي عارضته بعض الفصائل الموالية لإيران.
يذكر أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، شهد العراق حوالي 30 هجوماً استهدفت مصالح عسكرية ودبلوماسية أميركية، لكن الهجمات الصاروخية باتت أكثر ندرة في الأشهر الأخيرة.