أكدت هيئة الأركان العامة للقوات العسكرية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وقوع اشتباك بين القوات المسلحة التابعة للحزب (البيشمركة) والحرس الثوري، الأربعاء، في منطقة تقع على الأراضي العراقية ضمن إقليم كردستان، فيما هدد قائد القوة البرية الإيرانية بقصف مقرات الأكراد بوابل من الصواريخ.
وجاء في بيان صدر عن الهيئة، الخميس، أن قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا) اشتبكت يوم الأربعاء، مع مجموعة من "الجاش" والحرس الثوري الإيراني في منطقة تسمى "دولة ميدان وخولسر" في مرتفعات هلجورد.
أما "الجاش" فهو لقب لدى الأكراد يطلق على المتعاونين منهم مع الحكومات التي يعارضونها وخاصة المسلحين الذين يرفعون السلاح ضد أبناء منطقتهم.
قتال على الأراضي العراقية
إلا أن البيان لم يحدد إحداثيات المكان الذي وقعت فيه الاشتباكات تماماً، لكن من خلال مراجعة الخرائط يظهر بأنه يقع جبل "هلجورد" على الأراضي العراقية.
ويعد جبل هلجورد ثاني أعلى جبل في العراق بعد جبل شيخا، حيث تبلغ قمته 3607 أمتار فوق سطح البحر، وهو يجاور كردستان إيران، ويجتاز المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وإيران.
كما أنه تابع لقضاء جومان في محافظة أربيل، ويضم معاقل الأحزاب الكردية المعارضة لكل من طهران وأنقرة، ويعترض للقصف من قبل البلدين بين الحين والآخر.
في السياق أيضاً، أوضح بيان الحزب الكردي، أنه عندما كان فريق من البشمركة الكردية يقوم بمهام دورية، كشف مجموعة من الجاش الحرس الثوري الإيراني تستعد للهجوم ما استدعى الرد ووقعت الاشتباكات، مؤكدا سقوط عدد من القتلى في صفوف الطرف الآخر، فيما لم تسجل أية خسائر عند الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني.
يشار إلى أن منطقة "كوران" بالقرب من مدينة أورمية، عاصمة محافظة أذربيجان الغربية، كانت شهدت، الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين الحرس الثوري وقوات أحد الأحزاب الكردية المعارضة للحكومة الإيرانية سقط خلالها ثلاثة من الحرس قتلى حسب مصادر كردية.
وكان الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني قد أعلن في يناير 2016 استئناف العمل المسلح ضد الحكومة الإيرانية، بعد وقف للعمليات دام حوالي 23 عاما، ودعا مصطفى هجري، أمين عام الحزب مقاتلي الحزب ومناصريه، شباب الكرد الإيرانيين إلى الانخراط في صفوف البيشمركة.
البرية الإيرانية: سنقصف الأكراد في العراق
والثلاثاء أيضا، هدد قائد القوة البرية للحرس الثوري، محمد باكبور الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني وسائر الأحزاب الكردية الإيرانية بقصف معاقلها "بوابل من الصواريخ" على حد وصفه.
كما حذر باكبور الذي كان يتحدث على هامش مناورة للحرس الثوري التي أجريت على مساحة واسعة من منطقة "شيلر" إلى "تشهل جشمه" على الحدود بين محافظة كردستان إيران وإقليم كردستان العراق، القوى الكردية المعارضة لطهران، قائلاً: "سنرد بقوة على أي تحرك يقوم به الإرهابيون".
الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني
يذكر أن الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني الذي انقسم في عام 2007 إلى حزبين "الحزب الديموقراطي الكردستاني (حدكا)"، و"الحزب الديموقراطي الكردستاني (حدك)"، له تاريخ دموي كبير، فقد اغتالت السلطات الإيرانية زعيم الحزب عبدالرحمن قاسملو في باريس غيلة في النمسا في 13 يوليو 1989 بعدما دعته للتفاوض مع وفد حكومي إيراني قادم من طهران لحل القضية الكردية بالطرق السلمية.
ويتهم الأكراد النظام الإيراني باغتيال صادق شرفكندي، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وثلاثة من مساعديه في برلين، في عام 1992، عندما كانا يعقدان اجتماعا للتفاوض مع إيران أيضا.
إلى ذلك، يعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، الحزب الأم لكافة الأحزاب الكردية في العالم، حيث تأسس في عام 1946، وشكل أول جمهورية داخلية في إيران عرفت باسم جمهورية مهآباد بقيادة أول سكرتير للحزب قاضي محمد، إبان الحرب العالمية الثانية والذي أعدمه الشاه محمد رضا بهلوي وقضى على الجمهورية الكردية الفتية.
كما أن الحزب عضو مؤسس في "مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية" المكون من 17 تنظيماً من عرب الأهواز والأكراد والبلوش والأتراك الآذريين والتركمان واللور في إيران، ويطالب بإسقاط النظام الحالي وإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي يضمن حق تقرير المصير للشعوب والقوميات غير الفارسية.