وقائع مقتل قيادات إرهابية بارزة من جبهة النصرة أو تنظيم داعش في ليبيا بعد وصولهم ضمن أفواج المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا لدعم صفوف قوات الوفاق، يأتي ليعزّز اتهامات الجيش الليبي بتورط أنقرة وتعاونها مع تنظيمات إرهابية من أجل دعم حكومة الوفاق.
فمن ضمن الإرهابيين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا، السوري "أبو يعرب الأثري"، الذي قتل أمس الخميس في غارة جوية للجيش الليبي، استهدفت محاور القتال غرب سرت.
ولهذا القيادي المتشدّد، واسمه الأصلي "سامر الأطرش" من محافظة حمص السورية، تاريخ إرهابي وإجرامي أسود في تنظيم جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، رغم صغر سنّه الذي لم يتجاوز بعد 20 سنة، حيث طرد من تنظيم "جبهة النصرة" بسبب قضايا الفساد والأخلاق، ليلتحق بصفوف "الجيش الوطني" في عفرين العام الماضي، قبل أن تنقله أنقرة في شهر يناير الماضي إلى ليبيا، حيث شارك في معارك العاصمة طرابلس ضمن صفوف قوات الوفاق ثم تحول إلى محاور القتال ضواحي مدينة سرت تمهيدا لاقتحامها من قبل قوات الوفاق، لكنه لقي مصرعه هناك في ضربة جويّة نفذّها الجيش الليبي على مواقع الوفاق وتمركزاتهم.
وأبو يعرب الأثري، هو من ضمن 390 مرتزقا سوريا، قتلوا في المعارك التي وقعت غرب ليبيا، ومن ضمن العشرات من القيادات الإرهابية التي لقيت حتفها أو اعتقلت داخل محاور القتال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
داعش والرويضاني
يذكر أنه أواخر الشهر الماضي، أعلن الجيش الليبي، اعتقال "محمد الرويضاني" المكنى أبو بكر الرويضاني، " وهو أحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا، وقائد ما يسمى "فيلق الشام"، يتهم بعدة جرائم قتل وخطف لنساء واغتصابهن، قبل قدومه إلى ليبيا لمؤازة قوات حكومة الوفاق.
وكان الرويضاني، في العقد الرابع من عمره، والتحق بتنظيم داعش في سبتمبر عام 2014 قبل أن ينضم لـ"فيلق الشام"، الذي تم تشكيله برعاية تركية، تلقى تدريبات متقدمة في بلدة "تل رفعت السورية" مع نهاية عام 2014، ثم شارك في معارك الجيش التركي ضد الأكراد شمال سوريا.
وبعد اعتقاله بأسبوع، سقط مواطنه، الإرهابي السوري "محمد هنداوي"، قائد فرقة "السلطان مراد"، وذلك خلال عملية نوعية بمحور عين زارة جنوب شرق العاصمة طرابلس، حيث قتل عندما كان يقود معارك قوات الوفاق ضدّ الجيش الليبي.
وتعد تلك الأسماء من ضمن الورقة التركية التي تلعب في ليبيا، حيث أكد المرصد أن تركيا نقلت حوالي 10 آلاف مرتزق سوري حتى الآن من بينهم عناصر من تنظيم داعش. وأضاف أن المخابرات التركية تشرف على فصيل يضم عشرات المسلحين من داعش، يتولى مهام تجنيد مرتزقة لصالح تركيا للقتال في ليبيا.
ويثير هذا التحالف بين أنقرة والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، مخاوف من وجود مخطط تركي لتوطين الإرهابيين الأجانب المخضرمين في الحروب داخل ليبيا، ما قد يساهم في إعادة الحياة إلى داعش ، ويساعده على النمو والتموقع مجددا في بعض المدن الليبية.