يبدو أن بريطانيا التي تعد واحدة من أكثر الدول تضررا بكوفيد 19، دفعت ثمن تأخر فرض إجراءات العزل العام الذي بدأته في نهاية مارس الماضي، بعد أن حصد الوباء 300 ألف شخص بالبلاد حينذاك، حيث كشف جون إدموندز وهو أحد المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، الأحد، إن الكثير من الأرواح راحت ضحية تقاعس السلطات عن فرض الإجراءات الاحترازية على مستوى البلاد لمكافحة انتشار فيروس كورونا في وقت مبكر.
ويقول منتقدون من بينهم متخصصون في المجال الطبي وعلماء ونواب إن الحكومة أفسدت استجابتها للتفشي بسبب بطئها الشديد في فرض إجراءات ضرورية مثل العزل العام وحماية المسنين في دور الرعاية، في حين يشير إحصاء لرويترز وفقا لمصادر رسمية، أن مجمل وفيات المملكة المتحدة تخطى حاجز 50 ألفا.
خسارة كبيرة
وعلى الرغم من تحفظات بعض مستشاريها العلميين، تخفف الحكومة الآن إجراءات العزل العام على مستوى البلاد والذي تسبب في توقف أغلب الأنشطة الاقتصادية منذ 23 مارس آذار.
ولدى سؤاله خلال مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عما يأسف عليه بشأن مكافحة التفشي، قال جون إدموندز وهو عضو في فريق المستشارين العلميين للحكومة في حالات الطوارئ "كان يجب علينا أن نفرض إجراءات العزل العام في وقت مبكر أكثر".
كما تابع قائلا "البيانات التي كنا نتعامل معها في أوائل مارس ووعينا بالموقف كان متواضعا جدا وبالتالي أعتقد أنه كان من الصعوبة البالغة أن نصدر الأمر في تلك المرحلة لكن كنت أتمنى لو فعلنا... أعتقد أن عدم فعل ذلك كبدنا خسارة العديد من الأرواح".
تأجيل القيود
وبتوجيه سؤال لوزير الصحة مات هانكوك عما إذا كان يتفق مع إدموندز قال الوزير لبي.بي.سي "لا. أعتقد أننا اتخذنا القرارات الصائبة في الوقت المناسب... لقد اتبعنا إرشادات العلم".
وقال إدموندز أيضا إنه يفضل تأجيل تخفيف القيود لحين تراجع أعداد الإصابة الجديدة بصورة أكبر.
إلى ذلك، أودى وباء كوفيد 19 بأكثر من 400 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ديسمبر، وهو عدد تضاعف في شهر ونصف، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى مصادر رسمية الأحد الساعة 14,30 ت غ.
وأحصيت 400 ألف و52 وفاة من ستة ملايين و929 ألفا و960 إصابة معلنة في العالم، نحو نصفها في أوروبا (183 ألفا و428 وفاة).
ومع 109 آلاف و802 وفاة من مليون و920 ألفا و62 إصابة مؤكدة، فإن الولايات المتحدة هي البلد الذي سجل أكبر عدد من الوفيات، تليها المملكة المتحدة (40 ألفا و542 وفاة من 286 ألفا و194 إصابة) والبرازيل (35 ألفا و930 وفاة من 672 ألفا و846 إصابة) وايطاليا (33 ألفا و846 وفاة من 234 ألفا و801 إصابة) وفرنسا (29 ألفا و142 وفاة من 190 ألفا و631 إصابة.