بدأت المنافسة والمفاوضات في البرلمان الإيراني على رئاسة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية وهي إحدى أهم اللجان، بين أقطاب التيار المتشدد الذي يهيمن على البرلمان بدورته الحادية عشرة والذي انتخب الجنرال محمد باقر قاليباف عمدة طهران السابق، رئيسا له يوم الخميس الماضي.
وأعلن ثلاثة نواب بارزين حتى الآن استعدادهم لرئاسة الدورة الأولى للجنة وبدأوا مشاورات مع الأعضاء الآخرين.
خطورة اللجنة
وتقوم اللجنة بمهام السياسة الخارجية والعلاقات والدفاع والاستخبارات والأمن، وفقًا لقانون اللوائح الداخلية لمجلس الشورى (البرلمان) الإيراني.
وتتشكل لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية بحد أدنى من 19 عضوًا وبحد أقصى 23 عضوًا، ولكن في بعض الفترات البرلمانية ضمت أكثر من 23 عضوًا.
وينتخب رئيس اللجنة ونائب الرئيس والسكرتير الأول والثاني، وكذلك المتحدث باسم اللجنة كل عام بتصويت أعضائها.
وفيما يلي أسماء المرشحين لرئاسة لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني الحادي عشر وسوابقهم:
1- الجنرال محمد صالح جوكار، القيادي بالحرس الثوري، والذي بدأ حياته العسكرية مسؤولاً عن الباسيج في محافظة يزد، منذ بداية الثورة، والذي تخرج من جامعة أصفهان، ثم أصبح لاحقا قائدا للحرس الثوري في محافظات يزد وهرمزجان وتشهارمحال وبختياري والعديد من المدن الأخرى.
تخرج جوكار في جامعة الدفاع الوطني عام 2009 في فرع "تهديدات الأمن القومي"، وفي عام 2011 انتخب نائبا عن مدينة يزد، في الانتخابات البرلمانية التاسعة.
وبعد انتهاء فترة ولايته في عام 2015 ، عين جوكار معاوناً للشؤون القانونية والبرلمانية للحرس الثوري، حتى فاز مجددا في الدورة الحادية عشرة من البرلمان بحصوله على أغلبية الأصوات في يزد.
أحد رجال خامنئي المتشدد ذو النوري
2- مجتبى ذو النوري، رجل الدين الأصولي المتخرج من الحوزة الدينية في قم، ونائب عن مدينة قم منذ الدورة البرلمانية الماضية وأعيد انتخابه، وهو يشغل أحد مقاعد لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية.
وقبل عضويته في البرلمان، كان ذو النوري يعمل في منصب نائب ممثل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في الحرس الثوري، لسنوات عديدة.
3- حسين نوش آبادي، وهو نائب سابق لعدة دورات، وسفير إيران السابق في سلطنة عمان، كما شغل مناصب دبلوماسية عديدة كمستشار وزارة الخارجية في شؤون آسيا والمحيط الهادي، والمستشار القانوني للرئيس الإيراني، وكذلك كبير مستشاري وزارة الخارجية للشؤون العربية، وخبير في مجلس تشخيص مصلحة النظام لشؤون الشباب.
تأتي أهمية لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية من كونها جهة مؤثرة في قرارات الأمن القومي والسياسة الخارجية حيث تشارك في الاجتماعات السرية المشتركة مع مسؤولي وزارة الخارجية الكبار أو الهيئات المسؤولة عن السياسة الخارجية الإيرانية.
ترسم في السياسة الخارجية
وبهذا تعتبر اللجنة إحدى الأدوات الدبلوماسية بيد النواب الذي يمثلون التيارات السياسية المتصارعة داخل النظام الإيراني للتأثير بشكل غير مباشر على السياسة الخارجية للبلاد.
لكن في نفس الوقت، عدم وجود تفاعل دائم بين لجنة الأمن القومي في البرلمان والنخب السياسية والعسكرية والاقتصادية يعتبر أحد أسباب ضعف هذه اللجنة، وفقا لمراقبين للشأن السياسي الايراني.